الخليج يستعد للرد العسكري والدبلوماسي والاقتصادي على إسرائيل

0
24

اهتز شعور دول الخليج بالأمان بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الدوحة، والذي استهدف القيادة السياسية لحركة حماس، ما دفع المنطقة بأسرها لمراجعة حساباتها الأمنية والسياسية والاقتصادية لأول مرة منذ سنوات.

وقالت شبكة “سي أن أن” الأمريكية إن هذا التطور الخطير جعل حكومات الخليج تدرك أن حرب غزة، التي اندلعت قبل نحو عامين على بعد آلاف الأميال، باتت تقترب منها أكثر من أي وقت مضى.

تحرك قطري وجولة خليجية عاجلة

أعلنت قطر أنها تعمل على بلورة رد إقليمي جماعي على الضربات الإسرائيلية، على أن يُتخذ القرار النهائي خلال قمة عربية وإسلامية مرتقبة في الدوحة الاثنين.

وأوضح رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن الخطوة “قيد التشاور والنقاش” مع شركاء إقليميين.

الإمارات كانت الأسرع في التحرك، إذ وصل الرئيس محمد بن زايد آل نهيان إلى الدوحة على رأس وفد رفيع بعد أقل من 24 ساعة على الهجوم، مستهلاً جولة خليجية شملت البحرين وعُمان لتنسيق المواقف.

كما استدعت أبوظبي دبلوماسياً إسرائيلياً للتنديد بالهجوم، ووصفته بـ”الفاضح والجبان”.

خيارات دبلوماسية وقانونية

يرجح محللون أن تبحث دول الخليج خطوات دبلوماسية لإظهار وحدة الموقف، منها خفض مستوى العلاقات مع إسرائيل أو تقليص المشاركة في اتفاقات أبراهام الموقعة عام 2020.

وأكدت قطر أن جزءاً من ردها سيكون عبر الساحة القانونية، بعد نجاحها في تمرير بيان بالإجماع في مجلس الأمن يدين الهجوم الإسرائيلي، وهو ما قد يشكل سابقة في الدور الخليجي تجاه التحركات القانونية ضد إسرائيل أمام المحاكم الدولية.

تفعيل القوة العسكرية المشتركة

يتضمن الرد الخليجي المحتمل تفعيل “قوة درع الجزيرة”، التي تأسست في الثمانينيات كقوة ردع جماعي. ويدرس خبراء دمج أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي وبناء قدرات محلية أكثر استقلالية، وإنشاء قيادة عسكرية خليجية موحدة.

ويرى محللون أن إحساس دول الخليج بفشل الضمانات الأمريكية في حماية أمنها مؤخراً قد يدفعها للمطالبة بضمانات دفاعية واضحة، أو تنويع شراكاتها العسكرية بعيداً عن الاعتماد الكامل على واشنطن.

بعد اقتصادي يلوح في الأفق

تملك دول الخليج أوراق قوة اقتصادية كبيرة، إذ تتحكم في عوائد ضخمة من صادرات النفط والغاز، وتستثمر في أصول عالمية. ويمكن استخدام هذه الموارد للضغط على إسرائيل، من خلال فرض قيود تجارية أو مقاطعة شركات مستثمرة في الاقتصاد الإسرائيلي.

وقال خبراء إن هذه الخطوة قد تضغط على إسرائيل اقتصادياً وتعيد ترتيب مراكز القوى الدولية.

وأوضح بدر السيف، أستاذ التاريخ بجامعة الكويت، أن التريليونات التي تضخها دول الخليج في الاقتصاد الأمريكي تعتمد على وجود منطقة خليجية آمنة، مضيفاً: “إذا شعرنا بعدم الأمان بسبب حليف أمريكي مثل إسرائيل، فإن الأموال قد تُوجَّه لتعزيز أمن الخليج أو تحقيق عوائد أفضل في أماكن أخرى”.

مرحلة جديدة في الصراع الإقليمي

الهجوم الإسرائيلي على الدوحة يمثل نقطة تحول استراتيجية في الصراع الخليجي-الإسرائيلي، إذ تجمع الخطوات الدبلوماسية، العسكرية، والقانونية لتشكل “رداً خليجياً متكاملاً” لم تشهده المنطقة منذ عقود، ويراقب العالم الآن كيف ستترجم دول الخليج تصريحاتها وتحركاتها إلى واقع ملموس، وسط مخاوف من تصعيد شامل قد يمتد إلى المنطقة برمتها.

The post الخليج يستعد للرد العسكري والدبلوماسي والاقتصادي على إسرائيل appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.