فتور في العلاقات المصرية الصومالية مع صعود نفوذ إثيوبيا

0
39

يشوب العلاقات المصرية الصومالية فتور غير معلن تزامنًا مع تطورات إقليمية متسارعة وتقارب بين مقديشو وأديس أبابا، ويعود هذا الفتور إلى تعثر اتفاقية التعاون العسكري التي وقعها البلدان العام الماضي، والتي كانت تمثل ركيزة لتحالفهما “الاستراتيجي”.

وتشير تقارير إعلامية صومالية إلى توقف الدعم العسكري المصري لمقديشو، وهو ما يُفسر باستياء القاهرة من ميل الحكومة الفيدرالية الصومالية نحو إثيوبيا، وقد اعتبرت صحيفة “الصومال الآن” تجميد الدعم العسكري تعبيرًا عن غضب القاهرة من التوجهات الجديدة للقيادة الصومالية والتقارب المتزايد بين مقديشو وأديس أبابا.

يُذكر أن اتفاقية التعاون العسكري وُقعت في أغسطس الماضي خلال زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود للقاهرة، حيث أكد الجانبان حرصهما على تعميق التعاون الثنائي، بما في ذلك تفعيل خط الطيران المباشر، وافتتاح السفارة المصرية في مقديشو، وتوقيع بروتوكول التعاون العسكري.

وقد أتت هذه الزيارة في ظل توتر بين الصومال وإثيوبيا على خلفية مذكرة التفاهم التي وقعتها الأخيرة مع إقليم “أرض الصومال” الانفصالي عام 2023، والتي تهدف إلى إقامة قاعدة عسكرية إثيوبية وتأجير ميناء بربرة لمدة خمسين عامًا، ورفض الصومال هذا الاتفاق وعدّه “غير شرعي وانتهاكًا لسيادته”، وحظي بدعم جامعة الدول العربية ومصر في التأكيد على سيادة الصومال على كامل أراضيه.

وشهدت السياسة الخارجية الصومالية تحولًا لافتًا بعد أشهر من زيارة الرئيس للقاهرة، حيث اتجهت نحو إثيوبيا على حساب علاقاتها مع مصر، ففي سبتمبر الماضي، وقعت أديس أبابا ومقديشو اتفاقًا لتسوية الأزمة بوساطة تركية، مع الحفاظ على وحدة الأراضي الصومالية وإيجاد مخرج لوصول إثيوبيا إلى البحر، وفي فبراير الماضي، زار رئيس الوزراء الإثيوبي مقديشو في أول زيارة له منذ توقيع الاتفاق، وأعلن البلدان نيتهما تعزيز التعاون الأمني والتجاري وتعميق العلاقات الدبلوماسية، مؤكدين أن الحكومة الفيدرالية الصومالية هي الإطار الرسمي للعلاقات بينهما.

وتُوّج هذا التقارب بتوقيع اتفاق عسكري يسمح لإثيوبيا باستخدام جزء من الساحل الصومالي، وهو ما تعتبره القاهرة تهديدًا لمصالحها الاستراتيجية، خاصة فيما يتعلق بمياه النيل، خشية أن يعزز هذا النفوذ البحري موقف إثيوبيا الإقليمي في ملف سد النهضة.

على الرغم من هذا التوتر، أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي تمديد عمل القوات المصرية في الصومال ضمن بعثة حفظ السلام الأفريقية، مشيرًا إلى مباحثات مع أوغندا للتحضير لمهمة أممية جديدة في الصومال تتضمن استمرار الوجود العسكري المصري.

ويرى المحلل السياسي أحمد محمد فال أن إثيوبيا نجحت في مساعيها لتفكيك التحالف الثلاثي بين مصر وإريتريا والصومال، الذي كان يشكل تحديًا لها إقليميًا. ويتوقع تحركًا للدبلوماسية المصرية لمواجهة النفوذ، بينما ستسعى إثيوبيا لتعزيز حضورها في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تشهد تنافسًا على النفوذ من قوى إقليمية ودولية نظرًا لأهمية موقعها وموانئها.

The post فتور في العلاقات المصرية الصومالية مع صعود نفوذ إثيوبيا appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.