في تصعيد غير مسبوق، وجهت جماعة “العصائب الحمراء” المنضوية ضمن الجيش السوري، رسالة تحذيرية حادة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، باللغتين العربية والعبرية، محذّرة من رد دموي في حال إقدام إسرائيل على إيذاء الرئيس السوري أحمد الشرع.
وجاء في نص الرسالة: “بسم الله الرحمن الرحيم. إلى نتنياهو ابن اليهودية، والله الذي لا إله غيره، إن آذيتم الرئيس السوري أحمد الشرع، ستتحول أرض الشام إلى أنهار من الدماء.”
في السياق، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأربعاء، أن بلاده تسعى لخفض التوتر في سوريا، معرباً عن استعداد واشنطن لـمساعدة السوريين في استعادة الاستقرار بعد أسابيع من التصعيد الأمني والعسكري في البلاد.
وأوضح ترامب في تصريح مقتضب أن هناك “سوء فهم” بين الطرفين السوري والإسرائيلي، مشيراً إلى أنه تواصل مع الجانبين في مسعى لنزع فتيل الأزمة.
وقال: “نتطلع إلى تهدئة الأوضاع في سوريا، وسنقوم بدورنا في دعم الحلول التي تضمن استقرار المنطقة وحقوق شعوبها”.
بيان ناري من الزعيم الروحي الموحدين الدروز حكمت الهجري بعد إعلان اتفاق وقف النار في السويداء
عبّر الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، حكمت الهجري، مساء الأربعاء، عن رفضه لاتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، مؤكداً ضرورة استمرار القتال حتى تحرير كامل المحافظة من “العصابات”، واصفاً ذلك بواجب وطني وإنساني وأخلاقي لا تهاون فيه.
وقال الهجري: “من يسلّم سلاحه فهو في عهدتنا ولن يُهان أو يُنكّل به، لأن هذا من شيمنا وأخلاقنا”، مشدداً على عدم وجود أي تفاوض أو اتفاق مع “العصابات” التي تسمي نفسها حكومة، محذراً من محاسبة من يتواصل معهم.
وجاء في البيان توجيه تحية خاصة إلى أهل السويداء وشبابها الذين وصفهم بالأبطال المدافعين عن الأرض والعرض والدين، مشدداً على ضرورة مواصلة التصدي لهذه الجماعات الإرهابية التي ارتكبت «أبشع الجرائم من قتل وسرقة ونهب وحرق البيوت والمشافي ودور العبادة دون تمييز».
وأكد الهجري على «ضرورة الاستمرار في الدفاع المشروع والقتال حتى تحرير كامل تراب المحافظة من هذه العصابات، واعتبر ذلك واجباً وطنياً وإنسانياً وأخلاقياً لا مجال للتهاون فيه»، ودعا بقية المسلحين إلى إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم لشباب السويداء، مؤكداً أن من يفعل ذلك سيكون في عهدتهم ولن يُهان أو يُنكّل به.
وأشار البيان إلى أن «أي جهة أو شخص يقوم بالتواصل أو الاتفاق مع هذه العصابات المسلحة من طرف واحد سيكون عرضة للمحاسبة القانونية والاجتماعية»، محذراً من الخروج عن الموقف الموحد.
في المقابل، أعلن الزعيم الدرزي الشيخ يوسف جربوع، الأربعاء، التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية يشمل وقف العمليات العسكرية وإنهاء مظاهر السلاح خارج الدولة، وعودة الجيش إلى ثكناته، وضمان الاندماج الكامل لمحافظة السويداء ضمن الدولة السورية.
وأشار جربوع إلى تشكيل لجنة مراقبة من الدولة والمشايخ للتحقق من الانتهاكات وتأمين طريق دمشق – السويداء، مؤكداً على ضرورة عودة سلطة الدولة، ومشدداً على احترامه لموقف الهجري لكنه أكد أن لا أحد يملك احتكار السلطة الروحية في السويداء، وأن خيارهم الوحيد هو حقن دماء أبناء المحافظة.
وتأتي هذه التطورات بعد مواجهات دامية استمرت لأيام بين عشائر وفصائل محلية، أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص، تلتها دخول القوات الحكومية إلى المدينة ذات الغالبية الدرزية للسيطرة والإشراف على وقف إطلاق النار.
مصادر سورية رسمية نقلت عن وزارة الداخلية إعلان التوصل لاتفاق جديد لوقف إطلاق النار في السويداء، مع نشر حواجز أمنية واندماج المدينة بشكل كامل ضمن الدولة السورية.
الداخلية تنشر بنود اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء: اندماج كامل في مؤسسات الدولة وضمان حقوق المواطنين
أعلنت وزارة الداخلية السورية، تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، والذي يأتي في إطار المساعي الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار وضمان اندماج المحافظة الكامل ضمن الدولة السورية، مع الحفاظ على حقوق جميع المواطنين.
