شهدت عدة مدن عربية في الأيام الأخيرة أمطارًا قياسية تجاوزت المعدلات التاريخية، في ظاهرة وصفها خبراء الأرصاد بأنها جزء من نمط جديد للتقلبات المناخية في الشرق الأوسط، ناجم عن تسارع الاحترار العالمي والتغير المناخي المتطرف.
أمطار غير مسبوقة وأرقام صادمة
في السعودية، أفاد المركز الوطني للأرصاد أن كمية الأمطار الأخيرة على الساحل الغربي والجنوب الغربي هي من أعلى المعدلات المسجلة على الإطلاق.
الإمارات سجلت أعلى كمية أمطار منذ 75 عامًا، وفق بيانات رسمية بعد العاصفة المطرية الأخيرة.
قطر شهدت زيادة في شدة الأمطار الموسمية، بينما مصر وسلطنة عمان أكدت ارتفاع الظواهر الجوية المتطرفة بشكل واضح.
وتشير بيانات NASA وNOAA (2022–2024) إلى أن الهواء الأكثر دفئًا قادر على حمل 14% رطوبة إضافية مقارنة بالقرن الماضي، فيما ساهم ارتفاع حرارة سطح البحر الأحمر وبحر العرب بمقدار 1–1.4 درجة مئوية في تعزيز التبخر الضخم وانتقاله عبر الرياح الموسمية إلى اليابسة.
النظام الماطر الجديد: بطء وعنف غير مسبوق
وصفت مراكز الأرصاد النظام الماطر الأخير بأنه غير نموذجي تمامًا، إذ جاء من مصدر استوائي عبر البحر الأحمر ليضرب مناطق داخلية لم تعتد على هذا المستوى من الرطوبة.
الأرصاد الأردنية: “المنخفضات أصبحت أبطأ وأكثر قدرة على إنتاج أمطار غزيرة خلال فترات قصيرة”.
معهد ماكس بلانك (2023) وجد أن الأنظمة الجوية أصبحت أبطأ بنسبة 20–30% عالميًا، مما يزيد احتمالية هطول أمطار غزيرة فوق مناطق محددة لفترة أطول.
آثار الاحترار العالمي على المنطقة
وفق تقارير IPCC AR6 (2023):
زيادة الظواهر المطرية القصوى بنسبة 7% لكل درجة حرارة مئوية واحدة.
المناطق الجافة، ومنها الشرق الأوسط، ستواجه فترات جفاف أطول مع أمطار تفجيرية مفاجئة.
وبحسب البنك الدولي وUNEP (2023–2024):
أكثر من 400 مليون شخص معرضون لضغط شح المياه.
إنتاجية الزراعة قد تنخفض بنسبة 20–30% في دول عربية معينة.
موجات حر قد تتجاوز 56–60 درجة مئوية في الخليج.
ارتفاع مستوى سطح البحر قد يهدد مدنًا ساحلية مثل الإسكندرية والبصرة والدوحة.
زيادة الأمراض المنقولة بالمياه بنسبة 40% مع توسع نطاق الأمراض الاستوائية كحمى الضنك والملاريا.
موجات برد مفاجئة ضمن الأنظمة الشتوية الجديدة
رغم ارتفاع الحرارة، فإن التغير المناخي يشمل تذبذب التيار النفاث القطبي، ما يجعل موجات البرد المفاجئة والثلوج ممكنة في بعض المناطق، وفق دراسات AGU والأرصاد الأردنية.
الشرق الأوسط يسابق الزمن
ما كان متوقعًا في عام 2060 وصل مبكرًا إلى 2023–2024، مع تجاوز العالم عتبة +1.5 درجة مئوية مرات عدة خلال أشهر كاملة.
الأمين العام للـWMO وصف الوضع بأنه “خروج واضح عن التوازن المناخي التاريخي”.
الظواهر المتطرفة أصبحت أكثر تكرارًا بمعدل ضعف ما توقعته النماذج المناخية القديمة.
ماذا يعني ذلك للشرق الأوسط حتى عام 2050؟
شح المياه، موجات حر طويلة، انخفاض إنتاجية الزراعة، ارتفاع مستوى سطح البحر.
انتشار الأمراض المنقولة بالمياه وتوسع نطاق الأمراض المدارية.
زيادة شدة الأمطار والفيضانات مع استمرار الاحترار العالمي.
عدم اليقين المناخي أصبح عنوان المرحلة القادمة، وفق الأرصاد الفلسطينية والإماراتية والقطرية.
خلفية علمية موجزة
الحرارة الأعلى تسمح للهواء بحمل رطوبة أكبر، ما يزيد هطول الأمطار الغزيرة.
المحيطات الدافئة ترفع تبخر المياه، مسببة أمطارًا تفجيرية.
الأنظمة الجوية البطيئة تزيد من مدة هطول الأمطار وحدتها.
تقلبات التيار النفاث القطبي تسمح بموجات برد شديدة رغم ارتفاع درجات الحرارة.
The post «الشرق الأوسط» يغرق في أخطر مرحلة مناخية.. أمطار وأعاصير وأزمات مائية appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.

