منظمة الأمم المتحدة تم إنشاؤها لغرض الحفاظ على مكتسبات المنتصرين في الحرب العالمية الثانية.. يعني لا يهتمون بما يسمى بالعالم الثالث.
الأمم المتحدة كلفت العديد من الشخصيات العربية والدولية لأجل (حل) الأزمة الليبية التي ساهمت في خلقها الدول الإقليمية وأمريكا وقد اعترف ترامب بانهم اخطؤوا عندما اسقطوا النظام ولم يفكروا في البدائل، وقال أيضا إنه لا يريد (إسقاط النظام في إيران)، خوفا من استنساخ النموذج الليبي.
توالت المؤتمرات الدولية بشان الأزمة الليبية، لكنها لم تفض جميعها إلى حل جذري للازمة بل نعتبرها مجرد مسكنات، تخفت لبعض الوقت وسرعان ما تعاود الظهور، عمليات النهب العام لأموال الدولة مستمرة وبعجلة متسرعة, تهريب الوقود وكذا تهريب الأفارقة الذين حطوا رحالهم مؤقتا لأجل الوصول إلى أوروبا التي يعتقدون أنها جنة على الأرض، معارك بين التشكيلات المسلحة (الجهوية) التي استحدثت عقب إسقاط النظام ربما كان تشكيلها بالأساس هو الخوف من الفراغ الذي نتج عن التدخل الأجنبي غير المحسوب بالشأن الليبي، لكن الحكومات المتعاقبة لم تسع إلى إيجاد حل يخرج البلاد من النفق المظلم وللأسف على مدى 15 عاما.
برلين 3 مجرد إهدار للوقت فالمجتمعون ليسوا مختصين باتخاذ قرارات بل مجرد عرض وجهات النظر بشأن الأزمة الليبية المستفحلة، لأن أمريكا لها ما يشغلها.. والإقليميون راضون بحصصهم من الغنيمة.
هناك من يدعو إلى طرد العاملين بمكتب الأمم المتحدة بطرابلس لأن المنظمة لم تساهم في الحل بل ازدادت الأوضاع سوءا، نقول يجب طرد من يساهم في تدهور الوضع الأمني والاقتصادي بدءا من إسقاط الحكومة وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، حيث سيختفي تلقائيا متصدري المشهد الحالي، ليس من صلاحية الحكومات المؤقتة ولا المجالس التشريعية عقد اتفاقيات استراتيجية مع الدول الأخرى، بل تسيير العمل اليومي وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن.
حكومة الدبيبة الحالية تعتبر أسوأ حكومة يبتلى بها الشعب الليبي، فهي اتخذت من الأموال العامة مصدرا لشراء ذمم التشكيلات المسلحة والإبقاء عليها، رغم أن من أسباب تكليفها هو إيجاد حل للتشكيلات المسلحة.
استفحلت الأزمة في غرب البلاد وبالأخص العاصمة، أربع سنوات بالتمام والكمال والسيد الدبيبة ينفق على الميليشيات (مشرعنة.. إما تتبع الداخلية أو الدفاع أو المجلس الرئاسي) من الخزينة العامة، وفجأة وإذا الذي بالأمس (غنيوة/ رئيس جهاز دعم الاستقرار) يصنفه الدبيبة أحد رجالات الدولة يقوم باغتياله في عملية دنيئة وحقيرة، استتبعها أعمال عنف بالعاصمة أودت بمقتل بعض مئات من المسلحين والمدنيين وتم نهب على ممتلكات الجهاز، وتشتت منتسبي الجهاز.
الدبيبة كُلّف بالأساس لإيجاد حل للميليشيات بمعنى تنسيب الراغبين منهم للعمل بقطاعي الشرطة والأمن العام وقطاع القوات المسلحة بعد أن يتم تأهيلهم، وتأهيل الراغب منهم في العمل بالقطاع المدني، لا حلّها (الميليشيات) وترك منتسبيها مشتتون مطاردون.
الدبيبة يريد أن يبسط سيطرته على العاصمة ليكون مفاوضا عن المنطقة الغربية في حال البث الأممي في إيجاد حل للأزمة الليبية، لذلك نجده قد أبقى على التشكيلات التي تدين له بالولاء والطاعة ومحاربة تلك التي لا يرضى عنها خاصة وإنها من الناحية الإدارية لا تتبعه ومنها جهازي الردع ودعم الاستقرار، اللذان يتبعان المجلس الرئاسي.
الدبيبة لم تعد له شعبية بالعاصمة لذلك نجده يلجأ بعض المناطق لمناصرته وبالأخص “الثوار” منهم لأنهم بين الفينة والأخرى يُلوّحون بالعودة إلى العمل الثوري لمجابهة من يصفونهم بالمعرقلين لتحقيق أهداف الثورة، وأنهم الأولى بحكم البلاد، وكأنّ 15 عاما المليئة بمختلف أعمال العنف ليست كافية، يدعون أنهم حرروا البلاد والعباد، لكن الحقيقة أن الشعب أصبح مختطف من قبل عصابات إجرامية، أما الوطن فقد أصبح ساحة للمرتزقة والقواعد الأجنبية، لسان حال من يدعون الثورية يقول: نستعبدكم فأنتم مجرد قطعان!.
بالأمس القريب أصدر رئيس المجلس الرئاسي قرارا بتكليف “أبوزريبة” رئيسا لجهاز دعم الاستقرار الذي يتبعه شخصيا والذي قام الدبيبة بتصفية رئيسه السابق “غنيوة “!، ترى هل يعد ذلك تنازع صلاحيات بين الدبيبة والمنفي أم إثبات وجود “كسر عظم”، أم لأجل إعطاء الأمان لمنتسبي الجهاز المنهار لأجل القبض عليهم؟، نحن في الانتظار وإن يكن مملّا، قد تشهد العاصمة أعمال عنف تؤدي حتما إلى إسقاط الدبيبة المتشبث بالسلطة.
The post مؤتمر برلين 3.. والأزمة الليبية المستفحلة appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.