بنود الاتفاق كما نشرتها الوزارة:
الوقف الفوري والشامل للعمليات العسكرية، ومنع أي تصعيد أو هجوم على القوات الأمنية أو حواجزها.
تشكيل لجنة مراقبة مشتركة تضم ممثلين عن الدولة والمشايخ للإشراف على تنفيذ وقف النار وضمان الالتزام به.
نشر حواجز أمنية رسمية للشرطة الداخلية، بمشاركة عناصر من أبناء السويداء، داخل المدينة ومحيطها.
تكليف أبناء المحافظة من الضباط والعناصر الشرفاء بالمهام القيادية والتنفيذية في إدارة الملف الأمني.
حماية الممتلكات العامة والخاصة، واحترام حرمة المنازل والمدنيين.
تنظيم السلاح الثقيل خارج إطار الدولة بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع، ومراعاة خصوصية السويداء الاجتماعية والدينية.
التأكيد على السيادة الكاملة للدولة السورية واستعادة كل مؤسسات الدولة وتفعيلها ميدانياً في السويداء.
إعادة تفعيل المؤسسات الحكومية في كافة مناطق المحافظة وفقاً للقانون السوري.
ضمان الحقوق الكاملة لجميع المواطنين، وتعزيز العدالة والمساواة والسلم الأهلي بين مكونات المجتمع.
تشكيل لجنة لتقصي الحقائق والتحقيق في الجرائم والانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها وتعويض المتضررين وفق القانون.
تأمين طريق دمشق – السويداء وحماية المسافرين عليه.
توفير الخدمات الأساسية فوراً مثل الكهرباء والمياه والمحروقات والرعاية الصحية.
العمل على إطلاق سراح المعتقلين وكشف مصير المغيبين خلال الأحداث الأخيرة.
تشكيل لجنة تنفيذية مشتركة لمتابعة تطبيق بنود الاتفاق بدقة وفعالية.
وأكدت وزارة الداخلية أن هذا الاتفاق يمثل خطوة هامة في بناء الثقة بين أبناء السويداء والدولة السورية، ويهدف إلى عودة الأمن وضمان وحدة البلاد، مشددة على أن أهالي السويداء سيبقون جزءاً أساسياً من سوريا الموحدة والقوية.
أكسيوس: لا أدلة استخبارية على تورط الحكومة السورية بارتكاب فظائع في السويداء
كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي، نقلاً عن مسؤول رفيع في إدارة واشنطن، أن المعلومات الاستخبارية المتوفرة لا تشير إلى تورط الحكومة السورية في ارتكاب فظائع بمحافظة السويداء، نافياً المزاعم المتداولة بشأن مسؤولية دمشق عن الانتهاكات الأخيرة في المنطقة.
وأكد المسؤول أن الساعات المقبلة قد تشهد تصعيداً خطيراً قد يقوّض التقدم نحو اتفاقية أمنية جديدة بين سوريا وإسرائيل، لافتاً إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب جدّدت طلبها لإسرائيل بوقف الغارات الجوية على الأراضي السورية، في ضوء المخاوف من تدهور إضافي في الأوضاع.
وأشار المصدر إلى أن تصرفات إسرائيل تتأثر بالضغط الداخلي من أبناء الطائفة الدرزية، ما يدفع تل أبيب إلى التصعيد العسكري، رغم التحذيرات الأمريكية من مغبة تعقيد المساعي السياسية. وأضاف: “طلبنا من الجانب الإسرائيلي التوقف عن التصعيد بهدف فتح الطريق أمام محادثات مباشرة بين دمشق وتل أبيب”.
الإمارات ترحب بوقف إطلاق النار في السويداء وتدين الغارات الإسرائيلية على سوريا
رحبت دولة الإمارات بإعلان وقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوب سوريا، مؤكدة أهمية التهدئة وحماية المدنيين، ودعمها للجهود الرامية لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأدانت الإمارات التصعيد الخطير في جنوب سوريا والغارات الإسرائيلية، معربة عن رفضها التام لانتهاك سيادة سوريا وتهديد أمنها واستقرارها.
وجددت وزارة الخارجية تأكيد موقف الدولة الثابت بدعم استقرار سوريا وسيادتها على كامل أراضيها، ووقوفها إلى جانب الشعب السوري، ودعم كافة المساعي لتحقيق الأمن والسلام والتنمية والتعايش السلمي.
وليد جنبلاط: إسرائيل لا تحمي أحداً وتدمير مبنى وزارة الدفاع السورية لا علاقة له بالدروز
شدّد الزعيم الدرزي اللبناني والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، على أن تدمير مبنى وزارة الدفاع السورية لا يمت بصلة لحماية أبناء الطائفة الدرزية، رافضاً أي ربط بين الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على دمشق وأحداث السويداء.
وفي تصريحات أدلى بها لقناة “الجديد”، دعا جنبلاط الرئيس السوري أحمد الشرع إلى عقد مؤتمر وطني جامع يفتح الطريق أمام حل سياسي شامل في السويداء، مؤكداً أن إسرائيل لا تحمي أحداً، بل تسعى لإشاعة الفوضى وتشويه التاريخ العربي المشرقي للطائفة الدرزية.
