قضية فلسطين.. العرب أغنياء.. هل هم أقوياء؟

0
75

لا يبدو العالم العربي، اليوم، في وضع يسمح لـ(22) دولة عربية، بالتدخل في الحرب الدائرة على أرض فلسطين منذ شهرين، لأسباب كثيرة، قد يكون أهمها، أن السياسات التي تسير وفقها هذه الدول، بعيدة تماما عن التخطيط العسكري، وغياب مصطلح الأمن القومي العربي من أدبيات السياسة، رغم وجود الجيوش التي لا يعرف الكثير من قياداتها حدود فلسطين.

اختار العرب منذ عقدين أو ثلاثة، الرفاهية، وباتوا يظهرون حسا تنافسيا غريبا، تجاه نموذج الرفاهية الغربي، وباتت المهرجانات الفنية، ومعارض الفنون، البطولات الرياضية، وسوق النجوم، تستحوذ على اهتمام راسمي السياسيات في هذه البقعة من العالم، رغم وجود الكثير من المشاكل الاجتماعية، والسياسية، والإقتصادية، والتربوية، والخدمية، والصحية، التي تحتاج حلولا مستعجلة.

تحضر قضية فلسطين في المناسبات، ويكرر الزعماء العرب، وإعلامهم المترف، عبارات حل الدولتين، والقدس الشرقية، والسلام والتنمية، وحق الجميع في العيش بسلام، يكررون ذلك رغم أن أحدا في الطرف المقابل، لم يعطهم أي شيء، مقابل التخلي عن الطموح لتحرير فلسطين، وإعادة الحق العربي، لذلك يبدو العرب، كتاجر ينادي على بضاعة لا يملكها، ينادون بالسلام و لايملكونه، وبالقدس مجزأة، ولا يملكونها، وحل الدولتين، ولا يملكونه.

يملك العرب اليوم انتظار أن يعرض عليهم أحد ما حلا، فهم لا يطرحون حلا بقدر ما يكررون ما يقوله الآخرون.

هل العرب قادرون على فعل شيء؟ نظريا الجواب نعم، فلدى العرب مقومات القرار، يمتلك العرب جيوشا متخمة بالدبابات والمدرعات و الطائرات، وربما لديهم أكبر عدد من القوى البشرية العاملة في الجيوش، إذا تم جمعهم معا، ويملك العرب موارد اقتصادية هائلة من الخامات والإنتاج الزراعي والصناعي، ولديهم أيضا مركز حيوي في قلب العالم ويشرفون على أم الممرات البحرية، ولدى العرب فائض مالي تغص به البنوك الداخلية والخارجية، ولديهم رأي عام عربي يطمح ليرى أمته وهي تستعيد جدراتها التاريخية.

لدى العرب كل ذلك، فماذا ينقصهم ليكونوا أصحاب قرار في الحرب و السلام، من الواضح أن العرب يملكون مقومات القرار، لكنهم لايملكون القرار نفسه، فالقرار العربي مبعثر بين عواصم القرار الدولية، التي تستحوذ كل منها على جزء من قرار العرب، لذلك لابد من القول، إن العرب أغنياء، لكنهم ليسوا أقوياء، فالقوة تأتي من القرار، والقوي من يملك قراره، حتى لا يكون حالنا حل حارس القلعة، لديه مفاتيحها، لكنه ينتظر الأمر ليفتحها، فالقرار ليس له وإن كان المفتاح عنده.

The post قضية فلسطين.. العرب أغنياء.. هل هم أقوياء؟ appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.