اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الولايات المتحدة بشن “عدوان شامل” على بلاده، نافياً أن تكون الأحداث الأخيرة بين البلدين مجرد “توترات” عابرة، في ظل تصاعد التحركات العسكرية الأميركية قرب الكاريبي.
وقال مادورو خلال مؤتمر صحفي حضره كبار القادة العسكريين ومسؤولون حكوميون إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحاول تبرير ما وصفه بـ”هجوم إجرامي” عبر تعزيز وجودها العسكري في جنوب الكاريبي بذريعة مكافحة المخدرات.
وأضاف: “هذا ليس توتراً، بل عدوان بوليسي وسياسي ودبلوماسي وعسكري مستمر يستهدف فنزويلا بشكل كامل”.
وأكد الرئيس الفنزويلي أيضاً غياب أي تواصل مباشر مع واشنطن، مشدداً على أن بلاده تواجه “تحديات خطيرة” نتيجة السياسات الأميركية، التي يرى أنها تهدد أمن فنزويلا واستقرارها.
فيما ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى احتمال توسيع نطاق العمليات العسكرية ضد عصابات تهريب المخدرات لتشمل الطرق البرية، بعد نجاح الضربات الأمريكية على قوارب تهريب المخدرات في البحر الكاريبي.
وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن ترامب أشار إلى انخفاض عدد القوارب في المنطقة منذ أول عملية استهدفت قارباً فنزويلياً محملاً بالمخدرات في وقت سابق من الشهر الجاري.
وأضاف أن عصابات المخدرات ما زالت تهرّب المخدرات برا، مؤكداً إمكانية توسيع العمليات لتشمل الطرق البرية، موضحاً أن مجرد الحديث عن هذا الإجراء قد يكون رادعاً كافياً لمنع المحاولات المستقبلية.
وجاءت هذه التصريحات عقب الضربة الثانية التي نفذتها القوات الأمريكية يوم الاثنين ضد عصابة فنزويلية حاولت تهريب شحنات مخدرات إلى الولايات المتحدة، وأسفرت عن مقتل ثلاثة من أفراد العصابة.
وكان أصدر مادورو أوامر بنشر 25 ألف عنصر من القوات المسلحة الوطنية على الحدود مع كولومبيا، وكذلك على سواحل الكاريبي والمحيط الأطلسي، لتعزيز “مجموعات الاستجابة السريعة التشغيلية التكتيكية” وحماية السيادة الوطنية.
وكتب مادورو على حسابه في “تلغرام”: “لقد أمرت بنشر 25 ألف رجل وامرأة من قواتنا الوطنية البوليفارية المجيدة لتعزيز وحدات الاستجابة السريعة على الحدود مع كولومبيا، وعلى الساحل الكاريبي والأطلسي لولايات نويفا إسبارتا وسوكريه ودلتا أماكورو”، مؤكداً أن الهدف الرئيسي من هذه التعبئة هو “الدفاع عن السيادة الوطنية والكفاح من أجل السلام”.
وتزامنت هذه التطورات مع تقارير إعلامية أميركية، بينها شبكة “سي إن إن”، تحدثت عن أن واشنطن تدرس خيارات عسكرية قد تشمل شن ضربات على أهداف داخل فنزويلا، وهو ما زاد من حدة التوترات في المنطقة التي وصفتها وسائل إعلام بأنها “صفيح ساخن”.
وأعلن الجيش الفنزويلي من جانبه رفع حالة التأهب القصوى، وتشديد الإجراءات الأمنية في المناطق الحدودية والمواقع الاستراتيجية، تحسباً لأي “حوادث محتملة” وسط مخاوف من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة مفتوحة.
The post الكاريبي يشتعل.. فنزويلا تعلن التعبئة الكاملة لمواجهة التهديدات الأمريكية appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.