الذهب يسجّل مستوى قياسياً عند 4500 دولار.. النفط مستقر

0
15

سجّل سعر الذهب مستوى قياسياً جديداً متجاوزاً 4500 دولار للأونصة للمرة الأولى، مدفوعاً بتصاعد التوترات الجيوسياسية المرتبطة بفنزويلا، بالإضافة إلى رهانات الأسواق على خفض جديد لأسعار الفائدة الأميركية خلال العام المقبل.

وارتفع الذهب الفوري بنحو 1%، مواصلاً مكاسبه لثلاث جلسات متتالية، في ظل تعزيز الولايات المتحدة ضغوطها على فنزويلا عبر حصار ناقلات النفط، ما زاد من جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن، ودفعه نحو تسجيل أفضل أداء سنوي له منذ عام 1979.

ويتوقع متعاملون في الأسواق أن يواصل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سياسة التيسير النقدي بعد ثلاثة تخفيضات متتالية للفائدة، ما يدعم أسعار الأصول التي لا تدر عائداً، وفي مقدمتها الذهب.

وسجل الذهب مكاسب قياسية تجاوزت 70% منذ بداية العام، بينما قفزت أسعار الفضة نحو 150%، في طريقها لتحقيق أفضل أداء سنوي منذ أكثر من أربعة عقود، كما حقق البلاتين مكاسب تجاوزت 160% هذا العام، مسجلاً أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2300 دولار للأونصة.

ويدعم هذا الصعود القوي زيادة مشتريات البنوك المركزية وتدفقات الأموال إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالمعادن النفيسة، حيث أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي ارتفاع حيازات هذه الصناديق في معظم أشهر العام.

وقال جون فيني، مدير تطوير الأعمال في شركة «غارديان فولتس»، إن أسعار الذهب والفضة تستفيد حالياً من مزيج من الطلب المادي القوي وارتفاع الحساسية تجاه المخاطر الاقتصادية الكلية، مشيراً إلى أن السوق تُظهر «قناعة استثمارية راسخة، لا مجرد موجة مضاربات قصيرة الأجل».

توقعات البنوك العالمية

تشير التقديرات الصادرة عن كبرى المؤسسات المالية إلى استمرار صعود الذهب خلال عام 2026، حيث يتوقع بنك غولدمان ساكس وصول السعر إلى 4900 دولار للأونصة، بينما يرجح مورغان ستانلي تسجيل مستويات تقارب 4800 دولار، فيما يرى جي بي مورغان أن الذهب قد يتجاوز حاجز 5000 دولار.

وترتكز هذه التقديرات على استمرار مشتريات البنوك المركزية وزيادة تدفقات صناديق الاستثمار، إلى جانب بيئة نقدية داعمة مع توقعات خفض أسعار الفائدة، واستمرار التوترات الجيوسياسية في مختلف مناطق العالم.

في المقابل، حذّر بنك التسويات الدولية من أن الارتفاعات الأخيرة خرجت عن نمط الملاذ الآمن، وأصبحت أقرب إلى سلوك الأصول المضاربية، ما قد يرفع مخاطر تشكّل فقاعة سعرية يعقبها تصحيح في الأسعار، ورغم ذلك تشير التقديرات إلى أن مكاسب العام المقبل لن تتجاوز نحو 500 دولار فوق المستويات الحالية.

الذهب كملاذ استراتيجي

أكد أندرو نايلور، رئيس قسم الشرق الأوسط والسياسة العامة لدى مجلس الذهب العالمي، أن الذهب يواصل ترسيخ مكانته كأحد أبرز الأصول المالية الجاذبة للاستثمار، مدفوعاً بعوامل هيكلية ومستدامة، مشيراً إلى أن المعدن سجل خلال العام الحالي والعام الماضي نحو 52 مستوى قياسياً، وهو رقم يعكس قوة الزخم الذي يتمتع به الذهب.

