ولي العهد السعودي يشعل الجدل بشأن دعم سوريا.. ما حقيقة الفيديو المتداول؟

0
23

أثار تصريح لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أدلى به خلال اتصال هاتفي مع الرئيس السوري أحمد الشرع، تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، بعد تأكيده أن “السعودية تساند سوريا وتقف إلى جانبها وترفض أي عمل يمس السلم الأهلي والاجتماعي جملة وتفصيلاً”.

وجاء هذا التصريح اللافت في توقيت يشهد فيه الجنوب السوري توتراً متصاعداً، وتطورات ميدانية ودبلوماسية حساسة، كان أبرزها الضربات الإسرائيلية على مواقع حكومية، وتصاعد المواجهات بين جماعات مسلحة بدوية وتشكيلات درزية في محافظة السويداء.

وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس)، استعرض الاتصال بين الجانبين تطورات الأوضاع في سوريا، حيث ثمّن ولي العهد السعودي “الترتيبات والإجراءات التي اتخذتها دمشق لاحتواء الأحداث الأخيرة، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي البلاد”، مؤكداً دعم المملكة لمسار سوريا الوطني الساعي إلى الاستقرار والتعافي.

وشدد الأمير محمد بن سلمان على “أهمية تعزيز التلاحم الوطني بين مكونات الشعب السوري، وعدم السماح لأي بوادر فتنة تهدف إلى زعزعة الأمن”، كما دعا إلى “مواصلة ما بدأته سوريا من إصلاحات على مختلف المستويات لتحقيق التقدم والازدهار الذي يتطلع إليه الشعب السوري الشقيق”.

تفاعل لافت على مواقع التواصل

عبارة “السعودية تساند سوريا” تصدّرت الوسوم على منصة “إكس” وعدد من شبكات التواصل الأخرى، حيث اعتبرها مغردون “تحولاً نوعياً” في العلاقات بين الرياض ودمشق، خصوصاً أنها تأتي بعد أشهر قليلة من إعادة العلاقات الرسمية بين البلدين، وزيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى المملكة في فبراير الماضي.

وذهب البعض إلى الربط بين هذا الموقف السعودي المُعلَن وبين الحملة الإعلامية التي رافقت نشر فيديو مفبرك نُسب لولي العهد، زُعم فيه أن السعودية تعتزم “إرسال أسلحة ثقيلة إلى سوريا”، وثبت لاحقاً أن المقطع مُنتج باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ويعود في الأصل إلى خطاب قديم من عام 2019. وأكدت الجهات المختصة وجود تلاعب رقمي في الصوت والصورة، ونُسب الفيديو إلى حساب على “تيك توك” معروف ببث مقاطع مضللة.

السياق الميداني: صراع داخلي وتدخلات خارجية

تزامن الاتصال مع استمرار حالة عدم الاستقرار في الجنوب السوري، حيث أعلنت وزارة الداخلية السورية، الأربعاء، التوصل إلى اتفاق هش لوقف إطلاق النار بين الجيش السوري والتشكيلات المسلحة الدرزية، بعد مواجهات دموية مع جماعات بدوية مسلحة، إلا أن القتال تجدد عقب إعلان تلك القبائل التعبئة العامة، مما دفع القوات السورية إلى التدخل مجدداً في عمق السويداء.

وفي خضم هذا التصعيد، أعلنت إسرائيل – في خطوة نادرة – سماحها بدخول محدود للقوات السورية إلى محافظة السويداء لمدة 48 ساعة، بزعم “الضرورات الأمنية”. القرار أثار جدلاً داخل إسرائيل نفسها، باعتباره يتعارض مع سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن نزع السلاح في جنوب دمشق، ومنع أي وجود عسكري سوري قرب الحدود.

كما شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، خلال الأسبوع ذاته، سلسلة غارات على مقر الأركان العامة في دمشق ومواقع للجيش السوري في السويداء، بزعم “حماية الطائفة الدرزية من الاضطهاد”، حسب الرواية الإسرائيلية. وأكد نتنياهو لاحقاً أن “وقف إطلاق النار تم تحقيقه بالقوة وليس عبر الرجاء أو التوسل”، مشدداً على أن “جنوب سوريا يجب أن يكون منزوع السلاح بالكامل”.

موقف سعودي متماسك: دعم سوريا ورفض التدخلات

في خضم هذه التطورات، أعاد محمد بن سلمان في اتصاله مع الشرع تأكيد موقف بلاده الرافض لأي تدخل أجنبي في الشأن السوري، بما في ذلك الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة السورية في مواجهة التحديات التي تهدد استقرار البلاد وسيادتها.

من جهته، عبّر الرئيس السوري عن امتنانه للمملكة، مثمناً مواقفها الداعمة، ومشيداً بجهود ولي العهد السعودي في “تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية.

خلفيات سياسية: تقارب سعودي-سوري في مسار متصاعد

يأتي هذا الموقف في سياق تقارب تدريجي ومتسارع بين دمشق والرياض منذ العام الماضي، بدأ بإعادة العلاقات الدبلوماسية، ثم زيارة الرئيس السوري إلى المملكة في فبراير 2025، وما أعقبها من مشاورات سياسية وأمنية حول سبل استعادة سوريا لموقعها الإقليمي، ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

ويرى مراقبون أن هذا الاتصال يُعبّر عن توجه سعودي جديد في التعامل مع الملف السوري، يقوم على دعم الدولة المركزية في دمشق، ورفض أي مشاريع لتقسيم البلاد أو إنشاء مناطق نفوذ، خصوصاً في ظل التهديدات الإسرائيلية المتكررة، واستمرار التوترات في الجنوب، وتنامي التدخلات الأجنبية تحت ذرائع طائفية أو إنسانية.

