أزمة التراث العالمي.. 30 موقعاً مهدد واليونسكو تتحرك سريعاً

0
16

في خطوة استراتيجية تهدف إلى حماية التراث الإنساني والثقافي والطبيعي العالمي، تعقد لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” هذا الأسبوع في باريس دورتها الموسعة السابعة والأربعين، لمناقشة طلبات إدراج نحو 30 موقعًا جديدًا في قائمة التراث العالمي.

وتضم هذه المواقع كهوفًا تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، ومراكز تاريخية قديمة، وغابات ونظمًا بيئية بحرية متنوعة، تعكس ثراء التنوع البيئي والثقافي للبشرية.

وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد المخاطر التي تواجهها المواقع العالمية، جراء التغير المناخي والاحتدام المستمر للنزاعات المسلحة في مناطق عدة، بحسب تصريحات المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي.

وقالت أزولاي في افتتاح الدورة التي انطلقت الإثنين إن “الثقافة يجب أن تلعب دورًا رئيسيًا في مواجهة التحديات الكبرى التي نعيشها اليوم، من تغير المناخ إلى ندوب الحرب التي تهدد استمرارية هذا التراث”.

وأكدت أن اليونسكو عازمة على تعزيز حماية هذه المواقع والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

وتضم قائمة التراث العالمي حاليًا أكثر من 1200 موقع متنوع بين ثقافي وطبيعي ومختلط، وتهدف اليونسكو من خلال هذه الاجتماعات إلى تقييم الطلبات الجديدة مع مراجعة شاملة لأكثر من 250 موقعًا مدرجًا بالفعل، هذا التقييم يُشكل صورة واضحة للتحديات التي تواجه التراث العالمي في مختلف بقاع الأرض.

ومن بين الترشيحات البارزة هذا العام، ظهرت مواقع من أفريقيا غابت عن القائمة لفترات طويلة، حيث تقدمت غينيا بيساو بطلب إدراج محمية أرخبيل بيجاغوس للمحيط الحيوي، وسيراليون بغابات غولا تيواي، التي تعد ملاذًا للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض، مثل الفيلة.

بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الترشيحات مواقع أثرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، منها الميغاليث في كارناك غرب فرنسا، والنقوش الصخرية على نهر بانغوشيون في كوريا الجنوبية، ما يعكس أهمية الحفاظ على ذاكرة الحضارات القديمة.

لكن التحديات لا تقتصر على الترشيحات الجديدة فقط، إذ حذرت أزولاي من أن ثلاثة أرباع مواقع التراث العالمي تتعرض حاليًا لمخاطر مائية جسيمة، سواء نقص المياه أو الفيضانات الناجمة عن تغير المناخ، بالإضافة إلى ظاهرة السياحة المفرطة التي بدأت تواجه انتقادات عالمية بسبب تأثيرها السلبي على المواقع.

وفيما يخص مناطق النزاعات، أشارت أزولاي إلى أن نصف المواقع الستة والخمسين المدرجة على قائمة الخطر تقع تحت التهديد المباشر للحروب، مع تركيز خاص على الشرق الأوسط الذي يضم 40% من هذه المواقع المهددة.

وفي هذا السياق، أعلنت اليونسكو عن استئناف نشاطها في سوريا، مع التركيز على حماية المتحف الوطني بدمشق ومعالم مدينة حلب التاريخية.

كما تتابع المنظمة عن كثب الأضرار التي لحقت بالمواقع الثقافية في غزة، منذ أكتوبر 2023، مستعينة بصور الأقمار الصناعية لتقييم الخسائر، وتعبر عن أملها في إمكانية التدخل لحماية التراث الفلسطيني بمجرد تحسن الأوضاع في المنطقة التي تعاني الحصار الإسرائيلي منذ 21 شهرًا.

وتأتي هذه الاجتماعات في وقت حرج يزداد فيه وعي العالم بأهمية حماية التراث من التهديدات المتزايدة، ما يجعل قرارات اليونسكو لهذا الأسبوع ذات وقع عالمي كبير وتأثير طويل الأمد على مستقبل المواقع التي تشكل ذاكرة الإنسان وجزءًا لا يتجزأ من هويته.

The post أزمة التراث العالمي.. 30 موقعاً مهدد واليونسكو تتحرك سريعاً appeared first on عين ليبيا آخر أخبار ليبيا.