50 يوماً للفصل.. سوق النفط أمام اختبار العقوبات الغربية وتصعيد ترامب

0
20

سجّلت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في تعاملات اليوم الاثنين، وسط قلق متزايد في الأسواق من تداعيات الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات الأوروبية على صادرات النفط الروسية، والتي دخلت حيز التنفيذ قبل أيام، في إطار التصعيد الغربي ضد موسكو على خلفية النزاع المستمر في أوكرانيا.

وصعدت العقود الآجلة لخام “غرب تكساس الوسيط” الأمريكي تسليم أغسطس بنسبة 0.53% لتسجّل 67.70 دولارًا للبرميل، فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام “برنت” تسليم سبتمبر بنسبة 0.27% إلى 69.47 دولارًا للبرميل، وفق بيانات وكالتي رويترز وبلومبرغ.

قلق الأسواق من تعقيد سلاسل التوريد

يخشى المتعاملون في سوق الطاقة من أن تؤدي القيود الأوروبية الجديدة إلى اضطراب تدفقات النفط المكرر، خصوصًا تلك المنتجة من الخام الروسي في دول ثالثة، وهو ما يزيد حالة عدم اليقين في السوق، لا سيما مع إعلان عدد من المنتجين في الشرق الأوسط زيادة إنتاجهم لتعويض النقص المتوقع.

وفي الوقت نفسه، أثارت الإجراءات الأوروبية الجديدة تساؤلات حول القدرة الفعلية على تنفيذ ومراقبة العقوبات، خاصة في ما يتعلق بمراقبة دخول النفط الروسي إلى مصافي التكرير في دول غير خاضعة للعقوبات، ثم إعادة تصديره كمنتجات مشتقة.

وتصاعدت التوترات أيضًا بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد بفرض عقوبات على مشتري النفط الروسي ما لم يتم التوصل إلى تسوية بشأن الأزمة الأوكرانية خلال 50 يومًا، مما زاد من قلق المستثمرين بشأن مستقبل تدفقات الطاقة العالمية.

من جانبه، علّق المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على الحزمة الأوروبية الجديدة بالقول إن “روسيا باتت تتمتع بدرجة من الحصانة ضد العقوبات الغربية”، مشيرًا إلى أن موسكو نجحت في تكييف اقتصادها مع الضغوط الخارجية عبر تنويع الشركاء وزيادة الاعتماد على السوق الآسيوية.

ورغم التصعيد، أشار محللون في بنك “ING” بقيادة وارن باترسون إلى أن رد الفعل الهادئ للأسواق حتى الآن يعكس تشكيكًا في فعالية العقوبات الأخيرة، وخصوصًا في قدرتها على تغيير المعادلة في سوق النفط العالمي.

وقال التقرير التحليلي: “من الواضح أن تتبّع منشأ النفط في مصافي التكرير بالدول الثالثة، ثم فرض الحظر، سيكون مهمة معقدة وقد تواجه عراقيل قانونية ولوجستية”.

وتأتي هذه التطورات في وقت حساس لسوق الطاقة العالمية، حيث تتعافى الاقتصادات من تبعات التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، بينما تسعى الدول المستوردة لتأمين إمدادات مستقرة بأسعار معقولة، وبينما يرى البعض أن هذه العقوبات قد تؤدي إلى تقليص الكميات المتاحة في السوق على المدى المتوسط، يرى آخرون أن تعدد طرق الالتفاف على العقوبات قد يحدّ من تأثيرها الفعلي، ما يجعل مسار أسعار النفط في الأسابيع المقبلة مرهونًا بتوازن دقيق بين السياسة والجغرافيا والطلب العالمي.

The post 50 يوماً للفصل.. سوق النفط أمام اختبار العقوبات الغربية وتصعيد ترامب appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.