نصب محتجون إسرائيليون من ذوي المحتجزين في قطاع غزة، خياماً أمام مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس، تعبيراً عن رفضهم استمرار الحرب التي تهدد حياة أقاربهم المحتجزين لدى حركة حماس.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، جرى تنظيم الاحتجاج للضغط على الحكومة من أجل وقف خطة السيطرة على مدينة غزة، محذرين من أن هذه الخطوة قد تعني “موت من تبقى من أبنائهم”، وانتشرت الشرطة الإسرائيلية بكثافة في محيط منزل نتنياهو، وفرضت طوقاً أمنياً بقطر 300 متر لمنع اقتراب المحتجين.
وأعرب منتدى يمثل أقارب الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، الثلاثاء، عن قلقه العميق إزاء تقارير بدء عملية استيلاء إسرائيلية على مدينة غزة، مشيرًا إلى أن مرور 710 ليال على الأسر يجعل هذه الليلة ربما الأخيرة لهم.
واتهم المنتدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتضحية بالرهائن لأسباب سياسية، متجاهلًا تقييمات قادة الجيش والأجهزة الأمنية.
وتزامنت الاحتجاجات مع تقارير إعلامية أميركية كشفت أن الجيش الإسرائيلي بدأ هجوماً برياً واسع النطاق على مدينة غزة بهدف السيطرة عليها، وهو ما أكدته وسائل إعلام فلسطينية التي تحدثت عن تنفيذ 37 غارة جوية خلال 20 دقيقة فقط، إلى جانب قصف مدفعي مكثف وتفجير روبوتات مفخخة داخل أحياء المدينة.
نقاش محتدم في مكتب نتنياهو حول العملية البرية في غزة وسط توتر بين السياسيين والعسكريين
كشف تقرير إسرائيلي عن نقاش عاصف جرى في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تميز بتوتر شديد بين المستوى السياسي والعسكري، على خلفية العملية البرية المتوقعة في مدينة غزة وتعثر مفاوضات الأسرى.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الاجتماع حضره وزراء ومسؤولون كبار في الأجهزة الأمنية، حيث انتقد نتنياهو تسريب معلومات حول العملية، مؤكداً: “توقفوا عن تسريب المعلومات ضد العملية. لقد اتخذنا القرار وعليكم تنفيذه”.
في المقابل، أعرب رئيس الأركان الجنرال إيال زامير عن مخاوف جدية بشأن العملية، محذراً من زيادة الخطر على الرهائن، ودعا المستوى السياسي إلى الإسراع في دفع صفقة الأسرى.
ووجه زامير اللوم إلى رئيس الموساد ووزير الشؤون الاستراتيجية على عدم تحركهما الكافي لإنجاز الصفقة، مطالباً بـ”استنفاد الاتصالات لإبرام صفقة”.
ورد الوزير ديرمر بحزم، مؤكداً أن تقديرات زامير خاطئة وأن حماس لا تزال مهتمة بالمفاوضات، مع استمرار دور قطر كوسيط رغم محاولة الاغتيال الأخيرة في الدوحة.
وأشار النقاش إلى أن العملية البرية في غزة قد تكلف ثمناً باهظاً، مع احتمال مقتل عشرات الجنود، بينما اعتبر نتنياهو أن العملية ستزيد الضغط على “حماس” وتؤدي إلى حسم المعركة.
قبل “ساعة الصفر” لغزو غزة.. خلافات حادة بين قادة الجيش والسياسة وإجراءات إسرائيلية لحماية الأسرى
كشف تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن توترات حادة بين القادة العسكريين والسياسيين في إسرائيل قبيل العملية البرية المخطط لها لمدينة غزة، والمعروفة باسم “مركبات جدعون ب”.
وأشار التقرير إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير عرض أمام لجنة فرعية سرية في الكنيست تفاصيل العملية المتوقعة، معبراً عن مخاوف جدية بشأن “اليوم التالي” وما سيترتب على السيطرة على مناطق واسعة في غزة، بما يشمل حكمًا عسكريًا محتملًا ومسؤولية الجيش عن السكان.
