قتل مواطن فلسطيني وأصيب آخرون، اليوم الأربعاء، برصاص الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من قطاع غزة، شملت جباليا البلد شمال القطاع وشرق خان يونس جنوبه.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد المواطن أيوب عبد عايش نصر، وإصابة اثنين آخرين إثر إطلاق القوات الإسرائيلية النار على مجموعة من المواطنين بمنطقة الجرن في جباليا البلد شمالي غزة.
كما أصيب ثلاثة فلسطينيين آخرين برصاص الاحتلال شرق مدينة خان يونس، في وقت استهدفت فيه المدفعية الإسرائيلية صباح اليوم مناطق شرقي القطاع، إلى جانب شن الطيران الحربي غارتين جويتين على شرق خان يونس، وعمليات نسف واسعة لمنازل المواطنين في المدينة.
وفي السياق، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم إن الاحتلال يحاول إعاقة الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الاتفاق يلزم الاحتلال بالانسحاب الكامل وفتح المعابر وبدء مرحلة التعافي وإعادة الإعمار.
وأضاف نعيم أن الاحتلال لا يزال مستمراً في انتهاك البنود المتعلقة بالمرحلة الأولى، ويماطل في تنفيذ استحقاقاتها، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 410 فلسطينيين وإصابة نحو ألف آخرين، بالإضافة إلى تدمير المباني والبنية التحتية ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.
وأشار نعيم إلى أن المفاوضات التي جرت في ميامي مع الوسطاء والطرف الأمريكي كانت إيجابية بشأن المرحلة الأولى، لكن بدء المرحلة الثانية يبقى مرهوناً بمدى استعداد الضامن الأمريكي للضغط على الاحتلال، مؤكداً أن أي قوة دولية تصل إلى غزة يجب أن تقتصر مهمتها على الفصل بين الأطراف، ومراقبة وقف إطلاق النار، ورفع التقارير، ومنع التصعيد، دون أي تدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي.
وفي الجانب الدبلوماسي، أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالاً هاتفياً مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، ناقشا خلاله العلاقات الثنائية والتنسيق حول القضايا الإقليمية، خاصة تطورات الأوضاع في غزة.
وركز الاتصال على تثبيت وقف إطلاق النار وضمان استدامته، ودعم التدفق المنتظم للمساعدات الإنسانية، وتهيئة البيئة لبدء مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار، مع رفض أي ممارسات تقوّض وحدة الأراضي الفلسطينية أو تفرض وقائع جديدة في الضفة الغربية.
وأعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس دولة فلسطين ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عن أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وصون مؤسسات الدولة، داعياً إلى احترام الصلاحيات الدستورية للرئيس لضمان حماية النظام السياسي وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، ومشدداً على أن تضحيات الشهداء والأسرى والجرحى يجب أن تُترجم إلى التزام وطني أخلاقي، وليس إلى أدوات للتحريض أو الانقسام.
كما أشار عباس إلى برنامج إصلاحي شامل لتطوير المنظومة القانونية والمؤسسية، وتعزيز الحكم الرشيد والشفافية والمساءلة، وتحديث القوانين المتعلقة بالحوكمة المالية والإدارة العامة والقضاء ومكافحة الفساد، إلى جانب تعزيز استقلالية المؤسسات الرقابية، واستكمال الإصلاح الدستوري والسياسي بما يضمن الانتقال من مرحلة السلطة الوطنية إلى مرحلة الدولة، مع تطوير قوانين الانتخابات والأحزاب السياسية وفق أسس ديمقراطية واضحة.
وأبرز البيان اهتمام عباس بالجانب الاجتماعي، من خلال القرار بقانون رقم (4) لسنة 2025، لتوحيد وتنظيم منظومة الحماية والرعاية الاجتماعية وضمان العدالة والشفافية، مؤكدًا أن مؤسسة التمكين الاقتصادي “تمكين” تعمل ضمن إطار السياسات الرسمية والقانونية.
