تشهد محافظة السويداء جنوب سوريا تصعيدًا خطيرًا، مع تجدّد الاشتباكات المسلحة بين مقاتلين من العشائر العربية وفصائل درزية، رغم إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار قبل أيام، وسط حالة توتر أمني متواصلة منذ أكثر من أسبوع.
وبحسب مصادر إعلامية، فإن الاشتباكات تركزت على تخوم مدينة السويداء، حيث تشهد المنطقة حالة من الفوضى والانقسام، في ظل وجود شرطة وزارة الداخلية منذ التوصل إلى وقف إطلاق النار، وبدء تنفيذ بنود الاتفاق الأمني الهش.
بدورها، نفت مصادر أمنية مطلعة لقناة الإخبارية السورية صحة ما يتم تداوله عن دخول قوات وزارة الداخلية لفض النزاع في السويداء.
في المقابل، أعلنت القبائل العربية في سوريا “النفير العام” الخميس، دعماً لما قالت إنه دفاع عن عشائر البدو في السويداء، متهمةً ميليشيا تابعة لرجل الدين الدرزي الشيخ حكمت الهجري بارتكاب “جرائم قتل وتهجير وإحراق منازل”، وهو ما نفته مصادر درزية، مؤكدة أن التحركات القبلية “محاولة لاجتياح المحافظة تحت غطاء عشائري”.
وقالت مصادر محلية إن قوات العشائر دخلت فعليًا مدينة السويداء من جهتها الشمالية على طريق دمشق، بعد سيطرتها على عدد من القرى والبلدات أبرزها بلدة المزرعة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر عشائري أن عدد المقاتلين تجاوز 50 ألفًا، مع وصول تعزيزات من مناطق شرق سوريا ومحافظة حلب.
وأكد المصدر أن 41 قبيلة وعشيرة تشارك في القتال، تمثل – بحسب وصفه – “نحو 70% من النسيج السكاني السوري”، في حين تستعد قبائل عربية من العراق والأردن ولبنان للانضمام للمعركة، بعد مناشدات وجهت إلى ملك الأردن عبد الله الثاني وشيوخ عشائر الأنبار العراقية.
في تطور موازٍ، أفادت “العربية/الحدث” فجر الجمعة بأن طائرات مسيّرة إسرائيلية نفذت ضربات على أطراف السويداء، وذلك بالتزامن مع تصاعد حدة التوتر. وذكرت المصادر أن إسرائيل طلبت من الحكومة السورية الانسحاب من الجنوب السوري فورًا، محذّرة من أنها “لن تسمح بتوسيع التواجد العسكري السوري قرب الحدود الشمالية”.
في خضم الأزمة، عقد وزراء خارجية 11 دولة عربية وإسلامية مشاورات مكثفة في الرياض، ضمّت السعودية، الإمارات، الأردن، البحرين، العراق، تركيا، قطر، سلطنة عمان، لبنان، مصر، والكويت. وأكد البيان الختامي أن “أمن سوريا واستقرارها يمثلان ركيزة للأمن الإقليمي”، مع رفض أي تدخل خارجي أو تقسيم.
في السياق، تلقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالاً من الرئيس السوري أحمد الشرع، عبّر فيه عن دعم بلاده “للإجراءات المتخذة لاحتواء التصعيد في السويداء”، وأدان “الاعتداءات الإسرائيلية السافرة” على الأراضي السورية.
أما في واشنطن، فقد أدانت الخارجية الأميركية بشدة العنف الدائر في السويداء، داعية إلى “تحقيق شفاف ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات”، مع التشديد على حماية المدنيين ووقف التصعيد الطائفي والعشائري.
وبحسب تقارير حقوقية وميدانية، تجاوز عدد القتلى 100 شخص خلال الأيام الماضية، في حين جرى تهجير عشرات الآلاف من المدنيين، وسط تسجيل حالات إحراق ممنهج للمنازل. وقد اعتبر مراقبون أن الاشتباكات المتجددة تعكس هشاشة التفاهمات السياسية والأمنية في الجنوب السوري، في ظل غياب تسوية شاملة ترضي جميع الأطراف.
The post تصعيد أمني في السويداء.. تجدد الاشتباكات بين العشائر والدروز رغم وقف إطلاق النار appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.