ولفت زامير إلى عدة مخاطر في خطة الغزو المختارة، بينها تهديد حياة الجنود والأسرى، وصعوبة إجلاء المدنيين، إضافة إلى القضايا المتعلقة بالشرعية الدولية، مؤكدًا أن الجيش سينفذ التعليمات السياسية رغم تحفظاته. كما انتقد خطة توزيع المساعدات الإنسانية التابعة لصندوق المساعدة الأمريكي (GHF)، واصفاً إياها بالفشل.
وفيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين المحتجزين في غزة، أشار الجيش الإسرائيلي إلى عدم وجود يقين كامل بشأن سياسة حماس تجاههم عند اقتراب القوات، واعتمد على مفهوم “منطقة إطلاق النار بالتنسيق فقط” لضمان حماية الرهائن أثناء العمليات.
وأوضحت الصحيفة أن الاستعدادات للمرحلة البرية اكتملت مع تمركز مئات الآليات الهندسية وكتائب النظامية حول المدينة، مع توقع نزوح الآلاف من المدنيين جنوباً. وأكد التقرير أن الجيش مستعد لمواجهة أي هجمات محتملة من “حماس” خلال عمليات الإخلاء.
وفي سياق متصل، وجهت عائلات الأسرى نداءً عاجلاً لفريق المفاوضات ولأجهزة الأمن لحماية حياتهم ومنع فقدان رفات القتلى، بينما شدد نتنياهو على مواصلة العملية مع التركيز على إنقاذ الرهائن.
الأمم المتحدة تحذر من تداعيات إنسانية مروعة جراء الهجمات الإسرائيلية في شمال غزة
حذرت الأمم المتحدة من آثار إنسانية خطيرة نتيجة الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة في شمال قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن “التصعيد الدموي للهجوم العسكري الإسرائيلي خلال عطلة نهاية الأسبوع يترك أثراً مروعاً على المدنيين الذين يعانون من الجوع والظروف القاسية”، مشدداً على ضرورة حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والالتزام بالقانون الدولي.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن آلاف النازحين فرّوا عبر طريق الرشيد، المنفذ الوحيد نحو جنوب القطاع، في ظل استمرار القصف العنيف.
وأوضح المكتب أن نحو 70 ألف شخص نزحوا جنوباً خلال الأيام الأخيرة، معظمهم إلى دير البلح وخان يونس، فيما بلغ عدد النازحين من شمال القطاع إلى جنوبه خلال الشهر الماضي نحو 150 ألف شخص.
وأشار المفوض العام لوكالة “الأونروا”، فيليب لازاريني، إلى أن 10 من مباني الوكالة في مدينة غزة تعرضت للقصف خلال الأيام الأربعة الماضية، بينها 7 مدارس وعيادتان كانتا تستخدمان كملاجئ لآلاف النازحين، محذراً من أن تكثيف الغارات سيؤدي إلى موجات نزوح جديدة للمدنيين المرهقين.
وتأتي هذه التطورات في ظل الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي أودت بحياة نحو 65 ألف فلسطيني، وأصابت نحو 165 ألفاً آخرين، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة.
بن غفير: نتنياهو قضى ليلة بلا نوم ويجب تعليق محاكمته لحين حسم الحرب في غزة
قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إن استمرار محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ظل العمليات العسكرية الجارية في غزة أمر “لا يُطاق”، داعيًا إلى تعليق المحاكمة حتى انتهاء الحملة العسكرية.
وفي منشور له عبر منصة “إكس”، أوضح بن غفير أن نتنياهو اضطر للإدلاء بشهادته صباح اليوم في المحكمة بعد ليلة بلا نوم، بسبب انشغاله ببدء الحملة على غزة مساء أمس، معتبرًا ذلك نتيجة “ضغط الدولة العميقة” لاستمرار إجراءات المحاكمة رغم الوضع الأمني الحرج.
وأشار إلى أن محاكمات أخرى في إسرائيل، كقضية رونال فيشر وروث ديفيد، استمرت أكثر من 10 سنوات، معتبراً أنه بالإمكان تأجيل محاكمة نتنياهو إلى ما بعد انتهاء الحرب، واصفًا الجلسات الحالية بأنها “وهمية”.
The post تصاعد الغضب في إسرائيل.. أسر المحتجزين ينصبون الخيام قرب منزل نتنياهو appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.