تستعد الولايات المتحدة لموجة واسعة من الاحتجاجات يوم الخميس المقبل، الموافق 17 يوليو، تحت عنوان “تستمر المتاعب”، في يوم وُصف بأنه “يوم عمل وطني” ضد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تزامناً مع الذكرى الخامسة لوفاة زعيم الحقوق المدنية وعضو الكونغرس السابق جون لويس، الذي يُعد أحد أبرز رموز النضال السلمي في التاريخ الأمريكي المعاصر.
ووفقاً لموقع “أكسيوس”، من المتوقع أن يشارك أكثر من 56 ألف شخص في 1500 فعالية مقررة في مختلف الولايات الأمريكية، في تحرك احتجاجي واسع منظم من قبل تحالف من النشطاء والمجتمع المدني.
المنظمون أكدوا أن الفعاليات “تشكل رداً جماعياً على اعتداءات إدارة ترامب على الحقوق المدنية والإنسانية، وتُعد تذكيراً بأن السلطة في أمريكا لا تزال بيد الشعب”.
وتهدف الفعاليات المقبلة، بحسب المنظمين، إلى تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الأمريكيون في ظل ما وصفوه بـ”الردة عن الحقوق المكتسبة”، وإحياء الإرث النضالي لجون لويس عبر تحركات سلمية واسعة النطاق، تمتد من الساحات العامة إلى مقرات النواب، في مشهد يُرتقب أن يشكّل اختباراً جديداً لقيادة ترامب.
ويأتي هذا التحرك ضمن سلسلة من الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ مطلع العام، من بينها “تسلا تيك داون” في مارس، و”ارفعوا أيديكم!”، و”50501″ في أبريل، إضافة إلى مظاهرات “عيد العمال” واحتجاجات “أمريكا حرة” خلال يوم الاستقلال، هذه التحركات تعكس تنامياً ملحوظاً في التعبئة الشعبية ضد سياسات إدارة ترامب، لا سيما فيما يتعلق بالحريات المدنية وحقوق الأقليات.
واختيار 17 يوليو ليس صدفة، بل يحمل دلالة رمزية عميقة؛ فهو يصادف الذكرى الخامسة لوفاة جون لويس، أحد آخر القادة الباقين من حركة الحقوق المدنية التي غيّرت وجه أمريكا في ستينيات القرن الماضي.
لويس، الذي انتُخب لعضوية الكونغرس عام 1986 وظل نائباً عن أتلانتا حتى وفاته عام 2020، كان شخصية ذات تأثير أخلاقي عميق، وخصماً صلباً للتمييز العنصري، كما كان من أبرز منتقدي ترامب خلال ولايته الأولى، ورفض حضور حفل تنصيبه عام 2017.
واشتهر لويس بعبارته الملهمة: “اقع في المتاعب الجيدة والضرورية”، والتي تحولت إلى شعار لنشطاء الحقوق المدنية في الجيل الجديد، وخلال مسيرته، اعتُقل أكثر من 40 مرة، وتعرض للضرب والإصابات، لكنه ظل وفياً لفلسفة النضال السلمي.
وكان أبرز مشاهد نضاله خلال “الأحد الدامي” في مارس 1965، حين قاد أكثر من 600 متظاهر سلمي عبر جسر إدموند بيتوس في مدينة سيلما بولاية ألاباما، مطالبين بحق التصويت للأمريكيين من أصل إفريقي، قبل أن تتعرض المسيرة لهجوم عنيف من شرطة الولاية، في لحظة مفصلية غيّرت مجرى حركة الحقوق المدنية الأمريكية.
ورغم أن ترامب لم يعلّق حتى الآن على هذه الفعاليات، إلا أن الزخم المتواصل لحركات الاحتجاج منذ مطلع العام يعكس تحولاً في المزاج الشعبي، خاصة بين الشباب والناخبين من الأقليات، ويضع إدارة الرئيس أمام تحدٍ متجدد بشأن تعاملها مع حرية التعبير والاحتجاج.
The post أمريكا على موعد مع «المتاعب».. يوم احتجاج وطني ضد إدارة ترامب appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.