أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت أن اليهود يقتلون الفلسطينيين يومياً في الضفة الغربية (يهودا والسامرة)، متهمًا جماعة المستوطنين اليمينيين المتطرفين المعروفة بـ”شبان التلال” بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، معتبراً أن هذه الجماعة تحظى بدعم رسمي داخل إسرائيل.
جاء ذلك خلال مقابلة مع القناة 13 العبرية، حيث وصف أولمرت أن جماعة “شبان التلال”، التي تأسست عام 1998 وتتبنى فكرة إقامة “دولة يهودية” على كامل “أرض إسرائيل الكبرى” بعد طرد الفلسطينيين، ليست مجرد أقلية هامشية كما يحاول البعض تصويرها، بل هي جماعة مؤثرة مدعومة بشكل مباشر وغير مباشر، ما يفسر استمرار هجماتها المتكررة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
“شبان التلال” تمثل ذراعًا شبابيًا متطرفًا داخل المستوطنات، وينتمي معظم أعضائها لبؤر استيطانية ترفض الإخلاء، ويُعتقد أن هذه الجماعة هي النواة الأولى التي انطلقت منها مجموعات “تدفيع الثمن” التي تنفذ اعتداءات متكررة على الفلسطينيين.
في سياق متصل، أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير مؤخراً تأسيس وحدة شرطية جديدة من المستوطنين المتطوعين تهدف إلى تعزيز “السيادة الإسرائيلية” في الضفة الغربية المحتلة، مما يُعد تصعيدًا واضحًا لدعم الحكومة الإسرائيلية للمتطرفين في المنطقة.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الهجمات الاستيطانية التي شهدتها الضفة الغربية مؤخرًا، ففي يوم الجمعة الماضية، قتل مستوطنون فلسطينيين اثنين في بلدة سنجل شمال رام الله، أحدهما نتيجة ضرب مبرح والآخر بإطلاق نار، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
على الصعيد الدولي، فرضت الولايات المتحدة في أكتوبر 2024 عقوبات على “شبان التلال” بسبب تأسيسها بؤرًا استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية، لكن محللين وصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” وصفوا هذه العقوبات بأنها غير فعالة بسبب عدم وجود تنظيم رسمي للجماعة، فيما سبق للاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وأستراليا فرض عقوبات مماثلة.
وفي تصريحات سابقة خلال مايو 2024، أكد أولمرت أن إسرائيل لا ترتكب جرائم حرب في قطاع غزة فقط، بل تمتد الانتهاكات إلى الضفة الغربية أيضًا بوتيرة يومية، محذرًا من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة “تقارب جريمة حرب” بسبب القتل الواسع للأطفال والنساء والجنود الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، ووصف الحرب الحالية بأنها “حرب بلا هدف”.
وتأتي هذه التصريحات وسط استمرار التصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية واعتداءات المستوطنين إلى مقتل ما لا يقل عن 998 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 7 آلاف واعتقال نحو 18 ألفًا، وفق بيانات فلسطينية، بينما تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، ما تصفه منظمات أممية بأنها إبادة جماعية في غزة منذ أكتوبر 2023، خلفت نحو 196 ألف قتيل وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال.
The post بدعم حكومي إسرائيلي.. أولمرت يتهم جماعة «شبان التلال» بارتكاب جرائم حرب في الضفة appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.