في حادث مأساوي جديد، لقي 11 مواطنًا سودانيًا حتفهم غرقًا في المياه الإقليمية الليبية، خلال محاولة عبور البحر المتوسط باتجاه أوروبا، في رحلة محفوفة بالمخاطر تهدف إلى الوصول أولًا إلى اليونان ثم بريطانيا بحثًا عن اللجوء والحياة الكريمة.
وكان المركب الذي انطلق من ليبيا يحمل على متنه 51 شخصًا جميعهم من السودان، من مناطق مختلفة، بينهم 9 أفراد من منطقة العسيلات بشرق النيل، وشخص من مدينة الدبة، وآخر من مدينة المناقل، بحسب ما أورد موقع “المشهد السوداني”.
ووفقًا للتقارير، فإن الحادث وقع في المياه الإقليمية الليبية، حيث تاه المركب في ظروف بحرية صعبة، ما أدى إلى غرق عدد من الركاب.
وتشير مصادر الأمم المتحدة إلى أن الهجرة غير النظامية من ليبيا وشمال أفريقيا نحو أوروبا في تصاعد مستمر، وهو ما أثار تحذيرات رسمية من قبل فيليبو غراندي، المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، الذي نبه قبل شهر إلى تزايد أعداد المهاجرين بسبب النقص الحاد في التمويل لوكالة اللاجئين.
وفي تصريحاته، حذر غراندي من أن التخفيضات في ميزانية المفوضية، التي وصفتها الوكالة بأنها “كارثية”، تدفع آلاف الأشخاص للانطلاق نحو أوروبا في ظروف خطرة، متخوفًا من أن يصبح البحر المتوسط مسرحًا لكوارث إنسانية متكررة.
ودعا غراندي العواصم الأوروبية إلى تمويل منشآت اللجوء الموجودة بالفعل في أفريقيا بدلاً من إنشاء أنظمة جديدة غير فعالة، مؤكداً أن هناك أدلة متزايدة على تحرك آلاف اللاجئين السودانيين شمالًا إلى ليبيا ومنها إلى أوروبا، بدلاً من البقاء داخل السودان أو في دول الجوار مثل تشاد.
وتأتي هذه المأساة في ظل أزمة تمويل خانقة تواجهها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث شهدت ميزانيتها انخفاضًا حادًا بعد تخفيضات كبيرة من الولايات المتحدة، التي قلصت تمويلها من 2 مليار دولار إلى حوالي 390 مليون دولار هذا العام، إلى جانب تقليصات مماثلة من دول أوروبية مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا.
وأسفر هذا النقص في التمويل عن تسريح ثلث موظفي الوكالة وإيقاف برامج بقيمة 1.4 مليار دولار، مما أثر سلبًا على قدرة الوكالة على التعامل مع تدفقات اللاجئين المتزايدة.
هذا وتعتبر ليبيا نقطة عبور رئيسية للمهاجرين غير النظاميين المتجهين نحو أوروبا، وهي في قلب الجهود الإقليمية والدولية لضبط وتنظيم تدفقات الهجرة، ومع تصاعد أعداد المهاجرين، برزت تقارير عن خطط لتوطين آلاف المهاجرين داخل ليبيا، وهو ما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية الليبية ومخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية هناك.
وتأتي هذه الحادثة ضمن موجة نزوح واسعة من السودان، حيث أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 2.2 مليون شخص فروا من السودان إلى دول أخرى نتيجة النزاعات المستمرة، كما أشارت المنظمة إلى نزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخليًا بسبب الحرب، مما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية في المنطقة.
The post مأساة في عرض البحر.. غرق 11 سودانياً أثناء محاولتهم الهجرة نحو أوروبا appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.