Site icon bnlibya

بالمصالحة والسلام يكون الاستقرار والوصول إلى انتخابات

مع تجربة الكاتب بشأن موضوع المصالحة طويلة إلا أن الخبرة ما زالت ضعيفة ولكنها توجت وانتهت بإصدار دار الرواد له، العام الماضي 2024، كتاب بعنوان: الإصلاح بالصلح والمصالح لتحقيق المصالحة. ضمت بين دفتيه عدد من المقالات ذات العلاقة بالمصالحة مع تقديم لرؤية الكاتب حول المصالحة والتي ارتكزت على ثلاثة قواعد أو عناصر بأدوار مختلفة: المجتمع الدولي، السلطة أو الحكومة الليبية، والمجتمع المدني. كانت ولا زالت رؤية الكاتب أن زوايا مثلث التأثير في المصالحة اليوم زاويته المنفرجة عند المجتمع الدولي، وزاويته الحادة جداً المجتمع المدني، أما الزاوية التي هي أقل حدة فمن نصيب السلطة أو الحكومة في ليبيا.

يرى الكاتب بأن نجاح المصالحة في ليبيا يعني إسكات بنادق الغدر وإحلال السلام والسلام يعني الاستقرار وبالاستقرار والسلام تنجح الانتخابات، إلا أن ذلك شرط تساوي أضلاع مثلث التأثير بحيث تصبح كل زاوية 60 درجة وبذلك يكون تأثير المجتمع الدولي في المصالحة مصله مثل السلطة أو الحكومة وكذلك المجتمع المدني.

المجتمع الدولي وإطلاق برنامج المصالحة:

الحرب في ليبيا حرب بالوكالة لصراع دولي بتوظيف إقليمي. وبدون وصول الدول المنغمسة في الصرع إلى توافق حول مصالحها في ليبيا والعالم فلن يكون للمصالحة طريق في ليبيا. وما يحصل في ليبيا لا يمكن فصله عما يدور في العالم بشرقه وغربه. كما وأنه بعد لقاء مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف، بتاريخ 7 أغسطس 2025، في موسكو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن نجد بأن هناك شذرات من بصيص الأمل قد تلوح في الأفق وبشائر لوقف الحرب في أوكرانيا والتي تعني الوصول إلى شكل من أشكال المصالحة الدولية والتي ستنعكس إيجابيا ًعلى الاستقرار في ليبيا. ويظل تفكيك اتفاق الصخيرات، مهمة المجتمع الدولي، الذي فرض حكومتين لليبيا: حكومة مدنية ضعيفة بالغرب وسلطة عسكرية في الشرق يتقاسمان ثروة ليبيا.  ومن هنا سيُضيق التوافق الدولي، لو حصل، من زاوية الانفراج المتسعة وسنرى أمكانية تساوي أضلاع مثلث المجتمع الدولي، السلطة في ليبيا، والمجتمع المدني في ليبيا.

السلطة في ليبيا:

لقد تغلغلت المصالح العائلية والشخصية حتى النخاع في أجسام السلطة الليبية وهذا لا يبشر بخير أو بالأحرى لا ينشر الأمل في لعب دور إيجابي يساعد على تساوي أضلاع المثلث إلا أن التقارب التركي مع القيادة في الشرق بقبول التجديد والمصادقة على الاتفاقية البحرية الليبية التركية، والتي ستكسب منه أيضاً السلطة في الغرب الليبي، سيكون عاملاً مساعداً على استقرار ليبيا والوصول إلى حل سياسي بشأن الأزمة الليبية وخاصة بعد أن عملت القيادة في الشرق على فتح باب التعاون الأمني مع اليونان والاتحاد الأوروبي والحد من الهجرة غير الشرعية. إلا أنه وضمن خارطة الطريق المقترحة من السيدة هانا تيتيه في إحاطتها بتاريخ 21 أغسطس 20225 أمام مجلس الأمن “توحيد المؤسسات من خلال حكومة جديدة موحدة” وهذا ممكن أن يفتح باب الحوار السياسي للوصول إلى توافق بشأن مستقبل ليبيا.

المجتمع المدني الليبي:

المجتمع المدني منهك ومتعب وهناك دعاية ضده ساندتها بعض التصرفات غير المسؤولة من بعض مؤسسات المجتمع المدني  إلا أنه وإصراره على إجراء انتخابات ورغبته في الديمقراطية، بالرغم من التحديات الإجرائية والأمنية، يؤكد على أمله في بناء دولة مدنية مستقرة. وسيظل هناك العديد من القواعد المجتمعية صاحبة الخبرة، قد تكون صامته، ولكنها تملك مشاريع مصالحة وتنمية، وبناء سلام عادل وشامل، وتأمل في أن تساهم في تغير الوضع في ليبيا للأفضل. وهنا يرى الكاتب أهمية ما ذكرته السيدة هانا تيتيه ولو ظاهرياً بأن “هناك حاجة ملحة للعودة إلى العملية السياسية” على أمل في “إيقاف دوامة المراحل الانتقالية المتكررة والحفاظ على وحدة البلاد ومؤسساتها وتجديد الشرعية عبر الانتخابات”. سيظل الأمل في المجتمع المدني بتقديم مشروع ينهض بليبيا ويخرجها من دوامة الفوضى وعدم الاستقرار.

The post بالمصالحة والسلام يكون الاستقرار والوصول إلى انتخابات appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.