كشف موقع أكسيوس أن الولايات المتحدة قد أرسلت إلى أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مسودة قرار لإنشاء قوة أمنية دولية في غزة لمدة لا تقل عن عامين، تمنح واشنطن ودولا أخرى تفويضا واسعاً لإدارة الأمن والحكم في القطاع خلال هذه الفترة، مع إمكانية التمديد بعد نهاية 2027.
وأكد مسؤول أميركي أن القوة ستكون قوة إنفاذ وليست قوة حفظ سلام، وستضم جنوداً من عدة دول مشاركة، بالتنسيق مع ما يسمى بـ”مجلس السلام” في غزة، الذي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيرأسه حتى نهاية عام 2027 على الأقل.
وبحسب المسودة، ستتولى قوات الأمن الإسرائيلية تأمين الحدود مع إسرائيل ومصر، وحماية المدنيين والممرات الإنسانية، إضافة إلى تدريب قوة شرطة فلسطينية جديدة والمشاركة في مهام نزع السلاح من الجماعات المسلحة غير الحكومية، بما في ذلك حماس، إذا لم تنفذ ذلك طوعا، كما ستبقى القوات الإسرائيلية في غزة خلال فترة انتقالية تتضمن انسحابا تدريجيا من بعض المناطق، بينما تقوم السلطة الفلسطينية بإصلاحات تمكنها من السيطرة على القطاع على المدى الطويل.
وأفادت مصادر إعلامية إسرائيلية بأن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بالدخول إلى غزة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي.
وأشارت الصحف إلى أن واشنطن طالبت بذلك منذ وقت سابق، مع الإقرار بأن الوضع الأمني في بعض مناطق القطاع ما زال خطيرا.
في السياق نفسه، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن فرقها تعمل على حماية نحو 75 ألف نازح في أكثر من 100 مبنى تابع للوكالة، مع تقديم خدمات المياه والصرف الصحي وجمع النفايات والدعم اليومي للنظافة، مشددة على ضرورة السماح بإدخال المساعدات الإنسانية اللازمة لتوفير المأوى والتدفئة للسكان المتضررين.
يأتي ذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي ترامب في 9 أكتوبر الماضي عن اتفاق المرحلة الأولى من “خطة السلام”، التي تضمنت وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل تشكيل إدارة تكنوقراطية دولية تحت إشرافه، دون مشاركة “حماس” أو الفصائل الفلسطينية الأخرى في الحكم.
الأونروا: 75 ألف نازح يحتمون في أكثر من 100 مبنى في غزة، معظمها متضرر ومكتظ
أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم الثلاثاء أن فرقها تعمل بلا كلل للحفاظ على سلامة وكرامة الملاجئ في قطاع غزة.
وأوضحت الوكالة أن نحو 75,000 نازح يحتمون في أكثر من 100 مبنى تابع للأونروا في القطاع، العديد منها متضرر ومكتظ، حيث توفر الوكالة يوميًا خدمات المياه والصرف الصحي وجمع النفايات ودعم النظافة.
وأشارت الأونروا إلى أن إسرائيل تمنع إدخال الإمدادات الحيوية اللازمة لتوفير المأوى والتدفئة، رغم الحاجة الملحة إليها، مؤكدة ضرورة استعادة دورها في إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ويأتي هذا في سياق مرحلة ما بعد اتفاق المرحلة الأولى من “خطة السلام” التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 9 أكتوبر 2025، والتي تهدف لإنهاء الصراع المسلح المستمر منذ عامين في القطاع، وشملت الإفراج عن رهائن فلسطينيين وإطلاق سراح أسرى من غزة.
هرتصوغ يحذر: إسرائيل على شفا الهاوية
حذر الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتصوغ من أن إسرائيل تقف “على شفا الهاوية”، في رسالة قوية تعكس عمق الانقسام والتوتر السياسي والاجتماعي داخل البلاد، على خلفية تصاعد الخطاب التحريضي والعنف السياسي.
وجاءت تصريحات هرتصوغ خلال مراسم إحياء الذكرى الثلاثين لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين، التي أقيمت في جبل هرتزل بالقدس، حيث قال إن اغتيال رابين كان “محاولة لقيادة إسرائيل إلى الانهيار وضرب وحدة المجتمع”، مشيرًا إلى أن بوادر مشابهة تعود للظهور اليوم بصورة أكثر خطورة.
ولفت الانتباه غياب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الكنيست أمير أوحانا عن الحفل، رغم توقعات بمشاركتهما في المناسبة التي تعد من أبرز الفعاليات السياسية والاجتماعية في إسرائيل.
وقال هرتصوغ في كلمته: “بعد ثلاثين عامًا، ما زلنا نرى نفس العلامات: لغة سامة، اتهامات بالخيانة، تحريض، وانتشار للكراهية والعنف في الشوارع وعلى المنصات الرقمية. هذا التآكل هو تهديد استراتيجي للدولة”.
وأضاف: “إذا اكتفينا بإدانة العنف دون معالجة أسبابه، فإننا لم نتعلم شيئًا من مقتل رابين. لا يعقل أنه بعد ثلاثين عامًا على تحذيراته بشأن خطر العنف على الديمقراطية الإسرائيلية، لا يزال هذا الخطر قائمًا في مجتمعنا”.
وأكد الرئيس الإسرائيلي أن الدولة ليست ساحة معركة، قائلاً: “أحذر وأكرر التحذير… نحن مجددًا على شفا الهاوية. دولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية ليست ميدان حرب، بل هي وطن. وفي الوطن لا يُطلق النار — لا بالسلاح، ولا بالكلمات، ولا بالتهديدات، ولا حتى بالتلميحات”.
وأشار هرتصوغ إلى أن العنف بات يستهدف شخصيات من مختلف المؤسسات الرسمية، بمن فيهم قادة الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) والقضاة والوزراء وأعضاء الكنيست، محذرًا من أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى تفكك المجتمع من الداخل.
وتأتي تصريحات الرئيس الإسرائيلي في ظل احتدام الانقسامات الحادة بين معسكرات اليمين المتطرف والمعارضة، وتصاعد الخلافات بين الحكومة والأجهزة القضائية والعسكرية، بالتزامن مع التحضير للانتخابات المقبلة.
كما انتقد هرتصوغ ما وصفه بـ”شيطنة الخصوم السياسيين”، محذرًا من أن تجاهل دروس اغتيال رابين قد يؤدي إلى “سقوط داخلي” لإسرائيل.
وفي كلمته خلال المراسم، قال يوناتان بن أرتزي، حفيد رابين: “قبل ثلاثين عامًا تمامًا، قُتل جدي بثلاث رصاصات في الظهر، على يد يهودي متطرف. لقد غيّر هذا الحدث حياتي، وغيّر إسرائيل إلى الأبد”.
تصريحات هرتصوغ، بحسب مراقبين، تسلط الضوء على الأزمة العميقة التي يعيشها النظام السياسي الإسرائيلي، حيث تتقاطع الأيديولوجيات المتصارعة والعنف المجتمعي مع تراجع الثقة بالمؤسسات، ما يعكس هشاشة البنية السياسية والاجتماعية للدولة.
The post واشنطن تقترح إنشاء قوة أمنية دولية في غزة.. هرتصوغ: إسرائيل على شفا الهاوية appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.
