Site icon bnlibya

الضفة الغربية تحت الحصار.. تصعيد استيطاني إسرائيلي يهدد الوجود الفلسطيني

تتعرض الضفة الغربية لتصعيد غير مسبوق في عمليات الاقتحام والمداهمات العسكرية الإسرائيلية، وسط تسارع في وتيرة الاستيطان وفرض حصار مشدد على المدن والقرى الفلسطينية، منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.

الجيش الإسرائيلي يغلق الضفة الغربية ويفصل مناطقها عبر الحواجز والبوابات والسواتر الترابية، بينما تواصل الحكومة الإسرائيلية توسيع المشاريع الاستيطانية، مدعومة بميزانيات ضخمة لتطوير البنية التحتية في المستوطنات.

في محافظة الخليل جنوبي الضفة، يشهد جبل “الجمجمة” إقامة بؤرة استيطانية جديدة قرب بلدة حلحول، بعد مصادرة وتجريف أراضٍ فلسطينية وجلب مساكن متنقلة وربطها بشبكات الكهرباء والمياه.

ووفق إفادات شهود عيان، يواجه الفلسطينيون في المنطقة اعتداءات متكررة من المستوطنين، تشمل قطع الأشجار وتدمير المزروعات ومحاصرة المنازل.

مستشار مركز “أبحاث الأراضي”، جمال العملة، وصف الوضع بأنه “تدمير ممنهج للوجود الفلسطيني”، محذرًا من أن المستوطنين يسيطرون على مواقع استراتيجية قريبة من الطرق الرئيسة، بينها ثمانية مواقع أُقيمت هذا العام في حلحول وحدها.

وبحسب تقرير هيئة “مقاومة الجدار والاستيطان”، أقيمت 23 بؤرة استيطانية جديدة في الضفة منذ مطلع 2025، ما أدى إلى تهجير ثلاث تجمعات فلسطينية في مناطق الأغوار وأريحا ورام الله. وتدرس السلطات الإسرائيلية إنشاء نحو 17 ألف وحدة استيطانية في الضفة والقدس، ما يعمق من سياسات الضم الزاحف.

رئيس الهيئة، مؤيد شعبان، حذّر من أن إسرائيل “تسابق الزمن لمصادرة الأرض وفرض سيادة أمر واقع”، واصفًا المرحلة الحالية بأنها “الأخطر على القضية الفلسطينية”.

وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة غير قانوني، وتدعو منذ سنوات إلى وقفه، إلا أن الهجمة الاستيطانية في الضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس، تتواصل بوتيرة متسارعة، مقرونة بسياسات تهجير وهدم لمنازل الفلسطينيين، ما يعمّق من الأزمة الإنسانية ويقوض آمال التوصل إلى حل سياسي قائم على أساس الدولتين.

The post الضفة الغربية تحت الحصار.. تصعيد استيطاني إسرائيلي يهدد الوجود الفلسطيني appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.