أكدت مصر تضامنها الكامل مع الشعب الصومالي، ومواصلة دعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال، في ظل التطورات الداخلية والإقليمية التي تشهدها جمهورية الصومال الفيدرالية ومنطقة القرن الإفريقي.
وشددت وزارة الخارجية المصرية على دعمها لجهود تحقيق الأمن والاستقرار، بما في ذلك المساهمة الفعالة في بعثة الاتحاد الأفريقي للدعم والاستقرار في الصومال (AUSSOM)، المكلفة بتهيئة الظروف المناسبة لتولي الصومال المسؤولية الرئيسية في حفظ الأمن، وتمكينه من تحقيق التقدم والتنمية المأمولة.
وأشار البيان إلى أن الخطوات المصرية تهدف أيضًا إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين مصر والصومال، بناءً على الروابط التاريخية العميقة والشراكة الاستراتيجية التي تم إعلانها في يناير الماضي خلال زيارة رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية للقاهرة.
كما أكدت مصر استمرارها في تطوير التعاون الاقتصادي والثقافي لتعظيم الفوائد المتبادلة للبلدين والشعبين الشقيقين.
ويأتي هذا البيان في وقت حساس من تصاعد التوترات الإقليمية، خصوصًا النزاع الطويل بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة، الذي يهدد أمن مصر المائي بنسبة تصل إلى 97% من مياه النيل. تصاعد النزاع في 2024 بعد اتفاق إثيوبيا مع صوماليلاند، الذي منحها ميناءً بحريًا واعترافًا شبه رسمي باستقلال المنطقة، وهو ما اعتبره الصومال انتهاكًا لسيادته.
وردًا على ذلك، انضم الصومال إلى تحالف مع مصر وإريتريا في قمة أسمرة عام 2024، مما أدى إلى تدهور العلاقات مع إثيوبيا وطلب طرد القوات الإثيوبية من أراضيه بحلول نهاية العام نفسه.
على الصعيد الداخلي، تواجه الحكومة الفيدرالية الصومالية تحديات أمنية كبيرة مع تجدد هجمات جماعة الشباب المرتبطة بالقاعدة، ما أسفر عن مقتل مئات الجنود والمدنيين في مناطق مثل جنوب ووسط الشيبيلي.
ودفعت هذه التطورات إلى إطلاق بعثة AUSSOM في 1 يناير 2025، خلفًا لـATMIS، لدعم القوات الصومالية في مكافحة الإرهاب، بمشاركة مصرية بقوات إضافية تصل إلى 5000 جندي في منطقة هيران الحدودية مع إثيوبيا. كما عززت الاشتباكات في جوبالاند في يوليو 2025 التعاون المصري-الصومالي لإعادة السيطرة على المناطق الحدودية الحيوية.
مسؤول مصري يحذر: تشغيل «سد النهضة» الإثيوبي يهدد مصر والسودان بكارثة
حذر وزير الري المصري الأسبق محمد نصر علام من تصاعد المخاطر على مصر والسودان جراء الخطوات الأخيرة لإثيوبيا في تشغيل سد النهضة، واصفًا الوضع بأنه “مهزلة حقيقية” نتيجة سوء الإدارة والتشغيل الأحادي للسد من الجانب الإثيوبي.
وقال علام في مداخلة هاتفية لقناة محلية مصرية إن ملء السد بالكامل وتشغيل مفيض الطوارئ دون مبرر يعرض السودان لمخاطر جسيمة، بينما يهدد مصر بتقلص حصتها من مياه النيل خلال سنوات الجفاف القادمة، متوقعًا تأثيرات سلبية اعتبارًا من العام المقبل.
وأوضح أن السعة التخزينية للسد مقسمة إلى ثلاثة أجزاء: مخزون حي لتوليد الكهرباء، مخزون للطوارئ لمواجهة الفيضانات، ومخزون للمواد الرسوبية.
ولفت إلى أن استخدام إثيوبيا لمخزون الطوارئ في غير أوقات الحاجة يمثل تهديدًا مباشرًا للسودان، حيث يمكن أن تغرق أي فيضان عالٍ الأراضي السودانية خلال الشهر المقبل بسبب غياب الاحتياطي.
وأضاف أن مصر ليست مهددة فورياً بفيضانات محتملة، لكنها ستتأثر بانخفاض حصتها من المياه في سنوات الجفاف، رغم قدرة السد العالي على استيعاب أي فيضان قادم وإعطاء مصر الوقت الكافي للتعامل مع التغيرات.
وأشار علام إلى أن هذه السياسات الأحادية لإثيوبيا تزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية، مؤكدًا أن عدم التشاور مع دولتي المصب يعكس إدارة غير مسؤولة تهدد الاستقرار المائي.
يُذكر أن سد النهضة الإثيوبي، الذي بدأ بناؤه عام 2011 على النيل الأزرق، يُعد أكبر مشروع هيدروكهربائي في أفريقيا، بسعة تخزين تصل إلى 74 مليار متر مكعب، وقدرة توليد كهرباء تصل إلى 5,150 ميغاواط. وتعتبر مصر السد تهديدًا مباشرًا لمواردها المائية التي تعتمد بنسبة 97% على النيل، فيما يخشى السودان الفيضانات والجفاف على حد سواء.
وشهدت السنوات الماضية توترات دبلوماسية متكررة، حيث بدأ الملء الأول للسد في 2020 دون اتفاق، وتبعته محاولات وساطة أمريكية-أفريقية فاشلة، قبل إعلان إثيوبيا الملء الرابع الكامل في يوليو 2025، رغم اعتراضات مصرية وسودانية، ما دفع مصر إلى التهديد بالدفاع عن حقوقها، وسط دعم دولي لمفاوضات جديدة.
ويقدر خبراء أن الملء الأخير قد يقلل حصة مصر بنسبة تصل إلى 20% خلال سنوات الجفاف، ما يهدد الزراعة وحياة أكثر من 100 مليون مصري يعتمدون على مياه النيل، وفقًا لتقارير البنك الدولي.
The post مصر تؤكد دعمها للأمن والاستقرار في الصومال appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.