Site icon bnlibya

أوروبا بين ضغوط واشنطن وبكين.. هل تولد أزمة جديدة في الاقتصاد العالمي؟

حذر نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي ليفنغ، كبير المفاوضين التجاريين مع الولايات المتحدة، من تسارع “الاضطرابات والتحولات” في النظام التجاري العالمي، في ظل تصاعد السياسات الحمائية وتسييس القضايا الاقتصادية، داعيًا إلى تعاون دولي لحماية البيئة التجارية الحرة والمنفتحة.

وفي كلمة ألقاها خلال افتتاح معرض الصين الدولي لسلاسل التوريد الذي تستضيفه بكين هذا الأسبوع، أكد ليفنغ أن “التغيرات العالمية التي لم نشهدها منذ قرن تتسارع، مع تشابك وتراكم مخاطر متعددة”، في إشارة إلى التحولات الجذرية التي تطال سلاسل الإمداد العالمية والنظام التجاري الدولي.

وانتقد المسؤول الصيني بشدة ما وصفه بـ”التدخلات السياسية في السوق”، قائلاً إن “بعض الدول تتدخل بذريعة تقليل المخاطر، مستخدمة إجراءات مثل فرض الرسوم الجمركية”، في إشارة واضحة إلى السياسات التجارية المتشددة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أدت إلى توترات حادة في العلاقات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وشدد هي ليفنغ على ضرورة “تعزيز التوافق الدولي بشأن التنمية”، داعيًا إلى “التصدي بحزم لتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية وأدلجتها، وإضفاء طابع أمني مفرط عليها”، مؤكدًا أهمية الحفاظ على بيئة اقتصادية عالمية قائمة على الانفتاح والتعاون.

وتحاول بكين في هذا المعرض تقديم نفسها كقوة داعمة للتجارة الحرة، في مواجهة السياسات الأمريكية التي يصفها مراقبون بأنها تتجه نحو “فك الارتباط التجاري” مع الصين عبر التعريفات الجمركية والحظر التكنولوجي وتشديد القيود على الاستثمار.

وتأتي تصريحات المسؤول الصيني في وقت تشهد فيه العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين توترًا متصاعدًا منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض مطلع 2025، حيث أعاد فرض حزم من الرسوم الجمركية على السلع الصينية، وتوعد بمزيد من الإجراءات ضد ما وصفه بـ”الممارسات التجارية غير العادلة”.

في المقابل، أعلنت الصين تسجيل نمو بنسبة 5.2% في الربع الثاني من العام، وارتفاعًا في صادراتها بنسبة 5.8% خلال يونيو، مدعومة بهدنة تجارية مؤقتة مع بعض الشركاء، مما يعزز موقفها في خضم النزاع التجاري ويؤكد مرونة الاقتصاد الصيني رغم الضغوط الخارجية.

وتزامنت التحذيرات الصينية مع نقاشات أوروبية متزايدة بشأن كيفية مواجهة ما وصفه مراقبون بـ”الحصار الاقتصادي المزدوج”، حيث تجد أوروبا نفسها محاصرة بين ضغوط السياسات الأمريكية المتشددة من جهة، ونفوذ الصين الاقتصادي من جهة أخرى، وسط دعوات لتشكيل “جبهة مضادة” لموازنة الكفتين والدفاع عن مصالحها في سلاسل التوريد العالمية.

مستشار سابق للبنتاغون يحذر: تخلي الدول عن الدولار يهدد عزلة الولايات المتحدة

قال العقيد المتقاعد دوغلاس ماكغريغور، المستشار السابق لوزير الدفاع الأمريكي، إن عدداً من الدول بدأت تتخلى عن استخدام الدولار في التجارة الدولية وتلجأ إلى التعامل بعملاتها الوطنية، مثل اليابان والصين وروسيا وإيران، ما يهدد الولايات المتحدة بالوقوع في عزلة اقتصادية.

وأوضح ماكغريغور عبر منصة “X” أن “العديد من الدول تتعامل الآن بعملاتها الخاصة، مما يبعدها عن الدولار، وأمريكا تتحول إلى دولة معزولة”.

وجاء هذا التصريح في ظل تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أكد أن العالم يعيد التفكير في الاعتماد على الدولار، وأن حصة العملة الأمريكية في الاحتياطيات العالمية تتراجع تدريجياً، حتى أن حلفاء الولايات المتحدة التقليديين بدأوا بخفض احتياطياتهم منه.

كما أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تراجع الثقة بالدولار عالمياً ودور العملة الذي يتعرض للتقويض منذ سنوات.

في سياق متصل، أعلنت الحكومة الروسية أنها نجحت في تقليص استخدام الدولار واليورو في التسويات الخارجية بنسبة بلغت 79.8%.

The post أوروبا بين ضغوط واشنطن وبكين.. هل تولد أزمة جديدة في الاقتصاد العالمي؟ appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.