أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن واشنطن تجري مفاوضات معمقة مع حركة حماس بهدف إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، مؤكدا أن استمرار احتجازهم سيجعل الوضع “صعبا وسيئا”.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: “نجري مفاوضات معمقة للغاية مع حماس”، مضيفا: “قلنا لهم اتركوهم جميعا الآن، وستكون أمامهم أمور أفضل بكثير، لكن إذا لم يحدث ذلك، فسيكون الوضع صعبا للغاية”.
وأوضح أن بعض مطالب حماس “جيدة”، من دون تقديم تفاصيل إضافية. وتشير التقديرات إلى أن نحو 50 رهينة ما زالوا محتجزين لدى الحركة، بينهم 20 يعتقد أنهم على قيد الحياة، رغم أن ترامب أشار إلى احتمال وفاة بعضهم مؤخرا.
واعتبر الرئيس الأميركي أن الاحتجاجات الواسعة في إسرائيل بشأن ملف الرهائن تضع الحكومة في “موقف صعب”، لافتا إلى أن تحقيق اختراق في هذا الملف يمثل مفتاحا لإنهاء الحرب في غزة، وهي الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية.
في المقابل، تتمسك حماس بمطالبها بإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من القطاع مقابل الإفراج عن الرهائن، بينما يشترط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإفراج الكامل عن جميع الرهائن ونزع سلاح الحركة وفرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة تمهيدا لتشكيل إدارة مدنية بديلة.
وكان أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم السبت، عن إقامة منطقة إنسانية في قطاع غزة، في وقت يواصل فيه الجيش عملياته داخل المدينة في إطار ما وصفه بـ”عملية لحسم حماس”.
وأوضح أدرعي أن المنطقة الإنسانية ستوفر خدمات أفضل للمدنيين الراغبين في مغادرة مدينة غزة، مشيراً إلى تخصيص شارع الرشيد كطريق سريع وآمن يسمح بالخروج بالمركبات دون تفتيش.
كما أشار البيان إلى أن الجيش يجري أعمال ترميم في المستشفى الأوروبي بهدف تمكين تقديم خدمات طبية أفضل للسكان.
وختم أدرعي بيانه بدعوة أهالي غزة إلى اغتنام الفرصة للانتقال إلى المنطقة الإنسانية في وقت مبكر، والانضمام إلى آلاف المدنيين الذين انتقلوا إليها بالفعل.
مسؤولون إسرائيليون يحذرون من مخاطر العملية البرية في غزة على حياة الأسرى
حذر مسؤولون أمنيون إسرائيليون، من المخاطر الكبيرة التي قد تواجه حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، مع استمرار العملية البرية التي أطلقتها تل أبيب لاحتلال مدينة غزة.
وأشاروا إلى أن العملية قد تستمر لعدة أشهر، وبحد أدنى ثلاثة أشهر، وسط توقعات بتصعيد شامل في القصف والعمليات البرية.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن المسؤولين، دون الكشف عن هوياتهم، قولهم إنه من “المستحيل ضمان عدم تعرض المحتجزين للأذى” خلال العملية العسكرية في المدينة.
وأضافوا أن الجيش سيواصل خلال الأسبوع المقبل قصف ما وصفوها بـ”الأهداف النوعية” داخل غزة تمهيداً للدخول البري الذي من المتوقع أن يستمر شهوراً.
وأشار المسؤولون إلى احتمال قيام حركة حماس بنقل الأسرى الإسرائيليين داخل المدينة بشكل متعمد، بهدف التأثير على مجريات العملية العسكرية.
وجاء ذلك في وقت بدأت فيه إسرائيل مرحلة جديدة من القصف المكثف للمباني العالية في مدينة غزة، التي تؤوي أعداداً كبيرة من النازحين الفلسطينيين، بعد ساعات من إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس فتح ما وصفه بـ”أبواب الجحيم”.
