أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد، تنفيذ استهداف دقيق لقيادي بارز في حزب الله في العاصمة بيروت، وقال إن العملية طالت أبو علي الطبطبائي الذي تصفه مصادر إسرائيلية بالشخصية العسكرية الثانية داخل الحزب.
وذكرت القناة 12 أن الغارة نُفذت في الضاحية الجنوبية واستهدفت مبنى داخل حارة حريك، بينما أكدت إذاعة الجيش أن الهدف هو رئيس أركان الحزب.
وأوضحت القناة 14 أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس صادقا على الهجوم خلال تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق العاصمة، بينما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر إسرائيلي أن الضربة منسقة مع الولايات المتحدة التي صنفت الطبطبائي إرهابيا عام 2016 وقدمت مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار للإدلاء بمعلومات عنه.
وأكد نتنياهو في جلسة حكومته الأسبوعية أن الجيش الإسرائيلي نفذ هجوما ضد أهداف في لبنان، وقال إنه سيمنع حزب الله من إعادة بناء قدراته العسكرية وتشكيل تهديد على إسرائيل، وأضاف أن بلاده مسؤولة عن أمنها وأن قرارات إحباط الهجمات تتخذها القوات العسكرية دون انتظار موافقة أي جهة خارجية.
وأشار كاتس إلى أن إسرائيل ستستمر في العمل بقوة لمنع أي تهديد على سكان الشمال، وقال إن يد كل من يتطاول على إسرائيل ستقطع، وإنه ونتنياهو مصممان على مواصلة سياسة فرض الحد الأقصى في لبنان وفي كل مكان، وإنه لن يُسمح بالعودة إلى واقع ما قبل السابع من أكتوبر.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية يوم السبت أن مقاتلات إسرائيلية بدأت موجة غارات في سهل البقاع ومنطقة النبطية جنوبي لبنان، وقالت إن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بدأت شن ضربات متتالية على أهداف في المنطقتين.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن الغارة على الضاحية تسببت في أضرار واسعة بالمباني والسيارات المحيطة بمنطقة الهجوم.
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى لموقع أكسيوس إن إسرائيل لم تطلع واشنطن مسبقا على الضربة، وأضاف أن الإدارة الأميركية أُخطرت فقط بعد تنفيذ العملية، بينما أوضح أن الولايات المتحدة كانت تعلم منذ أيام أن إسرائيل تستعد لتصعيد عملياتها العسكرية في لبنان، لكنها لم تكن على علم بموعد التنفيذ أو مكانه أو هوية المستهدف.
وفي المقابل، قال مسؤولون إسرائيليون للموقع إن الجيش استهدف علي الطبطبائي داخل منزل آمن في بيروت، وإنه يعد الرجل الثاني من حيث الأهمية العملياتية داخل الحزب.
ويسلط الاستهداف الضوء على شخصية هيثم علي طبطبائي المعروف بكنية أبو علي، وهو أحد أبرز القادة العسكريين داخل حزب الله، ويُشار إليه إعلاميا بالرجل الثاني في هرم القيادة العسكرية.
ويُعد من أبرز الضباط الذين أسهموا في توسع النشاط العسكري للحزب خارج لبنان، وتقول وزارة الخارجية الأميركية إنه تولى قيادة قوات النخبة وشارك في إدارة عمليات الحزب في سوريا، وأشرف على عناصر من قوات خاصة عملت في اليمن ضمن ما تعتبره واشنطن دورا مباشرا للحزب في دعم أنشطة مزعزعة للاستقرار عبر التدريب وتوفير العتاد والخبرات.
وجعل هذا الدور الطبطبائي هدفا أساسيا للولايات المتحدة التي رصدت مكافأة تصل إلى خمسة ملايين دولار لقاء معلومات عنه، وأدرجته في السادس والعشرين من أكتوبر 2016 على لائحة الإرهابيين العالميين بموجب الأمر التنفيذي 13224، وترتب على ذلك تجميد ممتلكاته داخل الولاية الأميركية ومنع أي تعامل مالي معه، بينما يحظر القانون الأميركي تقديم الدعم لحزب الله المصنف منظمة إرهابية أجنبية.
وازداد وزن طبطبائي داخل الحزب خلال عامي 2024 و2025 بعد سلسلة اغتيالات طالت قادة الصف الأول ومنهم حسن نصر الله وهاشم صفي الدين وفؤاد شكر وعدد من قادة قوة الرضوان ومسؤولي الجبهة الجنوبية، وأصبح واحدا من القادة القلائل الذين يمتلكون معرفة تفصيلية ببنية القوة العسكرية وملفات الحزب الخارجية. ويبقى مصيره غامضا حتى اللحظة، بينما يرى مراقبون أن استهدافه يعكس اتساع سباق الاستخبارات لشل ما تبقى من القيادة العسكرية للحزب.
وقال مكتب نتنياهو بعد الغارة على حارة حريك إن المستهدف قاد تعزيز قدرات الحزب العسكرية وتسليحه، وأضاف أن الهجوم نُفذ بناء على توصية وزير الدفاع ورئيس الأركان، وأكد أن إسرائيل مصممة على العمل لتحقيق أهدافها في أي مكان وزمان.
The post لبنان.. إسرائيل تستهدف الرجل الثاني في «حزب الله» داخل الضاحية الجنوبية appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.
