أعلنت وزارة الخارجية السودانية، رفضها القاطع لبيان مجموعة العمل الدولية “إيه إل بي إس” بشأن الوضع الإنساني في السودان، مؤكدة أن البيان تضمن معلومات غير دقيقة ولا تعكس الواقع الميداني.
وأوضحت الوزارة أن البيان تجاهل جهود الحكومة بالتعاون مع المنظمات الإنسانية لإيصال المساعدات، معبرة عن استيائها من إغفال الإشارة إلى حصار قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر وما ترتكبه من انتهاكات تعيق وصول الإغاثة وتعرض حياة المدنيين للخطر.
وأكدت الوزارة أن البيان لم يراعِ قرارات مجلس الأمن أو النداءات الدولية لوقف تجاوزات قوات الدعم السريع، مشددة على رفض الحكومة لمعادلة مؤسساتها الدستورية بميليشيا ارتكبت جرائم موثقة، مؤكدة عدم قبول أي إملاءات تمس سيادة البلاد وحقها في اتخاذ القرارات الوطنية.
كما جددت الالتزام بالتعاون مع الدول والمنظمات التي تحترم سيادة السودان لضمان الأمن والاستقرار واستعادة الخدمات الأساسية وعودة النازحين إلى حياتهم الطبيعية.
ويأتي هذا في وقت دعت فيه أمريكا وشركاؤها من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وعدة دول، الأطراف المتحاربة في السودان إلى الحفاظ على طرق الإمداد الإنسانية وفتح معابر جديدة لتسهيل وصول المساعدات، وفق بيان مشترك وقعته مجموعة “إيه إل بي إس”.
في سياق متصل، أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، قرارات بإخضاع القوات المسلحة المساندة للجيش لأحكام قانون القوات المسلحة 2007، لتعزيز القيادة والسيطرة، فيما أعربت بعض التشكيلات العسكرية عن دعمها للقرار، بينما رفضت القوات المشتركة الموقعة على اتفاق جوبا الالتزام به، متمسكة ببروتوكول الترتيبات الأمنية لتنظيم علاقتها بالجيش.
السودان: تصريحات وزير التعليم تثير جدلاً حول تجنيد الأطفال وانتهاك القانون الدولي
أثارت تصريحات وزير التعليم السوداني، التهامي الزين، حول إعفاء الطلاب المشاركين في المعارك العسكرية من الرسوم الدراسية، صدمة واسعة بين المراقبين والقانونيين والأجسام المهنية، الذين اعتبروها اعترافًا رسميًا من الحكومة بمشاركة الأطفال في العمليات القتالية، وتشكل انتهاكًا صريحًا للقوانين الدولية والمحلية.
وتزامنت التصريحات مع انتشار مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر مقتل أطفال يقاتلون ضمن صفوف مجموعات متحالفة مع الجيش السوداني في معارك كردفان بغرب البلاد يوم الأربعاء، ما أثار استياءً واسعًا وأدانته الأوساط الحقوقية والسياسية.
ووصف الناشط السياسي هشام عباس مشاركة الأطفال في المعارك بأنها جريمة تتحمل مسؤوليتها قيادة الجيش، مشيرًا إلى فشل المؤسسة العسكرية في منع المجموعات المتحالفة معها من تجنيد الأطفال وتسليحهم، وأضاف أن الجيش يستمر في تشكيل مليشيات تنتهك الواجبات الإنسانية والوطنية.
ويشير مراقبون إلى استغلال المجموعات المسلحة لحالة الفراغ النفسي والاجتماعي التي يعانيها أطفال السودان، خاصة بعد توقف أكثر من 15 مليون طفل عن الدراسة منذ اندلاع الحرب.
واعتبرت لجنة معلمين السودان تصريحات الوزير بأنها انتهاك صارخ لحقوق الطفل والالتزامات القانونية الدولية التي تعهدت بها الدولة السودانية، مؤكدة أن هذا التوجه يشكل مخالفة مباشرة للمادة 38 من اتفاقية حقوق الطفل التي تحظر إشراك الأطفال في الأعمال القتالية تحت أي ظرف.
من جهته، أكد المحامي المعز حضرة لموقع سكاي نيوز عربية أن جميع القوانين الدولية والجنائية المحلية، بما في ذلك قانون الطفل، تجرم تجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاعات المسلحة، معتبرًا أن المادة 136 من القانون الدولي الإنساني والبروتوكولات الدولية تعتبر تجنيد الأطفال واستخدامهم في القتال “جريمة حرب”، وأوضح أن هذا الانتهاك ظل من أخطر الانتهاكات التي شهدتها الحرب السودانية الحالية.
The post بين رفض البيان الدولي وتصريحات مثيرة للجدل.. السودان تحت مجهر المجتمع الدولي appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.