Site icon bnlibya

غزة تحت النار والمجاعة.. 40 قتيلاً في قصف جديد وتحذيرات من انهيار إنساني شامل

ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم الثلاثاء إلى 40 قتتيلاً وأكثر من 50 جريحًا، وفق ما أفادت مصادر طبية محلية، مع تواصل العدوان على مناطق متعددة أبرزها مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، حيث استُهدفت خيام للنازحين.

وأكد مجمع الشفاء الطبي استقباله عدداً كبيراً من القتلى والجرحى نتيجة هذا القصف، في حين تعاملت الطواقم الطبية في مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر الفلسطيني مع 118 إصابة وقتيل واحد، معظمهم من المدنيين الذين كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية عند مفترق النابلسي جنوب غرب المدينة.

وفي ظل الظروف الإنسانية القاسية، أشار مدير مستشفى المعمداني إلى أن الفرق الطبية تعمل بأجساد مرهقة، محرومة من النوم والطعام، لكنها تواصل أداء مهامها رغم الانهيار الكامل في الخدمات والموارد الطبية.

وتوسعت الغارات الإسرائيلية لتطال شرق مدينة دير البلح، حيث تم استهداف منازل تعود لعائلتي بشير والبحيصي، مما أدى إلى مقتل شخصين في حي الحكر، إضافة إلى قصف مناطق في بلدة جباليا وحي التفاح شرق مدينة غزة، باستخدام مروحيات أباتشي.

كما تم تسجيل مقتل الطفلة إيمان محمد عبد الكريم حرز (9 أعوام) متأثرة بجراح أصيبت بها يوم أمس، بالإضافة إلى وفاة الشاب طارق محمد ظاهر الذي كان قد أُصيب قبل أيام في مخيم الشاطئ.

من جهة أخرى، يتفاقم خطر المجاعة، حيث أعلنت مصادر طبية صباح اليوم وفاة طفلين جراء سوء التغذية الحاد، هما يوسف الصفدي من شمال القطاع، وعبد الحميد الغلبان من خان يونس. كما أفادت المصادر بوفاة 23 فلسطينيًا خلال يومين فقط بسبب المجاعة، مشيرة إلى وجود 17 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، بينما تستقبل المستشفيات مئات الحالات يوميًا تعاني من الإجهاد وفقدان الذاكرة الناتج عن الجوع.

وتُحذر وكالة الأونروا من تضاعف معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون الخامسة خلال الأشهر الأخيرة، بسبب الحصار الخانق واستمرار العمليات العسكرية، مشيرة إلى اكتشاف آلاف الحالات الحادة التي تهدد حياة الأطفال.

الوضع في غزة اليوم ينذر بانهيار إنساني شامل، في ظل قصف متواصل، وجوع قاتل، ونظام صحي على شفا الانهيار الكامل، وسط صمت دولي وتحذيرات منظمات أممية من كارثة لم يشهدها العالم الحديث من قبل.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده وهو الرقيب أول فلاديمير لوزا (36 عامًا) من عسقلان، خلال عملية في حي الجنينة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، ضمن كتيبة اللواء الخامس (7020)، كما أصيب جنديان آخران في نفس الحادث الذي رجّح الجيش أنه نتج عن انفجار عبوة ناسفة تلقائية كانت مزروعة داخل مبنى مشبوه.

وبحسب “إذاعة الجيش الإسرائيلي”، انهار أحد جدران المبنى فوق القوة المهاجمة، ما أسفر عن سقوط القتلى والجرحى. ومع هذا الإعلان، يرتفع عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023 إلى 895 جنديًا وضابطًا.

يأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه التحذيرات الدولية من الانهيار الكامل للمنظومة الصحية والإنسانية في غزة، بينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في رفح ومناطق وسط وشمال القطاع، وسط غياب واضح لأي تهدئة قريبة.

باريس تدين بقوة التصعيد في غزة: الوضع الإنساني “فضيحة” ويجب أن يتوقف فوراً

وصف وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه “غير مقبول” و”فضيحة يجب أن تتوقف فوراً”، معبراً عن قلقه العميق إزاء معاناة المدنيين الفلسطينيين في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وفي مقابلة مع إذاعة “فرانس إنتر”، قال بارو إن “الهجوم البري الإسرائيلي الجديد في وسط القطاع مؤسف”، مشدداً على أنه “لم يعد هناك أي مبرر ممكن لهذا الهجوم”، وأكد أن المدنيين في غزة يواجهون مجاعة منذ أشهر، في ظل ظروف إنسانية وصفها بأنها “غير إنسانية”.

في السياق ذاته، ندد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس بتعرض مقرات المنظمة في دير البلح لثلاث هجمات متتالية، وأوضح في منشور على منصة “إكس” أن الجيش الإسرائيلي اقتحم مقر إقامة الموظفين، وأجبر النساء والأطفال على المغادرة سيراً على الأقدام، بينما تعرض الموظفون الذكور للتقييد والتفتيش تحت تهديد السلاح.

كما أطلقت جمعية صحفيي وكالة الصحافة الفرنسية نداءً عاجلاً لإنقاذ حياة زملائهم العاملين داخل غزة، محذّرة من مخاطر وفاة الطاقم الصحفي في ظل غياب أي تدخل دولي عاجل.

وتأتي هذه التصريحات والنداءات في وقت تشهد فيه غزة تصعيداً عسكرياً واسعاً، يُفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر.

The post غزة تحت النار والمجاعة.. 40 قتيلاً في قصف جديد وتحذيرات من انهيار إنساني شامل appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.