تمتلك 90 رأساً نووياً.. ماذا نعرف عن ترسانة إسرائيل النووية؟

0
28

بعد أعقاب الهجوم الإسرائيلي الأخير على المنشآت النووية الإيرانية، والذي تزامن مع تعهدات صريحة من تل أبيب بمنع طهران من تطوير أسلحة دمار شامل، عادت الترسانة النووية الإسرائيلية لتتصدر النقاشات الدولية مجددًا، رغم محاولات إسرائيل المستمرة لإبقاء هذا الملف غامضًا وسريًا.

وتُقدر التقارير أن إسرائيل تمتلك ما بين 80 إلى 90 رأسًا نوويًا، وفقًا لتقارير اتحاد العلماء الأميركيين ومعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).

ولا تقتصر القدرات على الرؤوس النووية فقط، بل تشمل وسائل إيصال متعددة مثل الصواريخ الباليستية، المقاتلات الحربية، وربما غواصات نووية مجهزة بأسلحة نووية، ما يمنح إسرائيل قدرة ردع استراتيجية واسعة.

ويُعتبر مفاعل ديمونة النووي، الذي أُنشئ سرًا في خمسينيات القرن الماضي بدعم فرنسي، حجر الأساس في هذا البرنامج، الذي تتبع إسرائيل فيه سياسة “الردع بالغموض”— إذ ترفض تأكيد أو نفي وجود ترسانة نووية بشكل رسمي.

“إنكار غير قابل للتصديق”

يرى الخبراء أن إسرائيل تعتمد سياسة لا تُسمى غموضًا، بل “إنكارًا غير قابل للتصديق”. حيث يقول جيفري لويس، خبير الشؤون النووية في معهد ميدلبوري: “كنا نسميه غموضًا، لكنه في الواقع إنكار صريح لكنه غير منطقي.”

كما يؤكد جون إيراث من مركز ضبط التسلح ومنع الانتشار أن هذا التكتم يهدف لإبقاء خصوم إسرائيل في حالة من عدم اليقين، مما يعزز من قوة الردع ويجعل أي اعتداء ضدها محفوفًا بالمخاطر.

خارج معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية

رغم عضويتها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا تُعد إسرائيل من الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) التي تمنع انتشار الأسلحة النووية.

ويعود ذلك إلى رفض تل أبيب التخلي عن ترسانتها النووية المحتملة، خصوصًا وأن المعاهدة تعترف رسميًا فقط بخمس دول نووية تمتلك هذه الأسلحة قبل عام 1967.

فضيحة مردخاي فعنونو: كشف المستور

ظل البرنامج النووي الإسرائيلي طي الكتمان حتى عام 1986، عندما كشف مردخاي فعنونو، الفني السابق في مفاعل ديمونة، وثائق وصورًا سرية للصحافة البريطانية. هذا الكشف شكل إحراجًا كبيرًا لإسرائيل، مما أدى لسجن فعنونو 18 عامًا، معظمها في الحبس الانفرادي.

وفي مقابلة بعد خروجه من السجن، قال فعنونو: “لم أشعر أنني خنت، بل كنت أحاول إنقاذ إسرائيل من محرقة جديدة.”

هل يشعل سباق تسلح نووي في المنطقة؟

يرى الخبراء أن سياسة الغموض النووي الإسرائيلية تشكل عقبة كبيرة أمام جهود إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، مما يزيد من احتمالية تصاعد التوترات.

وفي ظل الهجوم الأخير على إيران، حذر جون إيراث من أن هذه الضربات قد تدفع طهران إلى تعزيز قدراتها النووية كرد فعل، مما قد يدفع المنطقة إلى مسار خطير من سباق التسلح.

دوافع تاريخية وأبعاد استراتيجية

تعود جذور البرنامج النووي الإسرائيلي إلى ما بعد تأسيس الدولة في 1948، حيث كان هدف القادة ضمان تفوق استراتيجي دائم بعد المحرقة، لتجنب وقوع أي كارثة مماثلة.

وفي وثيقة أميركية رفعت عنها السرية عام 1969، تعهدت إسرائيل بعدم استخدام السلاح النووي أولاً في الشرق الأوسط، لكن هذا التعهد ظل غامضًا وغير قابل للتحقق.

إسرائيل تُعلن قصف مفاعل آراك النووي في تصعيد خطير مع إيران

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الخميس، أن سلاح الجو نفّذ هجومًا مباشرًا على منشأة آراك النووية الواقعة جنوب العاصمة الإيرانية طهران، في تصعيد جديد ضمن سلسلة من الضربات التي تستهدف البرنامج النووي الإيراني.

وأوضح الجيش في بيانه أن الضربة الجوية ركزت على المنشأة المخصصة لإنتاج البلوتونيوم، مؤكداً أن الهدف من العملية هو “منع ترميم المفاعل واستخدامه مستقبلاً في تطوير أسلحة نووية”.

ويُعرف مفاعل آراك، الذي يُشار إليه أيضًا باسم IR-40، بأنه مفاعل نووي يعمل بالماء الثقيل تأسس عام 2003، بحسب مؤسسة “تحالف الدفاع عن أنظمة الصواريخ” الأميركية غير الربحية. ورغم أن التصميم الأصلي للمفاعل لا يزال غامضًا، تُرجّح مصادر أن شركات أجنبية، بينها شركة التصميم الروسية “نيكيت”، ساهمت في بنائه.

ووفق تقارير إعلامية، فإن مفاعل آراك كان يُعتبر من أخطر عناصر البرنامج النووي الإيراني قبل توقيع الاتفاق النووي مع القوى العالمية في يوليو 2015. إذ صُمم لإنتاج البلوتونيوم، وهو مادة انشطارية بديلة لليورانيوم، يمكن استخدامها في تصنيع القنابل النووية.

وفي أعقاب الاتفاق النووي، وافقت طهران على إجراء تعديلات جذرية على تصميم المفاعل، بهدف الحد من إنتاج البلوتونيوم. وبحلول عام 2016، أزالت إيران قلب المفاعل الأصلي وملأت تجاويفه بالخرسانة، وهي خطوة أكدت تنفيذها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

رغم ذلك، حذّرت إسرائيل مرارًا من إمكانية إعادة تفعيل هذا المفاعل وتحديثه، في حال انهيار الاتفاق النووي، وهو ما دفعها على ما يبدو إلى شنّ هذه الضربة.

وبحسب موقع “إيبوك” الإسرائيلي، كان المفاعل في تصميمه الأصلي قادراً على إنتاج ما بين 9 إلى 10 كيلوغرامات من البلوتونيوم سنويًا، وهي كمية كافية لصنع قنبلة أو قنبلتين نوويتين.

في المقابل، نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مصادر مطلعة أن المفاعل كان خارج الخدمة عند تنفيذ الضربة، ولم يكن يحتوي على وقود اليورانيوم، مشيرة إلى أنه لم يتم رصد أي تسرب إشعاعي حتى الآن.

فيما شددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تصريحات سابقة على أن المواقع النووية، حتى وإن كانت غير نشطة، لا يجب أن تكون أهدافًا عسكرية.

The post تمتلك 90 رأساً نووياً.. ماذا نعرف عن ترسانة إسرائيل النووية؟ appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.