إسرائيل تضغط لإنهاء مهمة «يونيفيل».. نعيم قاسم: قرار الحكومة اللبنانية بسحب السلاح خطيئة

0
38

أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا ولبنان، توماس براك، الثلاثاء، أن لبنان سيقدم في 31 أغسطس الجاري خطة تهدف إلى إقناع “حزب الله” بالتخلي عن سلاحه.

وأوضح براك بعد لقائه الرئيس اللبناني في بيروت أن المقترح اللبناني “لن يكون بالضرورة ذا طابع عسكري”، مشيراً إلى أن إسرائيل ستقدم بدورها “اقتراحاً مقابلاً” فور تسلمها الخطة اللبنانية.

وأضاف: “رد إسرائيل كان تاريخياً وسيردون خطوة مقابل خطوة، وينبغي ألا يسلح حزب الله ضدهم”.

وأكد براك أن إيران تعد مصدراً لتمويل الحزب، مشدداً على أن الولايات المتحدة تسعى لتقديم بدائل للبنان من خلال “إشراك دول الخليج وفتح آفاق جديدة ضمن منطقة اقتصادية”، لافتاً إلى أن “لا أحد يريد الدخول في حرب أهلية في لبنان”.

من جهته، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، عقب لقائه مع الوفد الأمريكي في بيروت، التزام لبنان بإعلان وقف الأعمال العدائية وبورقة الأعمال المشتركة، مشددًا على أهمية صون الديمقراطية التعددية التي تحمي الجميع، ومؤكدًا أن قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية وحدها.

كما أشار عون إلى حرص لبنان على وحدة سوريا وسلامة أراضيها خلال المحادثات مع الوفد الأمريكي.

في السياق، تكثف فرنسا مشاوراتها مع الولايات المتحدة للتوصل إلى صيغة معدلة ترضي الطرفين بشأن التصويت على مشروع قرار لتمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “يونيفيل” لمدة 12 شهراً إضافياً.

وأفاد مسؤول رفيع أن المفاوضات أحرزت تقدماً، مع استمرار النقاش حول آليات عمل القوة الأممية المنتشرة جنوب لبنان منذ عام 1978.

وتعمل فرنسا على صياغة جدول زمني واضح لبدء تفكيك “يونيفيل” اعتباراً من يونيو 2026، على أن ينتهي بحلول أغسطس من نفس العام، تلبيةً لمطلب أمريكي، بينما تسعى باريس لإرجاء التفكيك عاماً إضافياً مراعاة لمطالب لبنان.

ويأتي هذا الجدل وسط موقف إسرائيلي يدعو لإنهاء مهمة “يونيفيل” بأسرع وقت، في حين تشكل القوات الفرنسية والإيطالية والإسبانية العمود الفقري للقوة التي تضم عناصر من 48 دولة.

من جانبه، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا في مقال نشرته مجلة “نيوزويك”، أن استمرار وجود قوة محايدة ومستقرة على طول الخط الأزرق “يعد أمراً بالغ الأهمية لشعبي لبنان وإسرائيل والمنطقة بأسرها”.

وأضاف أن “يونيفيل” عدلت طريقة عملها بعد الصراع بين “حزب الله” وميليشيات أخرى مع القوات الإسرائيلية، ودخل اتفاق وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حيث ساعدت القوة في نشر أكثر من ثمانية آلاف جندي لبناني في أكثر من 120 موقعاً، وتفكيك مئات مخابئ الأسلحة والذخيرة التي تركها “حزب الله”.

كما تواصل “يونيفيل” لعب دور محوري في التنسيق بين الأطراف، بما يشمل التحركات العسكرية والإنسانية، لتجنب المواجهات المباشرة وتهدئة التوترات على طول الخط الأزرق، مؤكدة أهمية استمرار وجودها لتحقيق الاستقرار في جنوب لبنان.

حزب الله يرفض خطة الحكومة اللبنانية لنزع سلاحه ويصفها بـ”الخطيئة الكبرى”

دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، الحكومة اللبنانية لعقد جلسات مناقشة مكثفة بهدف استعادة الثقة وسيادة الدولة، مؤكداً أن “لبنان بحاجة لاستعادة سيادته على أرضه”.

وأضاف قاسم أن الحكومة مسؤولة عن وضع خطة لاستعادة السيادة، داعياً الأحزاب والنخب اللبنانية لمساندتها في هذا المسعى.

ووصف قاسم قرار الحكومة اللبنانية بسحب سلاح حزب الله بـ”الخطيئة”، مؤكداً أن “المقاومة ليست جيشاً لدولة بل مصير الجيش الوطني ولا بديل عنها، وهي تدعم الدولة وتساندها”.

وأوضح أن مشاكل لبنان الحقيقية تأتي من “العدو الإسرائيلي والداعم الأمريكي”.

من جانبه، اعتبرت إسرائيل قرار الحكومة اللبنانية، برئاسة نواف سلام، الذي يقضي بالتحرك لنزع سلاح حزب الله بحلول نهاية 2025، خطوة مهمة تمنح لبنان فرصة لتعزيز مؤسسات الدولة والجيش، مؤكدة استعدادها لدعم هذا المسار بالتنسيق مع الولايات المتحدة، مع الإشارة إلى اتخاذ إجراءات مقابلة إذا باشرت السلطات اللبنانية خطوات عملية لتفكيك السلاح.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن الحكومة اللبنانية كلفت الجيش بوضع خطة لتفكيك وحصر السلاح بيد القوى الشرعية خلال 2025، على أن تُعرض على مجلس الوزراء قبل نهاية الشهر الجاري، وفق ما أعلن رئيس الحكومة نواف سلام.

ورد حزب الله على القرار بالقول إن خطة حصر السلاح بيد الدولة “تضعف قدرة لبنان أمام العدوان الإسرائيلي والأمريكي”، مؤكداً أن قرار نزع سلاح الحزب يمنح إسرائيل ما لم تحققه في عدوانها السابق على لبنان، ودعا الحزب إلى الحوار وإنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان وتحرير الأراضي المحتلة والإفراج عن الأسرى، والعمل على بناء الدولة اللبنانية المستقلة.

إيران ترفض خطة نزع السلاح اللبنانية

وصف مسؤول التنسيق في فيلق القدس الإيراني، العميد إيرج مسجدي، خطة الحكومة اللبنانية لنزع سلاح “حزب الله” بأنها “خطة أمريكية – صهيونية”، مؤكداً أن تنفيذها لن يتحقق أبداً.

وقال مسجدي في مقابلة مع موقع “دفاع برس” الإيراني: “سلاح المقاومة هو سلاح الشعب اللبناني للدفاع عن أرضه أمام اعتداءات إسرائيل”، مضيفاً أن مسألة نزع السلاح ليست جديدة، لكنها لن تُنفّذ بأي حال من الأحوال.

وأكد مسجدي جاهزية القوات المسلحة الإيرانية للرد بأقصى درجات القوة إذا حاول الأعداء الاعتداء، مشيراً إلى تجربة حرب الأيام الاثني عشر في يونيو الماضي.

The post إسرائيل تضغط لإنهاء مهمة «يونيفيل».. نعيم قاسم: قرار الحكومة اللبنانية بسحب السلاح خطيئة appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.