وشمل البيان كذلك تطوير قطاع التعليم ومراجعة المناهج لتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية وغرس قيم التسامح واحترام القانون ونبذ العنف والتحريض، دون المساس بالحقوق الوطنية أو الرواية التاريخية، مع دعوة واضحة إلى الوحدة الوطنية والالتزام بخطاب عقلاني جامع يحترم القانون والحقائق، مع التأكيد على استمرار النضال المشروع لتحقيق الحرية والاستقلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية تؤكد ضرورة دور روسي ودولي فعال لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار وتعزيز حقوق الفلسطينيين
أكدت وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية منى الخليلي أن العلاقة بين روسيا وفلسطين تاريخية ومبنية على الاحترام وتبادل المعرفة، معتبرة أن روسيا كانت دائمًا داعمة للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، داعية إلى لعب دور أكبر في هذه المرحلة للضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
وأوضحت أن روسيا قوة عظمى قادرة على التأثير دوليًا سواء عبر الأمم المتحدة أو من خلال علاقاتها الثنائية مع الدول المختلفة، مشيرة إلى أنها كانت من أولى الدول التي تدفع نحو تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بحسب سبوتنيك.
وعن المرحلة الأولى من هدنة غزة، قالت الخليلي في لقاء خاص عبر “سبوتنيك”، إن الشعب الفلسطيني يواجه كارثة غير مسبوقة نتيجة الحرب الإسرائيلية، مؤكدة أن أي هدنة لا تفضي إلى وقف إطلاق النار وضمان حل سياسي قائم على حقوق الشعب الفلسطيني ستظل هدنة هشة، ولن تعالج جذور المشكلة.
وأضافت أن المرحلة الأولى لم تُنفذ بالكامل بسبب الخروقات الإسرائيلية والتأخير في الالتزامات، وأن الانتقال للمرحلة الثانية يتطلب ضغطًا دوليًا وعربيًا حقيقيًا على إسرائيل.
وتطرقت الوزيرة إلى دور الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، مؤكدة جاهزيتها لتولي مسؤولياتها في القطاع والضفة الغربية بما فيها القدس، ومشددة على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وفتح حوار شامل لضمان تطبيق قرارات الشرعية الدولية وحقوق الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطين، عاصمتها القدس، واعتبرت منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
وعن النساء الفلسطينيات، أكدت الخليلي أن الحرب فاقمت أوضاعهن، مشيرة إلى أن وزارة شؤون المرأة تعمل مع الشركاء الحكوميين والوطنيين لتقديم الدعم لجميع الأسر، وخصوصًا النساء، مع الالتزام بتعزيز المساواة بين الجنسين وضمان مشاركة النساء في صنع القرار السياسي عبر كوتة لا تقل عن 30 بالمائة.
مصر تؤكد أهمية التعاون الثلاثي ودعم تنفيذ قرار مجلس الأمن لضمان وقف إطلاق النار في غزة
أثنى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على خصوصية العلاقات الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص، ودور آلية التعاون الثلاثي في تعزيز التكامل الإقليمي.
وخلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية اليوناني جيورجوس جيرابيتريتيس، شدد عبد العاطي على ضرورة تضافر الجهود الدولية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2803، وتمكين قوة الاستقرار الدولية من أداء مهامها لدعم وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأدان الوزير المصري النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية وحملات المستوطنين، واتفق الوزيران على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية وتسريع تحويل أموال الضرائب المحتجزة لدى إسرائيل، لضمان استمرار الدعم المالي والخدماتي للفلسطينيين.
وأشار عبد العاطي إلى ضرورة ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى القطاع، وتهيئة الظروف لبدء مسار التعافي المبكر وإعادة الإعمار، مشدداً على أهمية المضي في تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية لإدارة قطاع غزة.
The post غزة.. قتيل وإصابات بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.

