فاز الديمقراطي الاشتراكي زهران ممداني، البالغ من العمر 34 عامًا، في انتخابات رئاسة بلدية نيويورك، ليصبح أول مسلم يتولى هذا المنصب وأصغر من يشغله في تاريخ المدينة، ووصفت وسائل الإعلام الأميركية هذا الفوز بأنه تحول تاريخي في قيادة أكبر المدن الأميركية.
ووفق النتائج الأولية الصادرة عن مجلس انتخابات مدينة نيويورك، وبعد فرز أكثر من ثلثي الأصوات، حصل ممداني على 51.5% من الأصوات، متقدمًا على الحاكم الديمقراطي السابق أندرو كومو الذي حصل على نحو 40%، فيما جاء المرشح الجمهوري كورتيس سلوى في المرتبة الأخيرة بنسبة 8%، وقد تجاوزت نسبة المشاركة مليوني ناخب، وهي الأعلى منذ عام 1969، ما يعكس الاهتمام الشعبي الكبير بالسباق الانتخابي.
ويُعدّ فوز ممداني، الذي ينتمي إلى الجناح اليساري التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، إشارة إلى تغير سياسي وجيلي واضح في المدينة التي لطالما شكلت مرآة للتوجهات الوطنية في الولايات المتحدة.
وطرح ممداني برنامجًا انتخابيًا طموحًا يتضمن تجميد الإيجارات لما يقرب من مليون شقة، وتوفير المواصلات العامة مجانًا، وتوسيع برامج رعاية الأطفال، إلى جانب إصلاحات تهدف إلى تعزيز العدالة الاقتصادية والاجتماعية.
وقال ممداني في خطاب النصر أمام مؤيديه: “إذا كان هناك من يستطيع أن يظهر لأمة خانها دونالد ترامب طريقة هزيمته، فهي المدينة التي أوصلته إلى ما هو عليه”، مضيفًا أن “نيويورك ستكون النور في هذا الوقت من الظلام السياسي”.
وأكد أنه سيكون “عمدة الطبقة العاملة”، متعهدًا بمعالجة قضايا تكاليف المعيشة، والنقل العام، والإسكان، والعدالة الاجتماعية.
ويعتبر ممداني من أبرز ممثلي التيار التقدمي المعارض للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي شنّ حملة انتقادات حادة ضده، وكتب على منصته “تروث سوشيال”: “أي شخص يهودي يصوّت لزهران ممداني… هو شخص غبي!”، مضيفًا أن ممداني “يكره اليهود” بسبب دعمه القوي للقضية الفلسطينية.
وأكد ممداني خلال حملته رفضه القاطع لمعاداة السامية وسعيه لطمأنة المجتمع اليهودي، مع تمسكه بمواقفه بشأن العدالة في الشرق الأوسط.
وكان ترامب قد هدد بحرمان مدينة نيويورك من التمويل الفيدرالي في حال فوز ممداني، قائلاً إنه لن يقدّم سوى “الحد الأدنى من الدعم” للمدينة.
وبعد إعلان النتائج، علّق ترامب على خسائر حزبه في الانتخابات المحلية بأن السبب يعود إلى “الإغلاق الحكومي” وغياب اسمه عن أوراق الاقتراع.
ممداني، المولود في أوغندا لعائلة مثقفة من أصول هندية، هاجر إلى الولايات المتحدة في سن السابعة، وحصل على الجنسية الأميركية عام 2018، وبدأ مسيرته السياسية ناشطًا في القضايا الاجتماعية، وانتُخب لاحقًا عضوًا في مجلس ولاية نيويورك قبل أن يترشح لرئاسة البلدية، ووصفه ترامب خلال الحملة بأنه “شيوعي”، فيما اعتبره مراقبون نموذجًا لجيل جديد من الساسة الأميركيين ذوي الخلفيات المهاجرة.
ويرى محللون أن هذا الفوز سيكون له صدى واسع داخل الحزب الديمقراطي الذي يعاني من انقسامات بين جناحه الوسطي والتيار التقدمي، وقد يعيد رسم المشهد السياسي في البلاد قبل انتخابات التجديد النصفي المقررة عام 2026.
وفي سياق متصل، اكتسح الحزب الديمقراطي ثلاثة سباقات انتخابية رئيسية في أول انتخابات تُجرى منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، إذ فازت الديمقراطيتان أبيغيل سبانبرغر وميكي شيريل في انتخابات حكام ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي بفوارق كبيرة. ويرى مراقبون أن هذه النتائج تمثل دفعة قوية للديمقراطيين في مواجهة إدارة ترامب.
في المقابل، اعتبر ترامب أن خسائر الجمهوريين سببها عدم وجوده على ورقة الاقتراع واستمرار الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، فيما أشارت استطلاعات الرأي إلى أن 57% من الأميركيين لا يوافقون على أدائه حتى الآن.
وسيتولى زهران ممداني مهامه رسميًا في الأول من يناير المقبل، ليبدأ مرحلة جديدة في تاريخ مدينة نيويورك، التي توصف بأنها العاصمة الاقتصادية للعالم، تحت قيادة أول عمدة مسلم وأصغر من يتولى المنصب في تاريخها الحديث.
The post «زهران ممداني» أول مسلم وأصغر عمدة في تاريخ نيويورك.. كيف علّق ترامب؟ appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.

