Site icon bnlibya

النفط لن يختفي: الطلب العالمي في صعود مستمر حتى 2050

في السنوات الأخيرة، ركز العالم على مفهوم “ذروة الطلب على النفط”، حيث كان يُعتقد أن البشرية ستصل قريبًا إلى نقطة تراجع استهلاك الوقود الأحفوري، لتبدأ مرحلة انتقالية نحو الطاقة المتجددة، لكن التطورات الأخيرة تشير إلى أن هذا التصور كان مبالغًا فيه، وأن النفط سيظل عنصرًا أساسيًا في مزيج الطاقة العالمي لعقود طويلة.

وتكشف مسودة جديدة لوكالة الطاقة الدولية، حصلت عليها وكالة بلومبرغ، أن الطلب على النفط والغاز سيستمر في النمو حتى عام 2050 ليصل إلى 114 مليون برميل يوميًا، مقارنة بتقديرات سابقة لم تتجاوز 93 مليون برميل، بينما استهلاك الفحم سيكون أعلى بنسبة 50% من التقديرات السابقة (بلومبرغ، 2025).

وتوضح المسودة أن التحول للطاقة المتجددة لا يلغي دور النفط والفحم والغاز، بل يضيف لهم لتلبية الطلب المتزايد عالميًا.

وتوقعت شركة إكسون موبيل في تقريرها حول آفاق الطاقة لعام 2050 أن يصل الطلب على النفط إلى 105 ملايين برميل يوميًا في السيناريو الأساسي، و120 مليونًا في السيناريو المتفائل، ما يؤكد أن النفط سيبقى ضروريًا للنقل والصناعة وإنتاج المواد الأولية، رغم اختلاف الأرقام قليلاً عن توقعات وكالة الطاقة الدولية (تقرير إكسون موبيل 2025).

وقالت باميلا مونجر، المحللة الرئيسية لأسواق الطاقة في “فورتكسا”، في مقابلة مع سكاي نيوز عربية إن تحديد موعد ذروة الطلب على النفط أمر مستحيل، مؤكدة أن الاستهلاك سيواصل الصعود، مع تحذير من ضعف الاستثمارات في قطاع التكرير، الذي قد يؤثر على الإمدادات المستقبلية.

وأضافت مونجر: “لا أعتقد أن بإمكان أي أحد توقع متى سيبلغ الطلب ذروته أو يتراجع، خاصة مع الأوضاع الحالية في السوق، لكن يمكن أن نشهد فقدانًا جزئيًا للوقود الأحفوري مع تراجع الاستثمار في مجالات التكرير” (سكاي نيوز عربية، 2025).

وأشارت مونجر إلى أن السياسات الحكومية، خصوصًا في الولايات المتحدة، تلعب دورًا كبيرًا في سوق النفط، إلى جانب المخزونات غير الكافية لسد الفجوة بين العرض والطلب، ما يجعل الأسعار حساسة لأي خلل في الإنتاج أو التخزين.

كما أشارت إلى أن السنوات العشر الماضية شهدت ضعفًا في الاستثمار في التكرير، ما قد يرفع الأسعار المستقبلية عن حدود 65 دولارًا للبرميل (سكاي نيوز عربية، 2025).

وترى مونجر أن النمو الاقتصادي العالمي، خصوصًا في الدول النامية، يزيد الطلب على الطاقة منخفضة التكلفة، ويجعل النفط ضرورة لا غنى عنها لدعم النمو والتنمية الاقتصادية.

كل المعطيات تؤكد أن النفط سيظل حجر الزاوية في مزيج الطاقة العالمي، وأن الحديث عن نهاية النفط في المستقبل القريب قد يكون وهمًا. التحدي الحقيقي يكمن في إدارة زيادة الطلب وتأثيراته على الاقتصاد العالمي، السياسات، والاستثمارات، مع محاولة خفض الانبعاثات في الوقت نفسه.

The post النفط لن يختفي: الطلب العالمي في صعود مستمر حتى 2050 appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.