كشفت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني التقى يوم الثلاثاء في العاصمة الفرنسية باريس وفدًا إسرائيليًا، في إطار مباحثات أمنية رفيعة، تُعدّ الأبرز منذ أكثر من عقدين بين الجانبين.
وأوضحت الوكالة أن اللقاء تم بوساطة أميركية، وتركّز على ملفات أمنية أبرزها خفض التصعيد في الجنوب السوري، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، بالإضافة إلى مراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء.
وأضافت سانا أن النقاشات شملت أيضًا إعادة تفعيل اتفاقية فصل القوات بين سوريا وإسرائيل الموقعة عام 1974، والتي تم بموجبها إنشاء منطقة عازلة في هضبة الجولان المحتلة تحت إشراف الأمم المتحدة. وكانت تل أبيب قد أعلنت مؤخرًا تعليق العمل بالاتفاقية، بعد سيطرتها على المنطقة العازلة وتوغلها في الجنوب السوري خلال الأشهر الماضية.
ورغم تأكيد اللقاء، لم تكشف دمشق عن هوية أعضاء الوفد الإسرائيلي الذين شاركوا في المحادثات.
ويُعد هذا الاجتماع الثاني من نوعه خلال أقل من شهر، بعد لقاء أول جمع الجانبين في يوليو الماضي دون التوصل إلى اتفاق نهائي، لكنهما اتفقا حينها على مواصلة الحوار لتخفيف التوتر في الجنوب.
وفي السياق ذاته، أكد مصدر رسمي سوري لقناة الجزيرة أن اللقاء جرى بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، بحضور المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر مطلعة، لم تسمّها، أن الهدف الرئيسي من الاجتماع كان بحث الترتيبات الأمنية على الحدود السورية–الإسرائيلية.
وكان براك قد أشار سابقًا، عبر منصة “إكس”، إلى أن وزراء سوريين وإسرائيليين بارزين التقوا بالفعل في باريس، ضمن جهود تقودها واشنطن لخفض التوتر، واعتُبر ذلك اللقاء حينها أرفع مستوى تواصل رسمي بين دمشق وتل أبيب منذ أكثر من 25 عامًا، وفقًا لموقع “أكسيوس” الأميركي.
خلفية اللقاءات.. تصعيد في السويداء وتدخل إسرائيلي مباشر
وتأتي هذه اللقاءات غير المسبوقة، في أعقاب اشتباكات عنيفة شهدتها محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في يوليو الماضي، أسفرت عن مقتل المئات.
وبحسب تقارير ميدانية، تدخلت القوات الإسرائيلية عبر غارات جوية دعماً للفصائل الدرزية في مواجهة القوات الحكومية السورية ومقاتلين من العشائر العربية. وامتدت الضربات الإسرائيلية إلى أهداف في دمشق، بما فيها مواقع قريبة من القصر الرئاسي وهيئة الأركان.
وقد أعلنت واشنطن في 19 يوليو الماضي عن اتفاق وقف إطلاق نار بين سوريا وإسرائيل في الجنوب، جاء تتويجًا لأول جولة من اللقاءات الأمنية برعاية أميركية.
الجولان وجبل الشيخ.. تغيّرات في التوازنات
تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية منذ عام 1967، لكنها استغلت الفراغ الأمني عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، لتوسيع نفوذها داخل المنطقة العازلة واحتلال جبل الشيخ الاستراتيجي الواقع على مثلث الحدود بين سوريا ولبنان وإسرائيل.
وتُشير التقارير إلى أن الحكومة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، تحاول ضبط الأوضاع الأمنية وإعادة الاستقرار إلى الجنوب، رغم استمرار الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية، والتي أدّت إلى سقوط ضحايا مدنيين وتدمير منشآت عسكرية.
باراك وطريف يبحثان تهدئة التوترات في السويداء خلال لقاء في باريس
كشف المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، تفاصيل لقائه شيخ عقل الدروز في إسرائيل موفق طريف بالعاصمة الفرنسية باريس، ووصف اللقاء بـ”الودي والمفيد”.
وأشار باراك إلى أن النقاش تناول الوضع في السويداء وسبل تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف، إضافةً إلى تهدئة التوترات وبناء التفاهم.
من جانبه، طالب الشيخ طريف باستمرار وقف النار في المحافظة، وفتح معبر إنساني “درزي – درزي” لتسهيل وصول المساعدات، مؤكداً رفضه لأي اعتداء على الدروز في السويداء وسعيه الدائم نحو السلم.
الأمن السوري يعتقل متورطاً في مجازر جماعية بمحردة
أعلنت قيادة الأمن الداخلي في محافظة حماة عن اعتقال راتب فهد الحسين، أحد أخطر مجرمي الحرب في منطقة محردة.
وأشار العميد ملهم محمود الشنتوت إلى أن الحسين كان يشغل منصب رئيس مفرزة الأمن العسكري في محردة خلال حكم النظام السابق، وارتكب جرائم حرب متعددة استهدفت المدنيين في المناطق الثائرة، أسفرت عن مقتل العشرات في مجازر جماعية.
وأكد العميد أن هذه الخطوة تأتي ضمن الجهود المستمرة لقوى الأمن الداخلي لملاحقة مجرمي الحرب ومحاسبتهم أمام القضاء المختص، مؤكداً أن يد العدالة ستطال كل من تلطخت يده بدماء السوريين.
The post سوريا.. دمشق تكشف تفاصيل لقاء الشيباني مع وفد إسرائيلي في باريس appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.