إسرائيل تسمح بدخول قوات سورية إلى السويداء مؤقتاً رغم تعارض القرار مع سياسة “نزع السلاح”

سمحت إسرائيل بدخول محدود لقوات الأمن السورية إلى محافظة السويداء لمدة 48 ساعة، في خطوة وُصفت بـ”الاستثنائية” على خلفية الاشتباكات المتواصلة في جنوب غرب سوريا، وفق ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر سياسي مطلع.

وقال المصدر: “في ضوء الاضطرابات المستمرة في جنوب غرب سوريا، وافقت إسرائيل على السماح بدخول محدود لقوات الأمن الداخلي إلى محافظة السويداء خلال الـ48 ساعة المقبلة”، مشيراً إلى أن القرار اتُّخذ لأسباب أمنية تتعلق بالاستقرار الإقليمي.

الخطوة الإسرائيلية المفاجئة تأتي في وقت تتواصل فيه المعارك بين التشكيلات المسلحة الدرزية وقبائل بدوية، رغم إعلان وزارة الداخلية السورية، يوم الأربعاء، التوصل إلى اتفاق هش لوقف إطلاق النار في السويداء. وكانت القبائل البدوية قد أعلنت التعبئة العامة في مواجهة المجتمع الدرزي، مما أعاد إشعال المواجهات في المنطقة.

وتتناقض هذه الخطوة مع التصريحات المتكررة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أكد مراراً أن إسرائيل ترفض وجود قوات عسكرية سورية أو جماعات مسلحة جنوب دمشق، متمسكاً بسياسة “نزع السلاح” في المناطق المتاخمة لهضبة الجولان.

وفي سياق التصعيد، كانت تشكيلات بدوية قد شنت، الأحد الماضي، هجمات على قرى درزية في محافظة السويداء، ما دفع الجيش السوري للتدخل. ورداً على التطورات، شن سلاح الجو الإسرائيلي غارات على مواقع عسكرية سورية، استهدفت مقر الأركان العامة والقصر الرئاسي في دمشق، إضافة إلى نقاط انتشار للجيش في السويداء، بزعم “حماية المجتمع الدرزي”.

وأكد نتنياهو لاحقاً أن “جنوب سوريا يجب أن يُنزع منه السلاح بالكامل”، معتبراً أن ذلك شرط ضروري “لضمان أمن الحدود الشمالية لإسرائيل”.

أردوغان وبوتين يبحثان هاتفياً العلاقات الثنائية والملفين الأوكراني والسوري وسط تصاعد التوترات

أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ناقشا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب تطورات الملف الأوكراني والأوضاع المتصاعدة في سوريا، بحسب بيان صادر عن الرئاسة التركية والكرملين.

وأفاد البيان التركي بأن الاتصال تناول “العلاقات الثنائية بين تركيا وروسيا، إلى جانب قضايا إقليمية ودولية”، مشيراً إلى أن أردوغان شدد على أهمية استئناف الجولة الثالثة من المفاوضات بين موسكو وكييف، مؤكداً استعداد بلاده لاستضافة هذه الجولة في إسطنبول حال التوافق بين الطرفين.

فيما يتعلق بسوريا، أعرب الرئيس التركي عن سعي أنقرة إلى ترسيخ الاستقرار في البلاد، وسط تصاعد العنف خلال الأيام الأخيرة، لاسيما في الجنوب السوري.

من جهته، أوضح الكرملين أن الزعيمين أجريا “تبادلاً شاملاً لوجهات النظر حول الوضع في الشرق الأوسط، وخاصة التصعيد في سوريا”، حيث أعربا عن “قلق مشترك إزاء موجة العنف الأخيرة”، مؤكدَين ضرورة تحقيق الاستقرار عبر الحوار وتعزيز التوافق الوطني، مع احترام الحقوق المشروعة لكافة مكونات المجتمع السوري والحفاظ على وحدة وسيادة سوريا.

وليد جنبلاط يسلط الضوء على غياب “الرجالات الكبار” ويدعو للحوار الوطني لتهدئة الأوضاع في السويداء السورية

أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط أن السويداء تفتقد اليوم إلى وجود “الرجالات الكبار”، في إشارة إلى الفراغ القيادي بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها المحافظة مؤخراً.

ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لفحص تلك الأحداث التي طالت أهالي السويداء والبدو، مشدداً على أن البدو يشكلون جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي في جبل العرب.

وشدد جنبلاط على ضرورة وقف إطلاق النار في السويداء تمهيداً للدخول في حوار وطني شامل، محذراً من مرحلة “الفرز المذهبي والطائفي” التي قد تؤدي إلى أزمة طويلة الأمد.

ودعا إلى التعقل وتفادي الانزلاق نحو مزيد من التصعيد، متمنياً على أهل الجبل الحفاظ على رمز الوحدة الوطنية سلطان باشا الأطرش.

وطالب الحكومة السورية بالتعامل بحكمة مع الأوضاع المحلية في السويداء، دون تحريض أو تعميم، مع التأكيد على أهمية حصر المشكلة في نطاقها المحلي وتجنب التصعيد الإعلامي والسياسي.

وعلى الصعيد الإقليمي، أدان جنبلاط الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا ولبنان، داعياً إلى تحكيم العقل وعدم الانجرار إلى مواقف متشنجة، كما انتقد الدعوات إلى قطع الطرقات في لبنان، متسائلاً عن جدواها ومدى تأثيرها السلبي على الناس.

The post ولي العهد السعودي يشعل الجدل بشأن دعم سوريا.. ما حقيقة الفيديو المتداول؟ appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.