ونحن في الذكرى الثالثة عشر لانتفاضة 17 فبراير، يبرز تساؤلا فحواه: لماذا لا نجد دورا لمعتقلي فبراير في المشهد الليبي رغم مرور كل هذه السنوات؟! ، وللإجابة على هذا التساؤل جدير أن نتعرف على من هم معتقلي 17 فبراير المقصودين هنا، فكما هو في كل الثورات والانتفاضات التي تحدث ضد أنظمة الحكم القائمة، عادة ما يتم اعتقال وحبس الكثير من الناشطين أصحاب الجرأة المبادرين بإظهار امتعاضهم للواقع ، لأنهم يحملون أفكارا للتغيير للأفضل وتتوفر لديهم الرؤية الوطنية الصادقة في تحسين الظروف المعيشية للشعب حرصا على سلامة واستقرار البلد.
في انتفاضة فبراير عام 2011 اعتقل النظام السابق الآلاف من أولئك المبادرين والمساهمين في الانتفاضة، والذين يحملون أفكارا ورؤى للتطوير والتحسين – ويستثنى من ذلك طبعا بعض المعتقلين الذين زج بهم في قضايا لا تنتمي لروح الانتفاضة بشيء – وبعد نجاح الانتفاضة وإطلاق سراحهم، كان منطقيا أن يكون أولئك المعتقلين من المبادرين وحملة الأفكار في بؤرة المشهد، لكن ما حدث كان خلاف ذلك، حيث فضل اغلبهم النأي بأنفسهم إلا قليل منهم، خاصة عندما أدرك الكثيرون أن الانتفاضة قد انحرفت عن مسارها، وركبها كل المتربصين من ذوي الأطماع الشخصية والأجندات بما فيهم من كانوا قيادات ومؤيدين للنظام السابق.
وحيث أن البلد لاتزال تعاني من فوضى سياسية وامنية واقتصادية تتعاظم كل يوم، وبعد مضي 13 عاما كاملة، فإن الموقف يتطلب أن تبث الروح من جديد في أولئك الشرفاء من المعتقلين، الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء الليبيين، ولم تتشوّه نفوسهم بمظاهر الفساد المالي والإداري المستشري الان عبر هياكل كل المؤسسات الليبية، ليعلنوا عن أنفسهم من جديد بغية تصحيح الوضع وإيقاف مسلسل الانهيار المتراكم، وأن يبادروا من جديد لقيادة المشهد الليبي إلى ما يعيد التوازن ويحقق الأهداف السامية لانتفاضة فبراير دون تردد.
لقد دقت ساعة العمل ونادى المنادي أن أفزعوا لوطنكم وأكسروا قيود التهميش والإقصاء التي حاول المتربصون فرضها عليكم ، ومن يتأخر عن هذا النداء سيتحمل حتما المسؤولية التاريخية لإنقاذ ليبيا وسيسجل التاريخ بأنه تقاعس عن نداء الواجب وخذل ليبيا في اصعب الأوقات التي تمر بها، ويكون بذلك قد أساء لنضاله السابق، بل وساهم في انهيار البلد مع المتخاذلين والفاسدين!، إن هذا النداء موجه بالدرجة الأولى لكل مخلص غيور نظيف اليد وعزيز النفس تهمه مصلحة ليبيا وشعبها من المعتقلين الذين بإمكانهم الآن وليس غدا أن يعيدوا العربة لسكتها.
إن منطلق هذا النداء ينبع من أن المعتقلين الصادقين ذوي الرأي والفكر، هم اكثر شجاعة وجرأة وحرصا من غيرهم على مستقبل ليبيا ومصيرها، خاصة وأنهم وبعد كل هذه الفوضى حافظوا على نزاهتهم ولم تغريهم مباهج المال والسلطة التي كانت في متناولهم، فتعفّفوا عنها صدقا وزهدا، ومثل هؤلاء وحدهم من يمكن التعويل عليهم في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ ليبيا، فهل يدرك المعتقلون حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم اليوم ويبادروا قبل فوات الأوان؟!.
The post معتقلو 17 فبراير والدور المفقود! appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.