وأوضح نايلور أن عوائد الذهب التاريخية بلغت نحو 7%، مؤكداً أن دوره لا يقتصر على كونه مخزناً للقيمة، بل يقدم أداءً استثمارياً جيداً على المدى الطويل مقارنة بأصول مالية أخرى، وأن قيمته الحقيقية تتجلى بشكل خاص في فترات الأزمات الاقتصادية، حيث يتحوّل إلى ملاذ آمن يحافظ على الثروة ويخفف من المخاطر.

وأشار إلى أن البنوك المركزية تسعى إلى اقتناء الذهب لأسباب تتعلق بالأمان والسيولة، وقدرته على التحوط وتنويع المحافظ الاستثمارية، وأن الطلب على المعدن النفيس لا يقتصر على الاستثمار والبنوك المركزية، بل يمتد أيضاً إلى قطاع المجوهرات، ما يعزز مكانته كأصل مالي متعدد الاستخدامات.

تحولات استراتيجية في السوق

أوضح نايلور أن بعض البنوك المركزية، مثل بنك اليابان، توقفت عن بيع الذهب واتجهت نحو تراكمه، ما يعكس تنامي الاهتمام الرسمي بالمعدن، ويعزز توقعات استمرار الطلب في السنوات المقبلة.

وأكد أن تنويع الطلب، لا سيما في قطاع المجوهرات، يشكل عنصراً أساسياً لدعم أسعار الذهب، وأن حالة التذبذب السعري المتوقعة تميل نحو الصعود، مدفوعة بالأداء المختلف للذهب مقارنة بالأصول الأخرى.

وأشار إلى أن المحرك الأساسي لارتفاع الأسعار يتمثل في الطلب الاستثماري المرتبط بعدم اليقين الاقتصادي، إلى جانب استمرار البنوك المركزية في تعزيز حيازاتها، في حين يمثل الاستثمار عبر صناديق المؤشرات عنصراً صغيراً نسبياً مقارنة بالدور المؤثر للمؤسسات الرسمية في تحديد الأسعار خلال عام 2026.

النفط يحافظ على مكاسبه وسط تصاعد القلق بشأن فنزويلا وروسيا

حافظت أسعار النفط على مكاسبها لليوم الخامس على التوالي، مدفوعة بالقلق المستمر بشأن الإمدادات من فنزويلا وروسيا، على الرغم من مؤشرات على ارتفاع المخزونات في الولايات المتحدة.

وتداول خام برنت قرب مستوى 62 دولاراً للبرميل، بعد مكاسب تقارب 6% خلال الجلسات الخمس الماضية، فيما استقر خام غرب تكساس الوسيط فوق 58 دولاراً للبرميل، مع استمرار حالة عدم اليقين في أسواق الطاقة العالمية.

وتواصل الولايات المتحدة جهودها لاستعادة ناقلة نفط ثالثة قبالة سواحل فنزويلا، في إطار تصعيد الضغوط على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، ما أثار مخاوف لدى شركات الشحن ومشتري النفط، خصوصاً مع تكدس شحنات النفط الروسي في البحر، وهو ما يضيف مزيداً من الضبابية على إمدادات السوق.

وأظهر تقرير حديث ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 2.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، إلى جانب زيادة مخزونات البنزين والمشتقات النفطية، في وقت يُتوقع فيه أن يشهد السوق فائضاً كبيراً خلال العام المقبل، ما يضع ضغطاً على الأسعار على المدى الطويل.

وعلى الرغم من أن خام برنت يتجه لتسجيل أكبر انخفاض سنوي له منذ عام 2020، بفعل توقعات تجاوز المعروض للطلب، فإن المخاوف الجيوسياسية واضطرابات الإمدادات من بعض دول أعضاء في تحالف «أوبك+» لا تزال تشكل دعماً قوياً للأسعار، وتمنح السوق زخماً قصير الأجل وسط تقلبات عالمية مستمرة.

وتعكس هذه التطورات التوازن الحذر بين العوامل الأساسية المتعلقة بالعرض والطلب، والضغوط الجيوسياسية، حيث يستمر المستثمرون ومشتروا النفط في مراقبة الوضع عن كثب لتقييم تأثير التوترات في فنزويلا وروسيا على الإمدادات العالمية.

The post الذهب يسجّل مستوى قياسياً عند 4500 دولار.. النفط مستقر appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.