أشعل موقع إلكتروني مجهول موجة صدمة غير مسبوقة داخل إسرائيل بعد نشره قائمة مفصلة تضم عشرات الأكاديميين الإسرائيليين تحت عنوان أهداف للاغتيال، مع عروض مالية تصل إلى مئة ألف دولار لمنفذي عمليات القتل.
وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الموقع، الذي يحمل اسم حركة العقاب من أجل العدالة، نشر تهديدات مباشرة تستهدف كبار الباحثين الإسرائيليين في مجالات الكيمياء والفيزياء والهندسة والطب، واصفًا إياهم بأنهم متعاونون مع الجيش الإسرائيلي ومتورطون في قتل الأطفال الفلسطينيين.
وجاءت الحملة بنبرة دعائية تحاكي أساليب التنظيمات المسلحة، إذ دعا الموقع جماعات مسلحة ومنظمات متعددة للانضمام إلى تنفيذ الهجمات، وقدم عروض مكافآت مالية كبيرة، كما خص المواطنين الإسرائيليين بـمكافأة مضاعفة إذا ساعدوا في إيقاف ما وصفه بإراقة الدماء.
ونشر الموقع تبويبًا خاصًا بعنوان أهداف خاصة، وضع فيه أسماء وصور أربعين عالمًا بارزًا، مع معلومات شخصية تشمل عناوين السكن وأرقام الهواتف ورقم الهوية، إضافة إلى نشر صور جوازات سفر وتأشيرات أمريكية لعدد من الأكاديميين، في خطوة أثارت تساؤلات حول الجهة التي تقف خلف تسريب هذه البيانات الحساسة.
وتشير تقديرات إسرائيلية إلى احتمال ضلوع جهات إيرانية في هذا النشاط، خصوصًا أن الموقع يبدو أنه يعمل من الولايات المتحدة أو دولة غربية، ويستخدم طبقات حماية عالية وأسماء مستعارة لرؤساء أقسام إقليمية يحملون أسماء مثل إلياهو وليام وغاريث وأندرو وبرنارد.
وتكشف الصحيفة أن موقع Ynet الإسرائيلي نجح في فضح المنصة بعد ساعتين فقط من نشر القائمة، ليتم بعدها حجب الوصول إلى الموقع بصورة عاجلة، في حين بدأت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ومن بينها الشاباك والموساد ومنظمة السايبر الوطنية، تحقيقًا متسارعًا لمعرفة مصدر التهديدات.
وتلقت الجامعات الإسرائيلية تعليمات أمنية صارمة تطالب كبار المحاضرين بتجنب نشر خطط سفرهم إلى الخارج، والإبلاغ الفوري عن أي نشاط مريب، وسط قلق واسع من استغلال هذه البيانات خلال سفر الأكاديميين خارج البلاد.
وظهر اسم شيكما بريسلر، الباحثة في معهد وايزمان وقائدة الاحتجاجات ضد الإصلاح القضائي، ضمن أبرز الأهداف، إذ خصها الموقع بمكافأة قدرها ألفي دولار مقابل تعليق لافتات أمام منزلها، وعشرين ألفًا لحرق سيارتها ومنزلها، ومئة ألف دولار لاغتيالها.
ونشر الموقع أيضًا قائمة موسعة تضم مئات الأكاديميين والطلاب، وحدد خمسين ألف دولار مقابل قتل أي منهم، في خطوة وصفتها يديعوت أحرونوت بأنها الأولى من نوعها من حيث الحجم والصراحة والشبه بأساليب التنظيمات الجهادية، لكن تحت غطاء حركة عدالة دولية باللغة الإنجليزية.
وأكدت مصادر مطلعة للصحيفة أن هذا التطور يمثل تصعيدًا خطيرًا للغاية، مشيرة إلى أن الدعوة العلنية للعنف وتحويل التحريض إلى قائمة أسعار يجعلان الخطر حقيقيًا حتى لو كانت الجهة المشغلة افتراضية.
وصرح داني حاييموفيتش، رئيس جامعة بن غوريون ورئيس لجنة رؤساء الجامعات، بأنه يشعر بقلق بالغ من الخطاب المتطرف الذي يشجع على العنف، مؤكدًا ثقته في قدرة الأجهزة الأمنية داخل إسرائيل وخارجها على التعامل مع الحادثة.
وأصدرت لجنة رؤساء الجامعات البحثية بيانًا شديد اللهجة أدانت فيه نشر قائمة الاغتيالات، معتبرة أن هذا التطور يجسد مزيجًا سامًا يجمع بين تحريض داخلي متصاعد ضد الأكاديميين وموجة عالمية من معاداة السامية قد تنتهي بإيذاء أرواح بشرية.
وطالبت اللجنة السلطات باتخاذ إجراءات صارمة وإغلاق الموقع فورًا، كما دعت القيادة السياسية في إسرائيل إلى وقف خطاب الكراهية الداخلي ضد المؤسسات الأكاديمية قبل وقوع حادث دموي.
وعبّر المجلس للتعليم العالي ولجنة التخطيط والميزانية عن صدمة عميقة، وأكدا أن نشر مثل هذه القوائم يتجاوز كل المعايير الأخلاقية ويمثل تهديدًا مباشرًا للحرية الأكاديمية، داعيين الجامعات العالمية إلى الانضمام إلى الإدانة.
كما اعتبرت الرابطة الوطنية للطلاب أن ما جرى محاولة إرهابية خطيرة تستهدف الباحثين والطلاب، مؤكدة أن التهديدات لن تنجح في شل حرية التعبير والبحث داخل إسرائيل، وطالبت الحكومة والشاباك والموساد باتخاذ إجراءات فورية.
The post الصدمة تهز تل أبيب.. نشر قائمة اغتيالات لأكاديميين إسرائيليين مقابل مكافآت مالية! appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.

