وزير خارجية صوماليلاند يحسم الجدل حول نقل سكان غزة

0
17

تصاعدت تساؤلاتٌ سياسيةٌ وإعلاميةٌ عقب إعلان إسرائيل اعترافها بإقليم أرض الصومال المعروف باسم صوماليلاند، وسط تكهناتٍ حول وجود تفاهماتٍ غير معلنةٍ تتعلق بقطاع غزة، وباحتمال نقل سكانٍ من القطاع إلى أراضي الإقليم الواقع في شرق إفريقيا.

ونفى وزير الخارجية في صوماليلاند عبد الرحمن داهر آدم وجود أي نقاشٍ أو طرحٍ يتعلق بغزة، مؤكدًا أن الاعتراف الإسرائيلي لا يرتبط بأي شكلٍ من الأشكال بالصراع الدائر في القطاع، وأن حكومته لم تناقش ولم توافق على استقبال أي من سكان غزة.

وأوضح وزير الخارجية في مقابلةٍ مع قناةٍ إسرائيليةٍ أن خطوة الاعتراف تأتي في إطار علاقاتٍ سياسيةٍ مستقلةٍ، مشددًا على أن صوماليلاند لم تُدرج ملف غزة ضمن محادثاتها مع أي طرفٍ، وأن ما يتم تداوله في هذا الشأن لا يستند إلى وقائعَ رسميةٍ.

وأشار الوزير إلى أن ملف الاعتراف الدولي بصوماليلاند يشهد مراجعاتٍ من عدة دولٍ، بما في ذلك الولايات المتحدة، في ظل نقاشاتٍ سياسيةٍ ودبلوماسيةٍ متصاعدةٍ بشأن مستقبل الإقليم ووضعه القانوني، بالتزامن مع الجدل العربي والدولي الذي أثاره الإعلان الإسرائيلي.

ويأتي ذلك في وقتٍ كان فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد طرح في وقتٍ سابقٍ فكرة ما عُرف بالهجرة الطوعية لسكان قطاع غزة، مع الإشارة إلى صوماليلاند كإحدى الوجهات المحتملة، قبل أن تتراجع الفكرة نتيجة اعتراضاتٍ عربيةٍ ودوليةٍ واسعةٍ.

وتكتسب صوماليلاند أهميةً استراتيجيةً لافتةً نظرًا لموقعها الجغرافي عند مدخل خليج عدن وبالقرب من مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهو ما يجعلها قريبةً من أحد أهم طرق الملاحة البحرية العالمية، ويعزز من الاهتمام الدولي بها في سياق التنافس الإقليمي والدولي على النفوذ في هذه المنطقة الحيوية.

وأعلنت صوماليلاند انفصالها عن الصومال منذ عام 1991، وتسعى منذ ذلك الحين إلى الحصول على اعترافٍ دوليٍ كاملٍ، رغم امتلاكها مؤسساتٍ سياسيةٍ وأمنيةٍ مستقلةٍ نسبيًا. ويرتبط الاهتمام الدولي بالإقليم بموقعه الجغرافي الحساس، وبالتحولات الجيوسياسية في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، حيث تتقاطع المصالح الأمنية والتجارية لدولٍ إقليميةٍ ودوليةٍ كبرى.

وكان كشف تقرير لصحيفة “والا” العبرية أن إسرائيل ترى في إقليم صومالي لاند موقعًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، بعد إعلانها الاعتراف بالإقليم الذي أعلن انفصاله عن الصومال عام 1991 ويعمل كدولة بحكم الأمر الواقع.

وبحسب التقرير، يتيح موقع صومالي لاند على ساحل البحر الأحمر المقابل لليمن إمكانية استخدامه كنقطة مراقبة أو منصة أمنية في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران، في ظل تصاعد التوتر في البحر الأحمر.

وأشار التقرير إلى أن البعد الأمني كان حاضرًا بقوة في الاتصالات، حيث شارك رئيس جهاز الموساد دافيد برنيع بشكل مباشر في المحادثات، ما يعكس الأهمية التي توليها إسرائيل للإقليم.

كما لفت إلى أن صومالي لاند طُرحت خلال الأشهر الماضية كـوجهة محتملة لما تصفه إسرائيل بـ“الهجرة الطوعية” لسكان قطاع غزة، وهي تقارير جرى نفيها لاحقًا لكنها أثارت جدلًا واسعًا.

وأوضح التقرير أن الخطوة الإسرائيلية تحظى بدعم إماراتي، في وقت تسعى فيه تل أبيب إلى إقناع الولايات المتحدة بالاعتراف بالإقليم، في إطار مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في منطقة القرن الإفريقي.

في المقابل، أثار الإعلان غضب الصومال وحلفائه، وعلى رأسهم مصر وتركيا، اللتين اعتبرتا الخطوة انتهاكًا لوحدة الأراضي الصومالية وتهديدًا لاستقرار المنطقة.

ويُذكر أن تايوان هي الجهة الوحيدة الأخرى التي تربطها علاقات رسمية بصومالي لاند، في حين لا يحظى الإقليم باعتراف دولي واسع حتى الآن.

The post وزير خارجية صوماليلاند يحسم الجدل حول نقل سكان غزة appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.