ترامب وبوتين يدخلان على خط الأزمة.. وإيران تتوعد بـ«رد أقسى»

0
27

تفاقمت حدة التوترات في الشرق الأوسط مع دخول الأزمة بين إيران وإسرائيل مرحلة تصعيد غير مسبوقة، وسط تحذيرات أميركية، وتوعد إيراني، وتصريحات إسرائيلية عالية النبرة، تزامنت مع محاولات روسية لاحتواء الموقف.

وخلال اتصال هاتفي جرى مساء السبت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الوضع في المنطقة، لا سيما بين إسرائيل وإيران، بأنه “مقلق للغاية”، بحسب ما أعلنه مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف.

وأضاف أن ترامب وبوتين ناقشا تداعيات العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ضد منشآت نووية وعسكرية إيرانية.

وأوضح أوشاكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبّر عن إدانته للضربات الإسرائيلية، معتبراً إياها “انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي”، كما أعلن استعداد موسكو للعب دور الوسيط بين طهران وتل أبيب.

ولفت إلى أن الرئيسين لا يستبعدان استئناف مسار المفاوضات حول الملف النووي الإيراني.

كما أجرى الرئيس بوتين أيضاً محادثتين منفصلتين مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأكد الكرملين أن بوتين قدم تعازيه لطهران في ضحايا الغارات، وشدد على ضرورة معالجة الملف النووي الإيراني عبر الطرق السياسية والدبلوماسية.

تهديدات متبادلة ووقف للمحادثات النووية

توعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إسرائيل برد “أقوى وأشد” إذا واصلت عملياتها العسكرية، وقال في اتصال مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إن “استمرار العدوان الصهيوني سيلقى رداً قاسياً من القوات المسلحة الإيرانية”، متّهماً الولايات المتحدة بالتواطؤ مع إسرائيل وتقويض مسار المفاوضات.

بالتوازي، أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي عبر “إكس” إلغاء جولة المحادثات النووية بين واشنطن وطهران التي كانت مقررة غداً في مسقط، في حين قالت الخارجية الإيرانية إنه “لا معنى” لمشاركة طهران في أي حوار في ظل استمرار القصف الإسرائيلي. ورغم ذلك، أكد مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة “لا تزال راغبة في إجراء مباحثات مع إيران”.

نتنياهو: قصفنا منشآت نووية وسنكرر ذلك

من جهته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده وجهت “ضربة فعلية” للبرنامج النووي الإيراني خلال العملية العسكرية التي أطلقتها فجر الجمعة تحت اسم “الأسد الصاعد”.

وقال في مؤتمر صحفي إن “طائرات سلاح الجو الإسرائيلي ستحلق قريباً فوق طهران”، مشيراً إلى أن الضربات طالت منشأة التخصيب الرئيسية، ومركز التحويل الحيوي، ومواقع قيادية.

وأضاف نتنياهو: “لقد أعدنا البرنامج النووي الإيراني سنوات إلى الوراء، وما شعروا به حتى الآن لا يقارن بما سيحدث لاحقاً”، مؤكداً أن العملية نُفذت بدعم صريح من الرئيس ترامب.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل ستواصل ضرباتها ضد كل مواقع النظام الإيراني، مشيراً إلى أن ما شهدته إيران حتى الآن لا يقارن بما ستشعر به في الأيام القادمة.

وقال نتنياهو: “قريباً ستشاهدون طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تحلق في أجواء طهران”، وأوضح أن العملية العسكرية التي استهدفت البرنامج النووي الإيراني نفذت “في الدقيقة 90″، مؤكداً تحقيق “ضربة حقيقية” للمواقع النووية الإيرانية رغم التقارير المتضاربة.

وذكر نتنياهو أن الهدف من العمليات هو إحباط التهديد المزدوج لإيران المتمثل في الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، مضيفاً: “ضربنا موقع التخصيب الرئيسي ومنشأة التحويل الحيوي، وجرحنا الفريق العلمي المسؤول عن البرنامج، ما سيعيقهم لسنوات طويلة”.

وتطرق إلى تهديد الصواريخ الباليستية الإيرانية، مشيراً إلى امتلاك إيران نحو 20 ألف صاروخ من هذا النوع، وأن إسرائيل تعمل على تدمير قدرات الإنتاج الصاروخية الإيرانية.

كما أكد فقدان إسرائيل ثلاثة من مواطنيها جراء الهجمات الإيرانية، مؤكداً أن الشعب الإسرائيلي “كالأسد سينهض” داعياً المواطنين للالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية.

واختتم نتنياهو حديثه بالقول: “نحن في معركة مصيرية من أجل وجودنا وسنقاتل حتى النصر، والقادة يعبرون عن إعجابهم بعزيمة وإنجازات مقاتلينا”.

وفي ظل تصاعد التهديدات، حذّر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث طهران من مهاجمة القوات الأميركية في الشرق الأوسط، واصفاً أي هجوم محتمل بأنه “فكرة سيئة للغاية وخطوة مكلفة”.

وقال في مقابلة مع “فوكس نيوز”: “استهداف القواعد الأميركية سيكون خطأ استراتيجياً”.

في المقابل، نشرت وكالة “مهر” الإيرانية بياناً أفادت فيه بأن طهران وجهت تحذيرات شديدة لكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، مؤكدة أن أي دعم عسكري لإسرائيل سيقابل باستهداف مباشر لقواعدهم في المنطقة.

كما أفادت مصادر رسمية بأن طهران استدعت السفير السويسري، الذي يمثل المصالح الأميركية في إيران، وأبلغته برسائل تحذيرية شديدة، فيما أجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اتصالات بنظرائه في باريس ولندن لنقل الموقف الإيراني.

هذا وجاء الهجوم الإسرائيلي الأخير عقب تهديدات من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي برد “قوي وغير متوقع”، عقب اغتيال عدد من كبار قادة الحرس الثوري، بينهم حسين سلامي ومحمد باقري، ورداً على الغارات، أطلق الحرس الثوري عملية “الوعد الصادق 3” التي شملت قصفاً صاروخياً طال مدناً ومواقع إسرائيلية استراتيجية، من بينها تل أبيب ومنشآت عسكرية في النقب.

The post ترامب وبوتين يدخلان على خط الأزمة.. وإيران تتوعد بـ«رد أقسى» appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.