Site icon bnlibya

تقدم عشائري في السويداء وسط نداءات إنسانية وضغوط دبلوماسية

تجدّدت المواجهات في محافظة السويداء جنوب سوريا، السبت 19 يوليو 2025، بين مجموعات عشائرية وفصائل محلية مسلّحة، وسط تقارير عن سيطرة القوات العشائرية على عدد من أحياء المدينة، في ظل استمرار المساعي الإقليمية والدولية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه فجر اليوم.

وذكرت مصادر محلية أن الاشتباكات تتركز في أحياء المساكن وعين الزمان والثورة ودار الجرة، مع تقدم تدريجي نحو أحياء أخرى من بينها حي النهضة ومحيط المستشفى الوطني. وأضافت المصادر أن القوات العشائرية تشترط استكمال انتشار قوات الأمن العام السوري في كامل المحافظة قبل تنفيذ أي انسحاب من مواقعها.

وفي تصريحات متداولة، أرجع أحد القادة الميدانيين التابعين لقوات العشائر تراجع الفصائل إلى انسحاب عدد من مقاتليها، مشيرًا إلى خلافات داخلية ورفض بعض القيادات المحلية الالتزام بالهدنة، في حين أفادت أنباء بمغادرة شخصيات دينية بارزة للمدينة.

من جهته، دعا عدد من سكان السويداء السلطات السورية إلى فتح ممرات إنسانية، نظرًا لتدهور الأوضاع المعيشية الناجم عن انقطاع المياه والكهرباء وشح المواد الأساسية، في ظل فرض حظر تجول واسع النطاق وتواصل القتال داخل المدينة.

الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الحكومة السورية ووجهاء من المحافظة ينص على إعادة انتشار مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية، وحل الفصائل المحلية، وتسليم السلاح الثقيل، ودمج عناصر الفصائل في مؤسسات وزارتي الدفاع والداخلية.

وفي سياق متصل، أعلنت مصادر دبلوماسية عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، دون الكشف عن تفاصيل إضافية. كما رحّبت الخارجية الفرنسية بالهدنة في السويداء، داعية جميع الأطراف إلى احترامها والامتناع عن أي خطوات أحادية من شأنها تجديد العنف.

في دمشق، اعتبر وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى أن البيان الصادر عن الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية تضمّن “صياغات تدعو إلى تهجير البدو”، مشيرًا إلى أن الدولة ملتزمة بحماية جميع المواطنين. وأوضح خلال مؤتمر صحفي أن المرحلة الأولى من الاتفاق دخلت حيز التنفيذ من خلال انتشار وحدات الأمن الداخلي لوقف الاشتباكات، على أن تليها مرحلة ثانية تشمل فتح ممرات إنسانية للمدنيين.

وأشار الوزير إلى أن بعض المجموعات المسلحة تراجعت عن الاتفاق وتبنّت خطابًا يدعو إلى تدخلات أجنبية، مؤكدًا أن الدولة تعمل على تهيئة مسار سياسي جامع يضمن الأمن والاستقرار في السويداء.

وفي العاصمة الأردنية عمّان، عقد اجتماع ثلاثي ضم وزيري خارجية الأردن وسوريا، إضافة إلى المبعوث الأمريكي إلى سوريا، لبحث آليات دعم وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وأفاد بيان رسمي أن الاجتماع تناول إجراءات عملية لتثبيت التهدئة، وتأمين المدنيين، وتعزيز المصالحة المجتمعية، مع التأكيد على ضرورة بسط سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها.

وتأتي هذه التطورات في وقت حرج، وسط ترقب داخلي وإقليمي لما ستؤول إليه الأوضاع في السويداء، في ظل محاولات مستمرة لمنع انزلاق المحافظة إلى مواجهة مفتوحة جديدة.

The post تقدم عشائري في السويداء وسط نداءات إنسانية وضغوط دبلوماسية appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.