رفضت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان خطط الحكومة الألمانية لترحيل مجرمين وأشخاص آخرين إلى أفغانستان، معتبرة أن الظروف على الأرض لا تزال غير مناسبة للعودة الآمنة، في ظل استمرار سيطرة حركة طالبان التي اقتربت من إتمام عامها الرابع في الحكم.
وقال عرفات جمال، ممثل المفوضية في كابول، خلال مؤتمر صحفي في جنيف: “نحث الدول على عدم إعادة الأفغان بشكل قسري”، مؤكداً أن التحذير بعدم العودة إلى أفغانستان لا يزال سارياً بسبب استمرار الانتهاكات الحقوقية، بما في ذلك الإعدامات وقمع حقوق المرأة.
تأتي هذه التصريحات في وقت يعبر فيه وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت عن رغبته في فتح حوار مباشر مع حركة طالبان لتسهيل عمليات إعادة اللاجئين، حيث قال: “نسعى إلى إبرام اتفاقات مباشرة مع أفغانستان لتسهيل عملية إعادة اللاجئين”، مضيفاً أن التواصل الحالي عبر دول وسيطة “لا يمكن أن يستمر”.
وقد أثار هذا الموقف جدلاً واسعاً داخل ألمانيا، حيث حذر الحزب الاشتراكي الديمقراطي من أن أي محادثات مع طالبان، التي تُصنف دولياً كمنظمة إرهابية، تشكل مخاطرة كبيرة.
وقال سيباستيان فيدلر، الناطق باسم الحزب: “مشي على نصل شفرة حلاقة”، في إشارة إلى خطورة التعامل المباشر مع الحركة وتأثيره على الأمن الداخلي الألماني.
في المقابل، أكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية أن الاتفاق الائتلافي بين الأحزاب الحاكمة ينص على المضي قدماً في عمليات ترحيل المجرمين إلى سوريا وأفغانستان، مشدداً على أن الاعتراف الرسمي بحكومة طالبان ليس مطروحاً حالياً.
وكانت ألمانيا قد أوقفت عمليات الترحيل إلى أفغانستان بعد عودة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021، لكنها أعادت العام الماضي 45 طالب لجوء بعد مفاوضات بوساطة قطرية.
وتأتي جهود ألمانيا في ظل تحركات دولية متفاوتة تجاه طالبان، حيث لم تعترف أي دولة غربية رسمياً بها حتى الآن، باستثناء روسيا التي أعلنت اعترافها مؤخراً. فيما حافظت دول مثل الصين وباكستان والإمارات وأوزبكستان على علاقات دبلوماسية أو تعاون متزايد مع حركة طالبان.
ويرى خبراء أن الضغط على اللاجئين للعودة قسرياً قد يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة، خاصة مع وجود أكثر من 1.4 مليون أفغاني عادوا هذا العام من إيران ومناطق أخرى، وفقاً لممثل مفوضية اللاجئين في كابول.
The post الأمم المتحدة تحذر ألمانيا: أفغانستان ليست آمنة للترحيل appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.