أعلنت مصادر حكومية مصرية عن توجه رسمي لزيادة أسعار الغاز الطبيعي المورد للقطاع الصناعي، خاصة قطاع الأسمدة الذي يُعتبر من أكبر المستهلكين للطاقة في البلاد.
وتأتي الخطوة في إطار برنامج إعادة هيكلة دعم الطاقة الذي تسعى الحكومة من خلاله إلى توجيه الدعم لمستحقيه الحقيقيين وتقليل فجوة الأسعار المحلية مع أسعار السوق العالمية.
تفاصيل الزيادة وآليات التطبيق
كشف موقع “القاهرة 24” عن أن الحكومة تدرس حالياً تطبيق زيادة تدريجية على أسعار الغاز بهدف تخفيف الأعباء على المصانع وضمان قدرتها التنافسية في الأسواق المحلية والدولية، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الاستيراد التي تصل إلى ملياري دولار شهريًا خلال أشهر الصيف.
ومن المتوقع أن ترتفع الأسعار بحوالي دولار واحد لكل مليون وحدة حرارية، بدءًا من يوليو 2025، مما سيجعل سعر الغاز لصناعة الأسمدة الأزوتية يقترب من 5.5 دولار، فيما يصل سعر الغاز المستخدم في صناعة الأسمدة غير الأزوتية والحديد والصلب إلى 6.75 دولار، ويبلغ 13 دولارًا لقطاع الأسمنت.
سياق الزيادة: إعادة هيكلة الدعم وتأثيراتها
تأتي هذه الزيادة بعد زيادات سابقة في يونيو الماضي، شملت رفع سعر المتر المكعب للغاز المنزلي بمقدار جنيه واحد، بنسبة تتراوح بين 20% و33% حسب الشرائح، ليصل السعر إلى ما بين 4 و6 جنيهات للمتر المكعب.
تسعى الحكومة من خلال برنامج إعادة هيكلة دعم الطاقة، الذي بدأ منذ 2014 بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، إلى توجيه الدعم إلى الفئات الأكثر احتياجًا وتقليل الاعتماد على استيراد الغاز الذي ارتفع في 2024 إلى 7 مليارات دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 9.5 مليار دولار في 2025، نتيجة للطلب الصيفي المتزايد على الكهرباء بنسبة 25%.
تطوير حقول الغاز وتسريع الإنتاج
في خطوة موازية لتعزيز الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، أعلنت وزارة البترول المصرية عن تسريع وتيرة تطوير حقل “النرجس” الضخم في شرق المتوسط، الذي يحتوي على احتياطي يقدر بـ4 تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
ويتعاون في تطوير الحقل كل من شركة “شيفرون” الأمريكية و”إيني” الإيطالية، حيث تملك كل منهما 45% من الحصة، إضافة إلى شركة “ثروة” المصرية بحصة 10%. من المتوقع أن يبدأ الإنتاج الأولي في الربع الأول من 2026، مما سيساعد في تلبية الطلب المحلي المتزايد وتعزيز صادرات الغاز عبر محطات الإسالة في دمياط وعيدكو بطاقة 2.1 مليار قدم مكعب يوميًا.
التحديات الاقتصادية المرتبطة بقطاع الطاقة
يشكل دعم الغاز والكهرباء نحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر، بما يعادل حوالي 15 مليار دولار سنويًا، وهو ما يضع ضغطًا كبيرًا على المالية العامة للدولة. ويرى الخبراء أن برنامج إعادة هيكلة الدعم يمثل خطوة ضرورية لتحقيق استدامة اقتصادية على المدى الطويل، مع ضمان حماية الفئات الضعيفة.
ماذا يعني هذا للمستهلكين والصناعات؟
المستهلكون المنزليون: من المتوقع أن تظل أسعار الغاز المنزلي مستقرة نسبيًا، مع استمرار الدعم الموجه للأسر منخفضة الدخل.
القطاع الصناعي: سيشهد زيادات تدريجية تؤثر على تكاليف الإنتاج، خاصة في الصناعات كثيفة الاستهلاك مثل صناعة الأسمدة، الحديد، والصلب، والأسمنت.
الاقتصاد الوطني: تعزيز إنتاج الغاز الطبيعي محليًا من حقول مثل النرجس سيساهم في تقليل فاتورة الاستيراد، ويدعم خطط التصدير، مما يدعم الاقتصاد المصري بشكل عام.
The post ارتفاع أسعار الغاز في مصر.. كيف ستتأثر الصناعات الكبرى والأسواق؟ appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.