هوية أمريكا تحت إدارة ترامب.. اللغة والتاريخ والقيم التقليدية في قلب السياسة

0
41

تشهد الولايات المتحدة تحولاً جوهريًا في تعريف الهوية الوطنية والقيم الأمريكية، تقوده إدارة الرئيس دونالد ترامب، عبر سلسلة من السياسات والإجراءات التنفيذية التي تترجم رؤية حركة “اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” (MAGA) إلى واقع فيدرالي ملموس.

ووفق تقرير وكالة “أكسيوس”، يركز مشروع ترامب على الهوية الأمريكية والحضارة الغربية، مع إعادة النظر في التاريخ الوطني وتحديد من ينتمي إلى أمريكا، وما هي القيم التي يجب الاحتفاء بها وتذكرها.

المبادئ الأساسية لرؤية MAGA

تقدم حركة MAGA تصورًا لأمريكا باعتبارها وريثة الحضارات الأوروبية القديمة، مؤسَّسة على أساس يهودي-مسيحي للهوية البيضاء، والجدارة، والأدوار التقليدية للجنسين، والأسرة النووية.

ويُنظر إلى هذه المبادئ على أنها حقائق عالمية، بينما تُرفض شعارات مثل “أمريكا فكرة” أو “التنوع قوتنا” باعتبارها أفكارًا ليبرالية.

مراجعة المتاحف والمحتوى التاريخي

في إطار حملته ضد سياسات التنوع والمساواة والشمول (DEI)، وجه ترامب مؤسسة “سميثسونيان” بمراجعة المعارض التي قد تتعارض مع المثل الأمريكية من حيث “النبرة والإطار التاريخي”، مع توسع محتمل لتشمل متاحف أخرى في عملية مراجعة شاملة لمواجهة ما يُسمى بالأيديولوجية “المستيقظة”.

فحص التأشيرات ومراجعة الهجرة

أعلنت خدمات الجنسية والهجرة الأمريكية (USCIS) عن فحص المتقدمين للهجرة القانونية بحثًا عن “الأيديولوجيات المعادية لأمريكا”، مع مراجعة مستمرة لحاملي التأشيرات الحاليين البالغ عددهم 55 مليونًا، للتحقق من أي مؤشرات على العداء للولايات المتحدة وثقافتها ومؤسساتها.

معايير جديدة للجنسية

تم توسيع متطلبات “الخلق الحسن” للمتقدمين للجنسية، وربطه بسلوك الفرد والتزامه بالأعراف المجتمعية ومساهماته الإيجابية، إلى جانب جهود وزارة العدل لحظر منح الجنسية بالميلاد لأطفال المهاجرين غير الشرعيين، وإعطاء أولوية لإلغاء تجنيس المواطنين المتجنسين الذين يرتكبون جرائم معينة.

معارك رمزية لتعزيز الهوية

جعل اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية للولايات المتحدة، رافعة إياها من مجرد أداة عملية إلى علامة على الهوية والانتماء.

إعادة الأسماء الكونفدرالية إلى القواعد العسكرية وإعادة بعض النصب التذكارية، معتبرًا أن إزالتها يمحو “الإرث”.

حظر تجنيد الأفراد المتحولين جنسياً في الجيش، بما يتماشى مع معايير الجنسين التقليدية.

تبني سياسة أقسى تجاه اللاجئين، مع استثناء المزارعين البيض في جنوب إفريقيا.

إلزام المباني الفيدرالية الجديدة بالعمارة الكلاسيكية المرتبطة بالتقاليد اليونانية والرومانية والأوروبية.

رد البيت الأبيض والرؤية الرسمية

قالت الناطقة الصحفية المساعدة للبيت الأبيض، آنا كيلي، إن هذه السياسات تعكس رغبة الناخبين – وليس فقط قاعدة MAGA – في إعادة الفخر الأمريكي، وحماية البلاد من التهديدات، واستبدال الأيديولوجية المستيقظة بالحقائق، وتعزيز الثقافة المدنية والهوية الوطنية.

ردود النقاد

يشير النقاد إلى أن مشروع ترامب يقلل من أهمية القيم التي طالما احتفت بها أمريكا، مثل كونها ملاذًا للمهاجرين وأرض الفرص، ويعيد البلاد إلى نموذج يشبه الولايات المتحدة في الخمسينيات، قبل التغييرات الاجتماعية والقانونية الكبرى.

ووفقًا لوكالة “أكسيوس”، يبدو أن ترامب جعل رؤية MAGA أولوية قصوى في ولايته الثانية، مستعيدًا ما تعتبره “أمريكا الحقيقية”، وموجهًا سياساته نحو إعادة القوة إلى من يحبون بلادهم ويؤمنون بتاريخها.

The post هوية أمريكا تحت إدارة ترامب.. اللغة والتاريخ والقيم التقليدية في قلب السياسة appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.