وقال جنبلاط: “لا بد من تسليم السلاح الثقيل، ولا يمكن أن يبقى بيد الفصائل في السويداء”، داعياً إلى ضبط السلاح ضمن إطار الدولة السورية بعد إتمام المصالحة، معبّراً عن رفضه لما وصفه بـ”التردد” في تصريحات بعض الرئاسات الروحية للطائفة الدرزية، مشدداً على ضرورة وقف التحريض والانخراط في مسار التسوية الوطنية.
كما حذّر من مغبة الانخداع بالخطاب الإسرائيلي، قائلاً: “يجب ألا نقع في الفخ الإسرائيلي، فإسرائيل تسعى للفوضى ولا علاقة لها بحماية أحد”، معلناً رفضه القاطع لأي نداءات للتدخل الخارجي بذريعة حماية الدروز في سوريا.
رئيس لبنان: ندين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا وندعو لحماية سيادتها
أدان رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون، مساء الأربعاء، الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والتي طالت مواقع حساسة في العاصمة دمشق ومقار حكومية، معتبراً إياها “انتهاكاً صارخاً” لسيادة دولة عربية شقيقة.
وأكد عون أن هذه الهجمات تمثل خرقاً واضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، محذراً من أن استمرار التصعيد الإسرائيلي يُهدد أمن المنطقة واستقرارها بشكل خطير.
وفي بيان رسمي، أعرب الرئيس اللبناني عن تضامن بلاده الكامل مع الجمهورية العربية السورية، شعباً ودولة، مشدداً على أن لبنان يحرص على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وسلامها الأهلي.
ودعا عون المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته، والتحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات، مطالباً باستخدام كل الوسائل الدبلوماسية للضغط على إسرائيل لاحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
الجامعة العربية تدين “بلطجة” إسرائيل في سوريا وتدعو لوقف فوري للهجمات
أعربت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن إدانتها الشديدة للغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على سوريا، والتي طالت مقر هيئة الأركان في دمشق ومحيط القصر الرئاسي، واصفةً هذه الأفعال بأنها “اعتداء صارخ” على سيادة دولة عربية عضو في الجامعة والأمم المتحدة.
واعتبرت الجامعة أن هذه الهجمات تمثل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي واستهانة بالقواعد الناظمة للنظام الدولي، مشددة على أن “بلطجة الاحتلال الإسرائيلي” لا يمكن القبول بها أو تمريرها من قبل المجتمع الإقليمي أو الدولي.
وفي بيان رسمي، طالبت الجامعة بـالوقف الفوري لهذه الاعتداءات، محذّرة من أنها تسعى إلى “زرع الفوضى في سوريا، واستغلال أحداث السويداء الأخيرة”، والتي كانت السلطات السورية قد وصفتها بأنها “أعمال مشينة” وتعهدت بالتحقيق فيها ومحاسبة المتورطين.
وأكدت الجامعة تضامنها الكامل مع الجمهورية العربية السورية، داعية الحكومة السورية إلى العمل السريع لنزع فتيل الفتنة واحتواء الاحتقان عبر الحوار الوطني، بما يضمن إشراك جميع مكونات الشعب السوري ضمن إطار الدولة الواحدة.
تركيا تدين الهجمات الإسرائيلية على سوريا وتؤكد تمسكها بوحدة الأراضي السورية
أدان نائب الرئيس التركي جودت يلماز بشدة الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، معتبراً أنها تشكل تهديداً مباشراً لسيادة سوريا واستقرار المنطقة، مؤكداً أن تركيا ستواصل الدفاع بحزم عن وحدة الأراضي السورية وسيادتها.
وفي تصريح له مساء الأربعاء، قال يلماز إن “الهجمات الإسرائيلية على سوريا لا تستهدف فقط سيادتها، بل أيضاً الأمن الإقليمي برمته”، مشدداً على أن بلاده ترفض “الموقف العدواني الإسرائيلي الذي يسعى إلى تقويض السلام الإقليمي والقانون الدولي”.
وأضاف نائب الرئيس التركي أن انطلاق جهود إعادة الإعمار في سوريا بعد سنوات طويلة من الاضطرابات يمثل خطوة حاسمة للسوريين ولأمن المنطقة، مؤكداً أن أي محاولات لتخريب هذه الجهود ستكون بمثابة تهديد مباشر للاستقرار.
وأشار إلى أن تركيا، التي تنتهج سياسة خارجية قائمة على السلام والاستقرار، لن تتهاون في دعم سيادة سوريا وسلامة شعبها الشقيق، داعياً في ختام تصريحه المجتمع الدولي وكل القوى المعنية إلى احترام سيادة سوريا ودعم القانون الدولي.
The post السويداء تحترق.. أكثر من 300 قتيل والسلطة السورية تسيطر وسط رفض درزي appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.