أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن العراق لا يحتاج إلى أي شكل من أشكال التطبيع، مشددًا على أن هذه المفردة “غير موجودة بالقاموس العراقي”.
وجاءت تصريحات السوداني خلال حضوره قداس الميلاد في كنيسة مار يوسف، حيث قال إن استذكار عيد الميلاد المجيد يعكس قوة النسيج المجتمعي المتماسك، ويؤكد التزام الحكومة بصيانة وحماية رموز الوحدة الوطنية.
وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن بلاده تعمل على تعزيز مكانتها كواحة للاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن العراق قادر على الحفاظ على سيادته وقراراته الداخلية دون أي تدخل خارجي، بحسب وكالة واع.
وفي سياق متصل، أعرب وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، عن استغراب الحكومة العراقية من تصريحات المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا وسفير الولايات المتحدة لدى تركيا، توماس براك، بشأن الوضع الداخلي في العراق.
وشدد حسين على أن خيارات الشعب العراقي تُحترم بالكامل، وأن الديمقراطية والنظام الاتحادي راسخان في الدستور ولا بديل عنهما، بالرغم من التحديات الداخلية والإقليمية.
وكان براك قد صرح في مقابلة مع صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية بأن التجربة الأميركية في العراق استنزفت نحو 3 تريليونات دولار وأودت بمئات الآلاف من الأرواح، وأن الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة سمح لإيران بالتوسع.
كما وصف النظام الفيدرالي في العراق بأنه مشابه لتجربة يوغسلافيا، معتبرًا أن الميلشيات في البلاد تمتلك نفوذًا فعليًا على البرلمان، فيما أبدى احترامه لرئيس الوزراء السوداني ووصفه بأنه زعيم كفوء، لكنه “يواجه عوائق تمنعه من تشكيل ائتلاف حكومي قوي”.
وكان أثار بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم لويس ساكو جدلا بعد أن دعا خلال موعظته في القداس الاحتفالي بعيد الميلاد الحكومة العراقية الجديدة إلى ما وصفه بـ”التطبيع”، ما استدعى توضيحا رسميا من البطريركية الكلدانية.
وقال البطريرك ساكو: إن التوجه نحو التطبيع يجب أن يكون مع العراق، مشيرا إلى أن العراق بلد إبراهيم والأنبياء والتلمود كتب في بابل، مضيفا أن العالم يجب أن يجري إلى العراق وليس إلى مكان آخر.
ورد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال الاحتفال ذاته بأن العراق لا يحتاج إلى التطبيع، بل إلى الأخوة والمحبة والتعايش والالتزام الشرعي والأخلاقي والدستوري، مؤكدا أن كلمة “التطبيع” مفردة غير موجودة في القاموس العراقي لأنها ارتبطت بكيان محتل استباح الأرض والإنسان، وهو ما ترفضه جميع القيم والأديان السماوية.
وأوضحت البطريركية الكلدانية أن تصريحات البطريرك ساكو ساء فهمها على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنه قصد أن يكون التطبيع مع العراق، باعتباره بلد الحضارات وبلد إبراهيم، وأن هذا التوجه سيشجع السياحة ويعزز مكانة البلاد.
وشهدت التصريحات تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، مع تحفظات من شخصيات سياسية ودينية، وسط دعوات إلى التركيز على دور البطريرك الروحي بعيدا عن السياسة المباشرة.
The post السوداني: «التطبيع» مفردة غير موجودة في القاموس العراقي وبلادنا لا تحتاج إليه appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.
