اتصالات دولية مكثفة بين قادة السعودية وفرنسا وإيطاليا لخفض التصعيد في الشرق الأوسط

0
35

أدان الرئيس الروسي بوتين بشدة “الأعمال الإسرائيلية التي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”، معبرًا عن تعازيه لإيران على ضحايا الغارات.

وأكد بوتين في محادثاته الهاتفية مع كل من بزشكيان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أهمية العودة إلى التفاوض لحل قضايا البرنامج النووي الإيراني بالوسائل السياسية والدبلوماسية فقط، كما أبدى استعداد روسيا لتقديم خدمات الوساطة لمنع المزيد من التصعيد، مشددًا على أن موسكو ستواصل اتصالاتها الوثيقة مع قيادتي إيران وإسرائيل لتجنب “العواقب الوخيمة” التي قد تؤثر على المنطقة بأسرها.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، دعا وزيرا خارجية روسيا والإمارات، سيرغي لافروف وعبد الله بن زايد آل نهيان، إلى تهدئة التوتر في الشرق الأوسط، معربين عن قلقهما إزاء العملية الإسرائيلية.

وجاء في بيان الخارجية الروسية أن البلدين أكدا ضرورة نقل المواجهة إلى قناة التفاوض، وأعربا عن استعدادهما للمساعدة في تهيئة الظروف لتحقيق السلام والأمن في المنطقة.

وفي إطار الاتصالات الدولية العاجلة، تلقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتصالين هاتفيين من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني. تم خلالهما بحث التداعيات الخطيرة للعمليات العسكرية الإسرائيلية، مؤكدين جميعًا على ضرورة خفض التصعيد وضبط النفس، وتعزيز التعاون الدولي لاحتواء التوترات وتجنب تفاقم الأزمة.

وأدانت الصين عبر سفيرها لدى الأمم المتحدة فو كونغ، الهجمات الإسرائيلية على إيران، معتبرة إياها انتهاكًا لسيادة إيران وأمنها وسلامة أراضيها، ودعت إلى وقف فوري لجميع الأعمال العسكرية الخطيرة، معربة عن قلقها العميق إزاء التوسع المحتمل للصراع.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الجمعة، أن قوات بلاده المنتشرة في الشرق الأوسط باتت في حالة تأهب قصوى، في ظل التصعيد العسكري المتسارع بين إسرائيل وإيران.

وأوضح ماكرون، في منشور عبر منصة “X”، أنه ترأس صباح الجمعة اجتماعاً لمجلس الأمن والدفاع الوطني الفرنسي لمتابعة تطورات الوضع في الشرق الأدنى والأوسط وتداعياته على فرنسا، مؤكداً أن “كافة القرارات اللازمة تم اتخاذها لضمان سلامة الشعب الفرنسي”.

كما أشار إلى تعزيز خطة “سنتينيل” الأمنية التي تتيح نشر وحدات من الجيش الفرنسي في محيط المواقع الحيوية والسياحية داخل فرنسا لمواجهة أي تهديدات محتملة، بالإضافة إلى تدابير إضافية لحماية القوات الفرنسية والسفارات في المنطقة.

وحثّ الرئيس الفرنسي مواطنيه على تجنب السفر إلى الشرق الأوسط في الوقت الراهن، قائلاً إن “المنطقة تشهد تصعيداً غير مسبوق”.

كما أكد مسؤول إيراني كبير لشبكة “سي إن إن” أن إيران ستستهدف القواعد الإقليمية لأي دولة تدافع عن إسرائيل، معربًا عن حق إيران في الرد بحزم على أي تهديد.

فيما دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مساء الجمعة، الشعب الإسرائيلي إلى وقف ما وصفه بـ”العدوان العسكري” على إيران وفلسطين، مديناً بشدة تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومشبهاً إياها بممارسات النظام النازي خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال مادورو، خلال خطاب ألقاه في العاصمة كاراكاس: “أنا كمسيحي ومن أصول يهودية سفاردية، أناشد شعب إسرائيل: أوقفوا جنون بنيامين نتنياهو، فقط أنتم قادرون على إيقاف هذه الحرب، أوقفوا العدوان على إيران وفلسطين ولبنان وسوريا واليمن.”

ووصف الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران بأنه “إجرامي وينتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ويهدد بتوسيع رقعة التصعيد في آسيا والشرق الأوسط”.

وفي مقارنة تاريخية لافتة، قال مادورو إن “ما يحدث اليوم يذكّر بالأحداث التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية، حينما شجّعت القوى الغربية– لندن وباريس وواشنطن– الزعيم النازي أدولف هتلر وسمحت له باحتلال تشيكوسلوفاكيا وبولندا”، مضيفاً: “اليوم، التاريخ يعيد نفسه، وهم يراقبون بصمت تدمير غزة والهجوم على إيران”.

كما عبّر الرئيس الفنزويلي عن استيائه من صمت المجتمع الدولي، مؤكداً أن “العالم المتعدد الأقطاب، المبني على الحوار والاحترام المتبادل للقانون الدولي، هو السبيل الوحيد لمنع اندلاع حرب عالمية جديدة”.

على الصعيد الدولي، تواصلت الاتصالات بين الولايات المتحدة وقطر والسعودية، حيث أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استعداد واشنطن للمشاركة في جهود حل الأزمة والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، فيما شدد قادة المنطقة على ضرورة خفض التصعيد واللجوء إلى الحوار.

وفي ظل هذا التصعيد، حثت وزارة الخارجية الكندية مواطنيها المتواجدين في الشرق الأوسط على مغادرة المنطقة “في حال كان ذلك ممكنًا وبشكل آمن”، مشددة على أهمية التحقق من صلاحية وثائق السفر والاستعداد لأي تطورات أمنية مفاجئة.

وأجرى وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد اتصالات موسعة مع نظرائه في قطر وعمان وفرنسا وبريطانيا، طالبًا جهودًا دبلوماسية لخفض التصعيد، مؤكداً على ضرورة ضبط النفس وحل الخلافات بالوسائل السلمية، بينما أعرب الأزهر الشريف عن إدانته الشديدة للهجوم الإسرائيلي، واعتبره انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا للسلم والأمن الإقليمي.

وكان ذكر باحث مصري أن العملية نفذت بواسطة مكتب تابع للموساد في دولة آسيوية جارة لإيران، ما يشير إلى تعقيدات إقليمية ودولية متشابكة تزيد من حدة الأزمة.

The post اتصالات دولية مكثفة بين قادة السعودية وفرنسا وإيطاليا لخفض التصعيد في الشرق الأوسط appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.