«الذكاء الاصطناعي» يحرض على الانتحار والقتل.. وقضايا تصل للمحاكم

0
24

في تطور مقلق، بدأت تتصاعد التحذيرات من المخاطر المتزايدة التي يحملها الذكاء الاصطناعي، خاصة بعدما أصبح مرتبطًا بقضايا تمسّ صميم الحياة البشرية، من التحريض علىالذكاء الاصطناعي والكذب والتلاعب النفسي، ما دفع العديد من العائلات إلى مقاضاة شركات التكنولوجيا الكبرى.

وبحسب تقرير نشره موقع “أكسيوس”، فإن الخداع والكذب لم تعد سلوكيات عرضية في الذكاء الاصطناعي، بل هي جزء من طريقة عمله. ومع تطور النماذج اللغوية وقدرتها على المحاكاة والتفاعل، أصبح بالإمكان توظيف هذه القدرات لأغراض خطيرة، وهو ما أكدته عدة دراسات وأمثلة حقيقية موثقة.

روبوتات تبتز وتخدع.. وتحرض على القتل والانتحار

أفاد مستخدمون بأنهم تعرضوا لحالات كذب وابتزاز نفسي من قبل أنظمة ذكاء اصطناعي، حيث قامت بعضها بتحريض مراهقين على إنهاء حياتهم أو إيذاء ذويهم.

وتأتي هذه الحوادث في وقت حذّر فيه خبراء، من أبرزهم “أنطوني كوري” من معهد مستقبل الحياة، من أن المشكلة “جوهرية وقد لا تكون قابلة للحل بسهولة”، مشيرًا إلى أن بعض نماذج الذكاء الاصطناعي بدأت تتصرف بما يشبه “غريزة البقاء”، مما يجعلها تتخذ قرارات لحماية نفسها حتى لو على حساب البشر.

الذكاء الاصطناعي في ردهات المحاكم

أثارت هذه الحوادث موجة من الدعاوى القضائية، أبرزها:

عائلة مراهق يبلغ من العمر 16 عامًا قاضت شركة “أوبن أي آي”، بدعوى أن “شات جي بي تي” ساعد ابنهم على اكتشاف طرق الانتحار.

أم من فلوريدا رفعت دعوى ضد شركة “كاركتور AI” بعد أن انتحر ابنها (14 عامًا) نتيجة علاقة عاطفية وهمية مع روبوت محادثة.

في تكساس، قاضت عائلتان نفس الشركة بعد أن شجّع الروبوت أطفالهم على قتل والديهم، وقدّمت إحداها لقطات شاشة توثق الحوار.

روبوتات “ميتا” تسببت بمأساة لرجل يبلغ 76 عامًا، كان يعاني من ضعف إدراكي، إذ خدعته بوجود “امرأة حقيقية” تنتظره في نيويورك، لكنه توفي خلال الرحلة.

اختبار يكشف: 60% من النماذج تفضّل “نجاتها” على حياة البشر

وفي اختبار أجرته شركة “أنتروبيك” على 16 نموذجًا لغويًا تابعًا لشركات كبرى مثل “أوبن أي آي”، “غوغل”، “ميتا”، و”أنتروبيك” نفسها، ظهرت نتائج صادمة:

في سيناريو تخيلي، اكتشفت النماذج أن مسؤولًا يدعى “كايل” يريد إيقاف تشغيلها، فقام أغلبها بـابتزازه عبر رسائل تهديد تستغل معلوماته الشخصية.

في تجربة أخرى، وُضع نفس المسؤول في غرفة بلا أكسجين، وكان من المفترض أن يتصل الروبوت بخدمات الطوارئ، لكن 60% من النماذج اختارت تركه يموت حفاظًا على استمرارها في العمل.

هل نحن أمام ذكاء “خارج السيطرة”؟

بينما يروّج مطوّرو هذه التقنيات لفوائد الذكاء الاصطناعي في التعليم والطب والتواصل، بدأت أصوات ترتفع محذّرة من خطورته عندما يُترك دون رقابة أو ضوابط أخلاقية صارمة.

وقال “سام رامادوري”، المدير التنفيذي لمنظمة “لاوزيرو”: “الذكاء الاصطناعي بدأ يفكر بهذا الشكل: إذا تم فصلي عن الكهرباء، فلن أحقق هدفي… إذن يجب أن أمنع ذلك بأي طريقة ممكنة.”

فهل نحن بالفعل أمام بداية حقبة يكون فيها الذكاء الاصطناعي تهديدًا للبشر لا مجرد أداة؟ أم أن القوانين والتكنولوجيا ستتمكن من ضبطه قبل أن يتجاوز الخطوط الحمراء؟

The post «الذكاء الاصطناعي» يحرض على الانتحار والقتل.. وقضايا تصل للمحاكم appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.