قتل شخص اليوم الاثنين جراء غارة من طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة من طراز “رابيد” على الطريق الرابط بين بلدتي عين المزراب وتبنين في قضاء بنت جبيل جنوب لبنان، فيما توغلت قوة إسرائيلية عسكرية، داخل الأراضي اللبنانية عند طريق مركبا–العديسة، واقتحمت معملاً للرخام وفَتشته بدقة، قبل أن تترك منشورات تحذيرية، وفق مصادر لبنانية.
في السياق، ودعا الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم، اللبنانيين إلى تجاوز الانقسامات الطائفية والمذهبية والحزبية، مؤكداً أن “الدولة هي التي تحمي جميع الطوائف وتصون الوطن”، مطالباً الجميع بالالتفاف حول العلم الوطني الواحد والعمل من أجل لبنان كحزب وطائفة واحدة.
وأشار عون إلى أن مجلس الوزراء يمثل منصة لتبادل الآراء واتخاذ القرارات بعد النقاش، وهو ما أدى بالفعل إلى صدور قرارات غير مسبوقة.
وجاءت تصريحات الرئيس اللبناني عقب بيان صادر عن مكتب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي أثنى على قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يبدأ بالانسحاب تدريجياً من لبنان إذا نجحت السلطات اللبنانية في نزع سلاح حزب الله، وذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وكان نتنياهو قد التقى المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، الذي شدد على ضرورة كبح الهجمات الإسرائيلية ضد البنية التحتية لحزب الله، في وقت يتمسك لبنان بخطته المعتمدة على “خطوة مقابل خطوة”، مطالباً بوقف العدوان الإسرائيلي والانسحاب من النقاط الخمس داخل الأراضي اللبنانية.
إلى ذلك، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، تقديره لقرار الحكومة اللبنانية برئاسة جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام، الذي يقضي بالتحرك نحو نزع سلاح “حزب الله” بحلول نهاية عام 2025، واصفاً الخطوة بأنها جوهرية ومهمة لاستعادة سيادة لبنان وتعزيز مؤسسات الدولة والجيش والحكومة بعيداً عن نفوذ الجهات غير الحكومية.
وأكد البيان استعداد إسرائيل لدعم لبنان في جهوده لنزع السلاح، والعمل سوياً من أجل مستقبل أكثر أماناً واستقراراً للبلدين، مشيراً إلى أنه في حال شرعت السلطات اللبنانية بخطوات عملية لتفكيك سلاح الحزب، ستتخذ إسرائيل إجراءات مقابلة، تشمل تقليص وجود جيشها تدريجياً بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
من جهتها، كلَّفت الحكومة اللبنانية الجيش بوضع خطة تطبيقية لحصر السلاح بيد القوى الشرعية قبل نهاية العام الحالي، على أن تُعرض الخطة على مجلس الوزراء قبل 31 أغسطس، وفق ما صرح به رئيس الحكومة نواف سلام بعد جلسة وزارية استمرت ست ساعات. وأكد سلام أن بيان الحكومة وخطاب الرئيس يؤكد واجب الدولة في احتكار حمل السلاح.
في المقابل، أعلن “حزب الله” رفضه للقرار، واعتبر أن سحب سلاحه يضعف قدرة لبنان أمام ما وصفه بالعدوان الإسرائيلي والأمريكي، واصفاً القرار بـ”الخطيئة الكبرى”، مشدداً على أنه سيتعامل معه كما لو لم يكن موجوداً، مؤكداً في الوقت نفسه انفتاحه على الحوار وإنهاء العدوان الإسرائيلي والعمل على تحرير الأراضي اللبنانية وبناء الدولة.
في السياق، اجتمع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة رسمية إلى إسرائيل، لمناقشة الحد من الهجمات الإسرائيلية على لبنان ومستقبل العلاقات مع سوريا.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن باراك التقى أيضًا وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وزير الخارجية جدعون ساعر، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، في إطار جهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لترتيب تفاهمات أمنية أولية بين إسرائيل ولبنان، وبين إسرائيل وسوريا، تمهيدًا لتطبيع العلاقات مستقبلًا.
وأكدت المصادر الأمريكية والإسرائيلية أن استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة يفرض على إسرائيل مصلحة واضحة في تهدئة الأوضاع على حدودها مع لبنان وسوريا، والتوصل إلى تفاهمات جديدة مع الدولتين.
كما طالبت إدارة ترامب إسرائيل بالرد على موافقة الحكومة اللبنانية على خطط نزع سلاح “حزب الله” عبر تقليل العمليات العسكرية في لبنان وسحب قواتها تدريجيًا من المواقع التي لا تزال تسيطر عليها جنوب البلاد.
وكان مجلس الوزراء اللبناني قد أقر أهداف الورقة التي قدمها باراك، بما في ذلك إنهاء الوجود المسلح في كامل الأراضي اللبنانية ونشر الجيش اللبناني في المناطق الحدودية، في خطوة تعزز اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، رغم استمرار بعض الضربات الإسرائيلية المستهدفة لتهديدات يُزعم أنها لحزب الله.
مسؤول إيراني: نزع سلاح حزب الله في لبنان “مخطط أمريكي صهيوني” ولن يتحقق
أكد العميد إيرج مسجدي، مساعد الشؤون التنسيقية بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، اليوم الاثنين، أن محاولات نزع سلاح حزب الله في لبنان تمثل مخططاً أمريكياً صهيونياً ولن يقبله الشعب اللبناني ولا الحزب.
وأوضح مسجدي في إفادة صحفية أن سلاح المقاومة هو سلاح الشعب اللبناني للدفاع عن أرضه ضد العدوان الصهيوني، مشدداً على أن قضية نزع السلاح ليست جديدة، لكنها لن تُنفذ بأي شكل من الأشكال.
في السياق ذاته، شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، علي دعموش، على أن قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح المقاومة “ليس مجرد خطيئة سياسية، بل يفتقد لأبسط درجات العقلانية”، مؤكداً أن الحزب لن يدخل في أي نقاش حول تنفيذ القرار قبل انسحاب إسرائيل ووقف عدوانها.
كما حذر الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، من أن المقاومة لن تسلم سلاحها طالما استمر العدوان والاحتلال، محذراً من أن أي استهداف للحزب قد يؤدي إلى فتنة داخلية وفوضى.
وكانت الحكومة اللبنانية قد أقرت خطة لنزع سلاح حزب الله بشكل كامل بحلول نهاية 2025، معتبرة أنها تهدف إلى تعزيز سيادة الدولة وبسط سلطتها على جميع الأراضي اللبنانية، في خطوة رفضها حزب الله ووصفها بأنها “خطأ سياسي لا يمكن القبول به”.
The post أمريكا تضغط على إسرائيل.. نتنياهو: تقليص الهجمات على لبنان مرهون بـ«نزع السلاح» appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.
