أعرب رئيس وزراء غرينلاند ينس-فريدريك نيلسن، عن حزنه إزاء تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجدداً حول اهتمام الولايات المتحدة بالاستحواذ على غرينلاند الواقعة في القطب الشمالي، مشيراً إلى أن الجزيرة ملك لشعبها ويجب احترام سيادتها الوطنية.
وجاءت تصريحات نيلسن على حسابه في فيسبوك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أول أمس الاثنين، أن غرينلاند مهمة لأمن الولايات المتحدة القومي، وأن المبعوث الخاص الذي عينه للجزيرة، حاكم ولاية لويزيانا جيف لاندري، “سيقود مهمة تقييم الفرص والاستفادة الاستراتيجية من الإقليم”.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد تعيين جيف لاندري مبعوثاً خاصاً إلى غرينلاند، ما أثار توتراً دبلوماسياً بين واشنطن وكوبنهاغن، الحليف في حلف شمال الأطلسي، خصوصاً وأن الجزيرة تتمتع بالحكم الذاتي منذ 2009 وتمتلك موارد معدنية ضخمة وموقعاً استراتيجياً في القطب الشمالي.
وفي أول تصريحات له منذ تعيينه، أكد المبعوث الأمريكي جيف لاندري أن الإدارة الجمهورية “لن تدخل بمحاولة غزو أي أحد، ولا تسعى للاستيلاء على بلد أي شخص”، مشيراً إلى أن هدف واشنطن هو فتح حوار مباشر مع سكان غرينلاند لمعرفة مطالبهم وفرص التنمية التي لم يحصلوا عليها، مع التركيز على حماية مصالحهم بشكل حقيقي.
التصريحات الأميركية أعادت إشعال الجدل في أوروبا، حيث أعلن وزير الخارجية الدنماركي استدعاء السفير الأميركي، فيما صدر بيان مشترك لرئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن ورئيس وزراء غرينلاند ينس-فريدريك نيلسن أكد فيه أن “الحدود الوطنية وسيادة الدول راسخة في القانون الدولي، وغرينلاند ملك لشعبها، والولايات المتحدة لن تستولي عليها”، مطالبين بالاحترام الكامل للسلامة الإقليمية.
كما أبدى الاتحاد الأوروبي دعمه الكامل للدنمارك وغرينلاند، مؤكدين أن مبدأ وحدة الأراضي والسيادة “أساسي ليس فقط للاتحاد الأوروبي، بل لدول العالم كافة”، في حين أشار مسؤولون إلى أن أي محاولة للسيطرة على الجزيرة قد تؤدي إلى توترات دولية كبيرة.
وغرينلاند كانت مستعمرة دنماركية حتى 1953، ولا تزال جزءاً من المملكة، وتمتلك موارد معدنية ضخمة تشمل الحديد والنحاس والنيكل، إضافة إلى مواقع استراتيجية في القطب الشمالي. وفي 2009، حصلت على الحكم الذاتي، ما منحها قدرة على إدارة شؤونها الداخلية واتخاذ قرارات مستقلة في السياسة والاقتصاد.
وتأتي هذه التطورات في ظل سعي الولايات المتحدة لتعزيز نفوذها الاستراتيجي في القطب الشمالي، في وقت يزداد الاهتمام الدولي بالممرات البحرية الجديدة بعد ذوبان الجليد وتزايد قيمة الموارد الطبيعية، وهو ما يجعل أي حديث عن ضم غرينلاند أو فرض السيطرة عليها قضية حساسة دبلوماسياً وعسكرياً.
الجدير بالذكر أن تصريحات ترامب تأتي في سياق استراتيجي واسع، إذ تسعى واشنطن إلى تعزيز موقعها في القطب الشمالي لمواجهة النفوذ المتنامي لروسيا والصين، وضمان الوصول إلى الموارد الطبيعية والممرات البحرية الجديدة التي أصبحت محور اهتمام القوى العالمية.
The post غرينلاند ترد على ترامب: الجزيرة ملك لسكانها ولن تُستولى عليها appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.

