إنجاز علمي غير مسبوق، حيث أعلن فريق من العلماء الصينيين عن تطوير تقنية جديدة تُعرف باسم “LoongX“، تتيح للمستخدمين تحرير الصور الرقمية باستخدام إشارات الدماغ فقط، دون الحاجة إلى أي تفاعل جسدي أو لغوي.
وتُعد هذه التقنية قفزة نوعية في مجال واجهات الدماغ-حاسوب (Brain-Computer Interface)، وتفتح آفاقاً واسعة أمام الأشخاص الذين يعانون من إعاقات حركية أو فقدان القدرة على النطق.
وتعتمد “LoongX” على قراءة وتحليل مجموعة معقدة من المؤشرات الحيوية، تشمل نبضات الدماغ، وتدفق الدم في مناطق محددة من المخ، ومعدل ضربات القلب، بالإضافة إلى حركات الرأس والعين، ويقوم النظام بترجمة هذه المؤشرات العصبية والفيزيولوجية إلى أوامر رقمية، تُنفّذ من خلالها التعديلات المطلوبة على الصور بدقة لافتة.
ويعمل النظام عبر قاعدة بيانات ضخمة تضم آلاف تسجيلات إشارات الدماغ، تم جمعها أثناء تخيل المستخدمين لتغييرات معينة على الصور مثل تغيير الخلفية، أو إزالة عناصر، أو تعديل الألوان، وتُستخدم هذه البيانات لتدريب وحدات معالجة متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تقوم بفهم النوايا الذهنية وتحويلها إلى أوامر تحرير دقيقة.
ووفقًا للتجارب التي أجراها الفريق البحثي، أظهرت “LoongX” قدرة مذهلة على تنفيذ أوامر التحرير بنسبة دقة مرتفعة تقارب دقة الأوامر النصية التقليدية، بل وتتجاوزها في بعض الحالات عند الدمج مع إشارات صوتية أو أوامر لفظية بسيطة.
تمكين غير مسبوق لذوي الإعاقة
تمثل هذه التقنية بارقة أمل حقيقية لملايين الأشخاص حول العالم الذين يعانون من إعاقات تمنعهم من استخدام الأجهزة التقليدية، فبفضل “LoongX”، يمكن للمستخدم إنشاء محتوى مرئي وتحرير الصور فقط عبر التفكير والتركيز الذهني، ما يمنح ذوي الإعاقة أداة إبداعية قوية لا تحتاج إلى يد أو صوت.
ويتوقع الخبراء أن تمتد تطبيقات هذه التقنية مستقبلًا إلى مجالات متعددة، منها تصميم الألعاب، الإنتاج الإعلامي، الطب النفسي، وحتى التفاعل مع البيئات الافتراضية والواقع المعزز، كما يرى محللون أن هذه التكنولوجيا تمهّد الطريق نحو تطوير واجهات تواصل كاملة بين الدماغ والآلة، ما قد يغير مستقبل التفاعل الإنساني مع التقنية.
ورغم أن النظام لا يزال في مرحلة الاختبار، إلا أن نتائجه حتى الآن تشير إلى قدرة هذه التقنية على إحداث ثورة في مفاهيم الإبداع الرقمي، خصوصًا في مجال تحرير الصور، والتصميم، والتواصل البصري.
الصين تقود سباق واجهات الدماغ-حاسوب
بهذا الابتكار، تؤكد الصين موقعها الرائد في سباق التقنيات العصبية، في وقت يشهد فيه العالم تسارعًا متزايدًا في تطوير حلول متقدمة لدمج الذكاء الاصطناعي بإشارات الدماغ، وهو مجال يُتوقع أن تتجاوز استثماراته العالمية حاجز 10 مليارات دولار بحلول 2030.
The post الصين تُبهر العالم.. تقنية تقرأ أفكارك وتحرر صورك! appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.