كما ألقى الجيش الإسرائيلي مناشير تطلب من سكان مناطق في جباليا شمال غرب غزة النزوح جنوباً عبر “شارع الرشيد” و”وادي غزة”، تمهيداً لتوسيع العمليات نحو الغرب.
يُذكر أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد أقرت في 8 أغسطس خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة تدريجياً، تبدأ بتهجير سكان مدينة غزة نحو الجنوب، في خطوة من شأنها تصعيد التوتر ورفع المخاطر على المدنيين والأسرى على حد سواء.
تنديد عربي واسع بتصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين عبر معبر رفح
نددت دول عربية، بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تحدث فيها عن تهجير الفلسطينيين عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، واعتبرتها محاولة لتكريس الفوضى وانتهاكاً صريحاً للقانون الدولي.
وجاءت التصريحات خلال مقابلة لنتنياهو مع قناة “أبو علي إكسبرس” على منصة تيلغرام، حيث قال: “هناك خطط مختلفة لإعادة إعمار غزة، لكن نصف السكان يريدون الخروج من غزة، هذا ليس طرداً جماعياً”، وأضاف أن فتح معبر رفح ممكن لكنه سيُغلق فوراً من قبل مصر، مؤكداً أن “الحق في الخروج من غزة هو حق أساسي لكل فلسطيني”.
رداً على ذلك، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً شديد اللهجة أعربت فيه عن استهجانها البالغ للتصريحات، مؤكدة أن القاهرة “لن تكون أبداً شريكة في هذا الظلم أو بوابة للتهجير، وأن هذا الأمر يمثل خطاً أحمر غير قابل للتغيير”.
ودعت مصر إلى “وقف إطلاق النار في غزة، وانسحاب إسرائيل من القطاع، وتوفير الدعم الدولي لتمكين السلطة الفلسطينية الشرعية من العودة إلى غزة، بما في ذلك على المعابر”.
كما جددت مصر رفضها التام لتهجير الفلسطينيين تحت أي مسمى، سواء قسرياً أو طوعياً، معتبرة أن استمرار استهداف المدنيين والبنية التحتية في القطاع يهدف إلى إجبار الفلسطينيين على المغادرة.
في المقابل، قال مكتب نتنياهو إن وزارة الخارجية المصرية “تفضل سجن سكان غزة الذين يريدون مغادرة منطقة الحرب ضد إرادتهم”، في خطوة أثارت مزيداً من التوتر الدبلوماسي.
على الصعيد الخليجي، وصف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي تصريحات نتنياهو بأنها “دعوة علنية لارتكاب جريمة تطهير عرقي، وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية”.
وأدانت وزارة الخارجية السعودية التصريحات واعتبرتها “انتهاكاً جسيماً للقوانين والمبادئ الدولية وأبسط المعايير الإنسانية”، مؤكدة دعمها الكامل لمصر في هذا الصدد.
في السياق نفسه، قالت وزارة الخارجية الكويتية إن تصريحات نتنياهو تمثل “تعدياً صارخاً على حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق وغير قابلة للتصرف، وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”، ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن للعمل على إنهاء الإبادة والعقاب الجماعي الذي يتعرض له الفلسطينيون، والوقف الفوري لسياسات التجويع وتوسيع المستوطنات.
وكان هاجم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مجدداً، مصر، زاعماً أنها “تفضل سجن سكان غزة داخل القطاع”، وذلك في أول رد على تصريحات القاهرة الرافضة لأي تهجير للفلسطينيين من القطاع.
وادعى المكتب، في بيان، أن “وزارة الخارجية المصرية تفضل أن تُبقي سكان غزة داخل القطاع رغماً عنهم، بينما هناك من يريد الخروج من منطقة الحرب”.
وأضاف البيان أن نتنياهو تحدث عن “الحق الإنساني الأساسي لكل شخص في اختيار مكان سكنه، وأن هذا الحق قائم في كل وقت، وخاصة في زمن الحرب”.
The post تنديد عربي بتصريحات نتنياهو.. ترامب: مفاوضات «معمقة للغاية» للإفراج عن رهائن غزة appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.