اختراق ياباني.. تقنية فريدة لرصد «تخثر الدم» بدقة دون جراحة

0
10

تقدم طبي مذهل يعيد تعريف علاج أمراض القلب، حيث طوّر فريق بحثي ياباني تقنية مبتكرة تسمح برصد تخثر الدم في الوقت الحقيقي دون الحاجة إلى تدخل جراحي معقد. باستخدام مجهر فائق السرعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، تمكن الباحثون من مراقبة حركة الصفائح الدموية بدقة عالية عبر عينات دم مأخوذة من الوريد، ما يجعل الفحص أسهل وأقل خطورة، هذا الاختراق يفتح أبواباً جديدة للعلاجات الشخصية التي تعدل بناءً على استجابة كل مريض، مما يعزز فرص نجاح العلاج ويقلل من المخاطر المرتبطة بالتجلط والنزيف.

وفي التفاصيل، حقق فريق بحثي من جامعة طوكيو تقدمًا طبيًا مبتكرًا بتطوير تقنية جديدة لرصد نشاط تخثر الدم بشكل مباشر وفي الوقت الحقيقي، دون الحاجة إلى تدخل جراحي، وتعتمد التقنية على مجهر فائق السرعة يستخدم تقنية “تقسيم التردد المتعدد” (FDM)، إلى جانب الذكاء الاصطناعي لتحليل حركة الصفائح الدموية بدقة عالية أثناء تدفق الدم.

ويتميز هذا الأسلوب بأخذ عينات الدم من الوريد في الذراع بدلاً من الشرايين القلبية، ما يجعل الفحص أقل خطورة وأسهل على المرضى. وقد شملت الدراسة تحليل عينات دم من أكثر من 200 مريض يعانون من مرض الشريان التاجي بدرجات متفاوتة من الشدة، حيث كشفت الصور المجهرية عن تراكمات صفائح دموية أكبر لدى المرضى المصابين بمتلازمة الشريان التاجي الحادة مقارنة بأولئك ذوي الأعراض المزمنة.

وأوضح الدكتور كازوتوشي هيروسي، الأستاذ المساعد في مستشفى جامعة طوكيو والمعد الرئيسي للدراسة، أن الصفائح الدموية تلعب دورًا حيويًا في تكون الجلطات الدموية، وهي عامل رئيسي في أمراض القلب، ويعمل المجهر المستخدم على التقاط آلاف الصور في الثانية لخلايا الدم المتحركة، بينما يقوم الذكاء الاصطناعي بتمييز الصفائح المفردة وتجمعاتها، بالإضافة إلى الخلايا البيضاء المجاورة، في عملية تشبه مراقبة حركة المرور حيث تُتابع كل “سيارة” (خلية) على الطريق.

وأضاف: يساعد الذكاء الاصطناعي على اكتشاف أنماط دقيقة لا تستطيع العين المجردة رصدها، مما يتيح للطبيب مراقبة نشاط الصفائح الدموية بشكل لحظي وتخصيص العلاج وفقًا لاستجابة كل مريض.

وأشار الفريق إلى أن بعض المرضى قد يعانون من تجلط متكرر رغم تناول أدوية مضادة للصفيحات، في حين قد يعاني آخرون من نزيف مفرط بسبب استجابتهم المفرطة للدواء نفسه.

وأكد هيروسي أن هذه التقنية تمثل خطوة مهمة نحو الطب الشخصي في علاج أمراض القلب، حيث يمكن تعديل العلاجات بناءً على سلوك الصفائح الدموية لكل فرد بدلاً من اتباع نهج موحد لجميع المرضى.

يذكر أن تخثر الدم هو عملية حيوية تساعد على وقف النزيف عند الإصابة، حيث تتجمع الصفائح الدموية لتكوين جلطة تمنع فقدان الدم. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي تكون جلطات دموية غير طبيعية أو مفرطة إلى انسداد الأوعية الدموية، ما يسبب أمراضًا خطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية. لذلك، يُعد رصد نشاط الصفائح الدموية أمرًا حاسمًا لتشخيص ومتابعة أمراض القلب والأوعية الدموية، وكذلك لضبط جرعات الأدوية المضادة للتخثر.

وتقليديًا، كان تقييم تخثر الدم يتطلب إجراءات معقدة وغالبًا ما يكون غازيًا أو جراحيًا، مما يحمل مخاطر ومضاعفات للمريض. ومع التطور التكنولوجي، ظهرت تقنيات غير جراحية تعتمد على تحليل الدم خارج الجسم، لكنها لم توفر القدرة على مراقبة النشاط في الوقت الحقيقي أو تحليل السلوك الدقيق للصفائح الدموية.

وفي السنوات الأخيرة، دخل الذكاء الاصطناعي وتقنيات التصوير عالية السرعة كأدوات قوية لتعزيز دقة التشخيص ومتابعة الحالات، مما يمهد الطريق نحو طب شخصي يراعي اختلاف استجابة كل مريض للعلاج. تطوير تقنيات مثل تقنية “تقسيم التردد المتعدد” (FDM) مع الذكاء الاصطناعي يعد نقلة نوعية تساهم في تحسين رصد تخثر الدم وتقليل المخاطر المرتبطة بالأمراض القلبية.

The post اختراق ياباني.. تقنية فريدة لرصد «تخثر الدم» بدقة دون جراحة appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.