Site icon bnlibya

كارثة إنسانية في أوغندا.. اشتباكات عنيفة تهدد آلاف اللاجئين السودانيين

أعلنت الحكومة الأوغندية، مساء الأحد، إرسال تعزيزات أمنية وعسكرية إلى معسكر كرياندنغو شمال البلاد، بعد تجدّد أعمال العنف الدامية داخله، والتي أسفرت عن مقتل لاجئ سوداني وإصابة العشرات، في ثالث حادث من نوعه خلال أربعة أيام فقط، وسط حالة من الهلع والقلق بين آلاف اللاجئين الفارين من الحرب المستمرة في السودان وجنوب السودان.

وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الأوغندي لشؤون اللاجئين، تم فرض حظر تجول كامل داخل المخيم من الساعة السابعة مساءً وحتى السابعة صباحًا، في محاولة لاحتواء التوتر المتصاعد ومنع مزيد من الاشتباكات بين مجموعات اللاجئين.

وقالت تقارير ميدانية إن الهجوم الأخير وقع مساء السبت قرابة الساعة السابعة والنصف بالتوقيت المحلي، حين اقتحمت مجموعات من شباب قبيلة النوير المنطقتين السكنيتين “B” و”C”، وهم يحملون أسلحة بيضاء شملت السواطير والنشاشيب والحراب، وهاجموا عدداً من المنازل، مما أدى إلى مقتل اللاجئ السوداني كباشي إدريس داخل منزله، وإصابة أكثر من 20 لاجئاً آخرين، بعضهم في حالة حرجة.

وأكد الدكتور محمد موسى، من مستشفى “بندولي” داخل المخيم، أن معظم الإصابات كانت في منطقة الرأس، مشيرًا إلى أن الحالات الوافدة تعاني من نزيف داخلي وكسور حادة، في ظل نقص حاد في إمدادات الدم والمستلزمات الطبية الأساسية، ما اضطر الطواقم لنقل عدد من المصابين إلى مستشفى قولو الإقليمي ومرافق أخرى خارج المعسكر.

من جهته، وصف حسن أبو، أحد قادة مجتمع اللاجئين السودانيين في المعسكر، الوضع بـ”الكارثي”، قائلاً إن “الانفلات الأمني تجاوز مرحلة الخطر وتحول إلى مأساة إنسانية”، مشيرًا إلى أن الشرطة المحلية فشلت في فرض السيطرة الكاملة على المخيم رغم إعلان حالة الطوارئ، فيما تم إخلاء سكان المنطقة “A” بعد تلقي تهديدات مباشرة.

وتشير تقارير حقوقية إلى أن موجات العنف الأخيرة تأتي نتيجة نزاعات متصاعدة بين مجموعات عرقية داخل المعسكر، خصوصاً بين النوير والدينكا، بسبب خلافات على الأراضي الزراعية واستخدام الموارد داخل المخيم الذي يضم عشرات آلاف اللاجئين.

ووجهت منظمات المجتمع المدني انتقادات حادة للأجهزة الأمنية الأوغندية، واتهمتها بالتقاعس عن التعامل مع التحذيرات التي أُطلقت منذ أسابيع، والتي أشارت إلى تصاعد التوتر وتخزين أسلحة بدائية داخل المخيم.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن معسكر كرياندنغو يشهد أعلى كثافة سكانية بين معسكرات اللاجئين في أوغندا، حيث يستضيف أكثر من 85 ألف لاجئ، معظمهم من ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، إلى جانب لاجئين من جنوب السودان.

ودعت منظمات حقوقية دولية وأممية إلى تدخل عاجل لتوفير الحماية الإنسانية داخل المخيم، وتقديم دعم طبي ولوجستي للمستشفيات المحلية التي باتت عاجزة عن استيعاب الجرحى.

وفي ظل استمرار التدهور الأمني، حذّرت مصادر منظمات الإغاثة من “انفجار أكبر محتمل”، خصوصًا مع وجود مؤشرات على نية بعض المجموعات المسلحة التوسع في الهجمات، ما قد يدفع آلاف اللاجئين للفرار مرة أخرى، ويضع الحكومة الأوغندية أمام أزمة إنسانية مضاعفة.

وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه السودان تصاعداً غير مسبوق في العنف الداخلي، مع سقوط عشرات القتلى في هجمات شنتها قوات “الدعم السريع” في شمال كردفان، ما يُنذر بموجات لجوء جديدة نحو أوغندا والدول المجاورة، وسط ضعف في قدرة الاستجابة الدولية.

The post كارثة إنسانية في أوغندا.. اشتباكات عنيفة تهدد آلاف اللاجئين السودانيين appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.