إثيوبيا  تفتتح «سد النهضة» وتصدم مصر والسودان: «عليكم أن تدفعوا»

0
19

دشّنت إثيوبيا رسميا، الثلاثاء، سد النهضة الضخم المقام على نهر النيل، وسط أجواء احتفالية حضرها قادة إقليميون، حيث اعتبره رئيس الوزراء آبي أحمد “إنجازا عظيما ليس فقط لإثيوبيا، بل لكل الشعوب الإفريقية”، مؤكدا أن المشروع لن يضر بدول الجوار.

ويُعد سد النهضة أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في إفريقيا بطاقة إنتاجية متوقعة تبلغ 5 آلاف ميغاوات، أي ضعف ما تنتجه إثيوبيا حاليا من الكهرباء. ويبلغ ارتفاع السد 145 مترا وعرضه 1.8 كيلومتر، فيما تصل سعته التخزينية إلى 74 مليار متر مكعب من المياه.

ورغم اعتباره مصدرا للاعتزاز الوطني في إثيوبيا وإجماعا سياسيا داخليا نادرا، يثير السد مخاوف كبرى في مصر التي تعتمد على نهر النيل لتأمين 97% من احتياجاتها المائية. وتصف القاهرة المشروع بأنه تهديد وجودي، حيث تواجه فجوة سنوية بين مواردها المقدرة بـ56.6 مليار متر مكعب واحتياجاتها التي تتجاوز 114 مليار متر مكعب.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد حذر في أغسطس الماضي من أن بلاده “لن تغض الطرف عن أي تهديد لأمنها المائي”، مؤكدا أن مصر ستتخذ كل التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي لحماية حقوقها، أما السودان، فعبّر بدوره عن قلقه من “الإجراءات الأحادية” في تشغيل السد، مؤكدا في موقف مشترك مع مصر رفض سياسة فرض الأمر الواقع.

وبينما ترى أديس أبابا أن السد يمثل “ثورة في مجال الطاقة” ستمكّنها من تزويد ملايين المواطنين بالكهرباء وتعزيز التنمية، فشلت جميع محاولات الوساطة الدولية والإقليمية – من الولايات المتحدة إلى الاتحاد الإفريقي – في التوصل إلى اتفاق ملزم يوازن بين مصالح الدول الثلاث.

إثيوبيا تصدم مصر والسودان: «عليكم أن تدفعوا» مع افتتاح سد النهضة

في خطوة أثارت غضب القاهرة والخرطوم، صدم مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي، كيفلي هورو، مصر والسودان بإعلانه أن الدولتين كانتا يجب أن تتحملا نصف تكلفة بناء السد، بدعوى استفادتهما من فوائده الإقليمية.

وقال هورو في تصريحات وصفت في مصر بأنها استفزازية واضحة: “السد ليس مشروعًا إثيوبيًا داخليًا فقط، بل فرصة مشتركة للمنطقة بأكملها”، مشيرًا إلى أن مصر والسودان ستستفيدان من تدفق مياه منتظم يقلل من الفيضانات السنوية المدمرة في السودان، ويضمن امتلاء خزانات السدود مثل روصيرص وسنار بكفاءة أعلى، بالإضافة إلى توسيع الزراعة على مدار العام بنحو 500 ألف هكتار في السودان وحده.

وأضاف المسؤول الإثيوبي: “إثيوبيا تتحمل التكلفة الكاملة، لكن الاستفادة مشتركة، فلماذا لا يشاركان في النصف؟”، مؤكدًا أن الملء النهائي للخزان، الذي بلغ حتى الآن 40 مليار متر مكعب، لن يتوقف، رغم الاعتراف بتأثيرات محتملة على الدولتين.

وجاءت هذه التصريحات في وقت حساس، حيث أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اكتمال بناء السد بنسبة 98.9%، ودعا مصر والسودان لحضور الافتتاح الرسمي، مؤكداً أن “السد بركة للجميع” ولم يقلل من مياه السد العالي لترًا واحدًا.

وشهدت إثيوبيا الاثنين احتفالات شعبية واسعة في أديس أبابا ومناطق بني شانغول-غوموز، حيث يقع السد، بمشاركة عشرات الآلاف، مع هتافات مثل “النهضة لإثيوبيا” و”النيل للجميع”، وعروض فنية وموسيقية وتوزيع الطعام التقليدي، تعبيرًا عن الفخر الوطني بتحقيق حلم قومي بعد 14 عامًا من الجهد.

ومع ذلك، أعربت مصر عن رفضها القاطع لهذه الدعوة، واعتبرت الافتتاح انتهاكًا للقانون الدولي، بينما حذر السودان من تهديدات أمنية محتملة لسدوده مثل روزيرس، وسط مخاوف من نقصان في تدفق المياه يصل إلى 25% في مواسم الجفاف.

The post إثيوبيا  تفتتح «سد النهضة» وتصدم مصر والسودان: «عليكم أن تدفعوا» appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.