هل ستفعلها الرياض بدعم المقاومة الفلسطينية أم ستنصاع إلى ضغوط واشنطن للتطبيع مع إسرائيل؟

0
225

الذي يُراقب المشهد السياسي السعودي لا يُمكنه أن يعبر خبر الذي كشف عنه مؤخرا استقبال الرياض خمسة من قادة حركة حماس الفلسطينية والحفاوة المثيرة للانتباه لهم وهم على أراضي المملكة والسماح لهم بأداء العمرة في شهر رمضان الفائت في أبريل2023، والاتصالات التي أجريت آنذاك بين مسؤولين بارزين يعتقد أنهم من الدوائر الأمنية السعودية وليس في المستوى السياسي وطريقة وصيغة الاستقبال أظهرت وجود رغبة في فتح قناة اتصال عمليا خصوصا وأن المعتمرين سئلوا عن احتياجاتهم باسم مكتب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وقد طلب الوفد الفلسطيني الإفراج عن السجناء والمحكومين الفلسطينيين في السجون السعودية، وهي مسألة تم ترتيبها ولكن ببطء شديد، ولكن الدوائر الفلسطينية قرأت (التطبيع السعودي-الإيراني) في مارس2023 في بكين قد تغير الرياض من سياستها مع حركة حماس لاسيما أن الحركة لها علاقات وطيدة مع طهران وهو ما سيؤثر على كل توازنات المنطقة وتنعكس بردود فعل سعودية على الأقل ودية مع حركة حماس للضغط على واشنطن وتل أبيب من أجل التخفيف عليها بعد أن تبنت الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على المملكة للتطبيع مع إسرائيل عبر مندوبها الأول أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي عندما زار المملكة في 6 يونيو 2023 والطلب رسميا من السعودية تطبيع علاقاتها مع إسرائيل وسُربت أخبار بفشل مهمة بلينكن حيث لم تكتفي بذلك واشنطن بل أرسلت مبعوث أمريكي آخر لكن بدرجة أقل من وزير الخارجية وأعادت الطلب من جديد من الرياض للتطبيع مع تل أبيب.

المفارقة هنا لو استثمرت الرياض هذه الاستماتة الأمريكية منها للتطبيع مع حليفتها إسرائيل أن تقوم بزيادة دعمها إلى حركات المقاومة الفلسطينية فإن ذلك سيضرب كل أحلام إسرائيل وواشنطن لجرها إلى التطبيع معا لأن إسرائيل تعيش أزمات عديدة في الداخل الإسرائيلي وأنها ستفقد أهم دولة خليجية في المنطقة السعودية للوقوف معها والانضمام إلى الحلف الخليجي – الإسرائيلي – الأمريكي ضد إيران المعروف بـ(ناتو خليجي – إسرائيلي – أمريكي ضد إيران) مع استغلال الرياض لاستقبال موسكو وفدا قياديا من حركة حماس والمفاوضات التي جرت حول القضية الفلسطينية هذا وفي الوقت نفسه استقبال حكومة الصين وفدا من حماس أيضا الأمر الذي يُعزز القول إنها فرصة لا يمكن أن تُعوض للرياض أن تستغل هذا الملف  لتحسين موقعها الإقليمي والدولي وتعزيزه، وتخفيف الضغوط الأمريكية والإسرائيلية للتورط في ملف التطبيع مع إسرائيل ودعم محور المقاومة الفلسطينية لأنها رأت بأم عينيها ماذا فعلت المقاومة الفلسطينية في عملية (سيف القدس) التي بدأت في 10مايو 2021 بعد أن زلزلت صواريخ المقاومة أقدام إسرائيل وهي تترنح تحت الضربات الصاروخية الماحقة التي نزلت على رؤوس مباني ومقرات الحكومة الإسرائيلية نفسها، واستمرت المعركة حتى 21 مايو 2021 على إثر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والمخططات الإسرائيلية لترحيل سكان حي (الشيخ جراح) في القدس.

The post هل ستفعلها الرياض بدعم المقاومة الفلسطينية أم ستنصاع إلى ضغوط واشنطن للتطبيع مع إسرائيل؟ appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.