في حدث أدبي عالمي أشعل الأجواء في لندن مساء الإثنين، أعلن عن فوز الكاتب الكندي المجري البريطاني ديفيد سزالاي بجائزة “بوكر” المرموقة عن روايته الأخيرة “فليش” (لحم)، لتسجل هذه الرواية رحلة أدبية استثنائية حول حياة رجل عادي تمتد على مدار عقود، وتكشف عمق التجربة الإنسانية بتفاصيلها الدقيقة والجريئة.
وأقيم حفل الإعلان في قاعة “أولد بيلينجز جيت”، السوق التاريخي للأسماك الذي تحول إلى فضاء ثقافي راقٍ، حيث تسلم سزالاي الجائزة المالية قدرها 50 ألف جنيه إسترليني (نحو 66 ألف دولار)، إلى جانب دفعة قوية لمبيعات روايته وتعزيز مكانته الأدبية على الساحة العالمية.
واختيرت رواية “فليش” من بين 153 رواية تقدمت بها دور نشر مختلفة، بعد تقييم دقيق من قبل لجنة التحكيم التي ضمت الكاتب الإيرلندي رودي دويل والممثلة الشهيرة سارة جيسيكا باركر، واصفًا العمل بأنه “كتاب عن الحياة، وغرابة العيش”، أشار دويل إلى أن الرواية كانت الخيار بالإجماع بعد اجتماع لجنة تحكيم دام خمس ساعات.
تروي الرواية قصة إستيفان، الرجل الهادئ الطباع، منذ علاقة مراهقته بامرأة أكبر منه، مرورًا بمعاناته كمهاجر في بريطانيا، وصولًا إلى صعوده في صفوف الطبقة الراقية في لندن. ويعكس العمل رؤية الكاتب حول الحياة كتجربة جسدية، مستكشفًا معنى الوجود في هذا العالم من خلال تفاصيل الجسد والذاكرة.
خلال كلمته المؤثرة لتسلم الجائزة، قال سزالاي مبتسمًا: “هل يمكنك تخيل رواية بعنوان ‘لحم’ تفوز بجائزة بوكر؟ ها هو الجواب أمامكم”. وأضاف: “أردت أن أكتب عن مهاجر مجري، عن الحياة، عن كونك جسدًا حيًا في هذا العالم”.
تجدر الإشارة إلى أن جائزة بوكر، التي تأسست عام 1969، تعد من أبرز الجوائز الأدبية العالمية، وقد شكلت نقطة تحول في مسيرة العديد من الكتّاب العالميين، ومن بينهم سلمان رشدي، إيان ماك إيوان، أرونداتي روي، مارغريت أتوود، وسامانثا هارفي التي فازت بالجائزة عام 2024 عن روايتها “المداري” التي تدور أحداثها على محطة فضائية.
The post من لندن.. «ديفيد سزالاي» يفوز بجائزة بوكر appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.

